تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ترامب يحض العراق على مواجهة نفوذ إيران

ميليشيات الحشد الشعبي في العراق
AvaToday caption
الجنرال سليماني هو قائد المهمات الخارجية في الحرس الثوري وأصبح يتمتع بنفوذ واسع في إيران وهو مهندس العمليات الخارجية
posted onSeptember 25, 2019
noتعليق

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره العراقي برهم صالح، بـ"ضرورة حماية الأقليات الدينية العراقية، ومواجهة تصرفات إيران ونفوذها المزعزع للاستقرار".

جاء ذلك، خلال لقاء جرى بين الرئيسين على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق بيان للبيت الأبيض نشره الأربعاء.

وناقش الرئيسان الأميركي والعراقي، أفضل السبل لتعزيز الشراكة القوية بين بلديهما في قضايا عديدة مثل الأمن، والتجارة، والطاقة.

وأكد ترامب، "دعمه القوي للحرب المستمرة ضد تنظيم داعش، والجماعات الإرهابية كافة".

كما أعرب الرئيس الأميركي عن التزام واشنطن "بالديمقراطية العراقية وسيادة القانون".

وأضاف البيان "أقر الرئيسان بضرورة قيام الحكومة العراقية بكل ما في وسعها للحفاظ على سوق موات للمستثمرين الأميركيين وشركات الطاقة التي تسعى لممارسة أعمال تجارية في العراق".

وبدوره أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، أن العراق هو المسؤول عن حماية أراضيه وسيادته.

وأكد صالح أن "العراق حقق انتصارات عظيمة على الاٍرهاب ونحن بصدد إعادة الإعمار" مضيفا أن "العراق هو المسؤول عن حماية أراضيه وسيادته".

وياتي تصريح ترامب في ظل حراك سياسي في العراق مع اشتداد الضغط الايرانية الممارسة على رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لدفعه للاستقالة او سحب الثقة منه بعد نحو 13 شهرا من توليه منصبه.

وتحاول طهران العمل على مزيد فرض هيمنتها على القرار السياسي العراقي وذلك باستغلال نفوذ حلفائها لرسم السياسات العراقية رغم محاولات بعض الساسة العراقيين على غرار عبدالمهدي الناي بالبلاد عن الصراعات في المنطقة.

ويبدو ان ايران الغارقة في وحل الأزمات التي افتعلتها في المنطقة تريد ان تجعل من العراق ساحة لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة رغم المقاومة التي يبديها بعض المسؤولين العراقيين.

ويبدو ان عبدالمهدي مصر على تبني سياسة تقلل مكن حجم النفوذ الايرني في الاجهزة الامنية وذلك من خلال التغييرات الهيكلية التي يجريها على قيادة الحشد الشعبي باستبعاد القيادات المتشددة والتي يدين أغلبها بالولاء لإيران لاحتواء الغضب الدولي والإقليمي بعد استهداف الحرس الثوري الإيراني منشأتي نفط سعوديتين في 14 سبتمبر/أيلول.

وتشير وثيقة مسربة كانت صحيفة العرب اللندنية قد نشرت فحواها إلى إقرار هيكلية جديدة للحشد الشعبي تتيح لفالح الفياض (رئيس هيئة الحشد الشعبي)، لعب دور كبير على حساب أبومهدي المهندس المقرب من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

والجنرال سليماني هو قائد المهمات الخارجية في الحرس الثوري وأصبح يتمتع بنفوذ واسع في إيران وهو مهندس العمليات الخارجية والمشرف الفعلي على الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن.

ولا تستبعد مصادر عراقية أن يكون لإيران دور في تأجيج الحراك السياسي الحالي ضدّ عبدالمهدي الذي وجد نفسه أمام اختبار صعب لإحداث توازن في علاقات بلاده مع حليفيه الخصمين إيران والولايات المتحدة.

وسبق أن حذّر سياسيون عراقيون من تحول العراق إلى ساحة حرب بالوكالة على ضوء النفوذ الواسع للميليشيات الموالية لإيران والتي قد تندفع مع تنامي التوتر بين واشنطن وطهران إلى مواجهة مع القوات الأميركية المنتشرة على الأراضي العراقية وأيضا السورية.

وحاول عبدالمهدي تحصين الحشد الشعبي من أي استهداف داخلي بأن أدمج فصائله في القوات المسلحة لتصبح جزء من القوات العراقية النظامية مع ما يحمل ذلك من مخاطر التغلغل الإيراني في مفاصل المؤسستين العسكرية والأمنية.

لكن إدماج الحشد في القوات المسلحة العراقية لم يحل دون تعرض مقاره في العراق ومواقعه على الحدود مع سوريا لهجمات متواترة بطائرات مسيرة.

واتهم أبومهدي المهندس في السابق الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ تلك الغارات، إلا أن رئيس هيئة الحشد فالح الفياض نفى حينها في تصريح يناقض تصريح المهندس، أي دور محتمل لواشنطن في استهدف مقار ومواقع الحشد.

وتحاول العراق ايجاد منفذ تستطيع من خلاله الحفاظ على علاقاتها بايران من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى.

ويخشى العراق أن يتم الزج به في أي حرب في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة. ويوجد بالعراق قوات أميركية وجماعات شبه عسكرية موالية لطهران.