تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

خطط عسكرية للتصدي لإيران في المنطقة

وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر
AvaToday caption
وعلى الرغم من أن نظام باتريوت يُعد إحدى أكثر أنظمة الدفاع فاعلية وخبرة في التصدي للصواريخ الباليستية، إلا أن نظام الرادار الخاص بها لا يغطي سوى نطاق محدود
posted onOctober 10, 2019
noتعليق

ذكرت مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأميركية أنه في أعقاب هجوم الرابع عشر من أيلول/سبتمبر على منشآت النفط السعودية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن خطط لنشر المزيد من الجنود والأسلحة الدفاعية الجوية والصاروخية في منطقة الشرق الأوسط - بما في ذلك بطارية صواريخ باتريوت واحدة، وأربعة رادارات من طراز سينتينل، و200 من قوات الدعم.

ويمثل هذا النشر أحدث جهد أميركي لردع العدوان الإيراني ويسلط الضوء على التهديد الجوي والصاروخي المتنامي والمتطور للولايات المتحدة وشركائها.

وفي مؤتمر صحافي عُقد الأسبوع الماضي، ذكر وزير الدفاع، مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جو دانفورد، أن الرياض طلبت مساعدة أميركية بعد هجوم الرابع عشر من أيلول/سبتمبر.

وقال إسبر إن "النظام الإيراني يشن حملة متعمدة ترمي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وفرض تكاليف على الاقتصاد الدولي".

كما أردف أن الهجوم يحمل بصمات طهران، قائلاً: "من الواضح أن الأسلحة المستخدمة في الهجوم كانت إيرانية الصنع ولم تطلق من اليمن".

وفي هذا الأسبوع، انضمت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا إلى الولايات المتحدة في إلقاء اللوم على طهران بشأن الهجوم على الرغم من الخلافات بشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية لعام 2015.

وعلى الرغم من أن نظام باتريوت يُعد إحدى أكثر أنظمة الدفاع فاعلية وخبرة في التصدي للصواريخ الباليستية، إلا أن نظام الرادار الخاص بها لا يغطي سوى نطاق محدود.

وكان نظام باتريوت في مخزون الولايات المتحدة لعقود من الزمن، بيد أنه يخضع حالياً لتحديث رئيسي يتضمن مجموعة متنوعة من تحسينات الأوامر والتحكم والرادار. واعتباراً من آب/أغسطس، قام الجيش بترقية تسع كتائب باتريوت من أصل 15.

وعلى ضوء استمرار المخاوف الأميركية بشأن المزيد من التصعيد الإيراني، تنشر وزارة الدفاع أيضاً الرادار الحارس AN/MPQ-64 Sentinel الذي يعمل على النطاق الترددي X-Band، وهو رادار الدفاع الجوي بمصفوفة طورية يمكنها تغطية زاوية 360 درجة، كما يبلغ مداه 75 كم.

 كذلك وافق البنتاغون على وضع مزيد من القوات تحت "أوامر الاستعداد للانتشار" والتي تشمل بطاريتين باتريوت إضافيتين ومنظومة الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية (ثاد).

يذكر أن نظام ثاد هو نظام دفاع إقليمي بري قادر على اعتراض الأهداف القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي خلال المرحلة النهائية من الرحلة. كما أجرت وزارة الدفاع تدريبات على نشر ثاد في إسرائيل للمرة الأولى في وقت سابق من هذا العام.

وقد يكون عجز نظام صواريخ باتريوت الخاص لوقف هجوم الرابع عشر من أيلول/سبتمبر ناجم عن عدة عوامل، ربما من بينها طبيعة الهجوم (أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة التي تحلق على ارتفاع منخفض وصواريخ كروز)، ونطاق الرادار المحدود لصاروخ باتريوت.

إلى ذلك، أشارت مراجعة الدفاع الصاروخي لعام 2019 الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الخصوم المحتملين "ينشرون مجموعة شاملة وحديثة ومتنوعة على نحو متزايد من أنظمة الصواريخ الهجومية الإقليمية التي من شأنها أن تشكل تهديداً للقوات الأميركية في الخارج والحلفاء والشركاء".

 كما ورد في مراجعة الدفاع الصاروخي أن إيران قد عرضت صاروخ كروز للهجوم الأرضي والذي تزعم طهران أن مداه يصل إلى 2000 كيلومتر.

ويتعين على الولايات المتحدة وشركائها - إلى جانب المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا – أن يجمعوا على كلمة واحدة بحيث يدينوا الهجوم ويحثوا طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات. وإذا اعتقدت طهران أن بإمكانها مواصلة التفريق بين الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، فإنه من غير المرجح أن تنجح في ذلك.

لكن الكلمات لن تكون كافية لردع شن هجمات إضافية من طهران. إذ يجب على شركاء الولايات المتحدة وحلفائها - خاصة أولئك الذين يعتمدون على صادرات الطاقة من الشرق الأوسط - أن يتعهدوا بتقديم ما يلزم من أسلحة الدفاع الجوي والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للمنطقة من أجل ردع شن هجمات إضافية على سوق الطاقة الدولي، إذ من شأن هذه التدابير أن تساعد في ردع شن هجمات إضافية، وتمكين الدبلوماسيين الأميركيين ودبلوماسيي الأطراف الحليفة، ومنع نشوب صراع عسكري واسع النطاق.