تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قائد الباسيج السابق بمنصب جديد لقمع الاحتجاجات

الباسيج
AvaToday caption
الهدف من تشكيل الكتائب، التي تتولى قيادتها قاعدة "الإمام علي"، هو "تمكين هذه الوحدات لتعمل بشكل مستقل
posted onSeptember 9, 2019
noتعليق

قام قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، بتعيين قائد ميليشيا الباسيج السابق، غلام حسين غيب بارفار، نائباً له ورئيساً لقاعدة "الإمام علي" الأمنية، وذلك لتشديد الإجراءات الأمنية ضد الاحتجاجات المحتملة.

ووفقاً لقرار التعيين الذي صدر السبت الماضي، سيكون غيب بارفار قائداً لأهم وحدة أمنية في الحرس الثوري كانت مكلفة بمهمة مواجهة الاحتجاجات منذ الانتفاضة الخضراء عام 2009 وحتى احتجاجات 2018.

وتم إنشاء قاعدة "الإمام علي" الأمنية، في أعقاب الاضطرابات الهائلة في إيران بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009، حيث قادت الحركة الخضراء ملايين المتظاهرين ضد ما وصفوه بتزوير الانتخابات، التي جددت ولاية الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، لولاية ثانية.

من جهته، قال المحلل العسكري الإيراني، مراد ويسي، في مقال له بموقع إذاعة "فردا" الأميركية الناطقة بالفارسية، إن قاعدة "الإمام علي" هي حصيلة تجارب النظام في قمع الاحتجاجات الواسعة النطاق باحتجاجات عام 2009.

وأوضح ويسي أن تكتيك الحرس الثوري في التصدي للانتفاضة كان نشر راكبي الدراجات في وحدات مكونة من 50 عنصراً لقمع المتظاهرين، حيث أخذت هذه الطريقة في الاعتبار حركة المرور المزدحمة في طهران.

وكانت هذه الوحدات أسرع من سيارات الشرطة ومركبات مكافحة الشغب، كما أحدثت الدراجات مع راكبين ملثمين وهراوات بأيديهم فوضى وخوف في صفوف المتظاهرين، وفق ويسي.

واستغرق قمع اضطرابات 2009 أكثر من عام، بحسب ويسي، حيث اجتازت وحدات الدراجات النارية اختبارها وتمت ترقيتها من حيث العدد والمعدات والتنظيم الرسمي في شكل كتائب تم تشكيلها عام 2011.

وأضاف أنه في الوقت نفسه، تم دمج وحدات ميليشيا الباسيج الأصغر وسائقي الدراجات النارية الأخرى في هذه الكتائب.

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني السابق، محمد علي جعفري، قد قال في ذلك الوقت إن مهمة هذه الوحدات هي "مواجهة الفتن"، وهو المصطلح الرسمي الذي تطلقه السلطات على الاحتجاجات المناهضة للنظام.

وأشار ويسي إلى أن السلطات كانت تعتمد في السابق على تعبئة قوات الباسيج عبر شبكة المساجد، حيث يهرع عناصر تلك الميليشيات إلى مكان الاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة لهم، بما في ذلك العربات الصغيرة والدراجات النارية، مستخدمين كل الأسلحة اليدوية التي يمكنهم العثور عليها لتفريق المحتجين.

ورأى ويسي أن الهدف من تشكيل الكتائب، التي تتولى قيادتها قاعدة "الإمام علي"، هو "تمكين هذه الوحدات لتعمل بشكل مستقل في المناطق الحضرية واحتجاجات المدن والشوارع".

وأوضح أنه يمكنهم قطع الاتصالات وتعطيل حركة المرور عندما تكون الاحتجاجات جادة والتصرف دون الحاجة إلى طلب إذن من كبار المسؤولين. كما يمكنهم اتخاذ القرار محلياً ولهم حرية التصرف داخل مناطقهم.

وكان جعفري قد كشف، في تصريحات قبل 4 سنوات، عن تنظيم حوالي 31 ألف عنصر في 100 كتيبة في مناطق مختلفة من إيران.

وتعمل هذه الكتائب على غرار التنظيم القتالي للباسيج، الذي يعمل تحت قيادة القوات البرية للحرس الثوري، وهي تختلف عن الشرطة والقوات الخاصة في الحرس الثوري وتبدأ عملياتها فقط عندما تفشل الشرطة وغيرها من وحدات مكافحة الشغب في مواجهة المتظاهرين بفعالية، وفق ويسي.

وذكر المحلل الإيراني أن "تشكيل هذه الكتائب جاء نظراً لعدم كفاءة الشرطة الإيرانية في التعامل مع احتجاجات عام 2009، مقابل خبرة الحرس الثوري خلال 20 عاماً في التعامل مع جميع أشكال الاحتجاجات من احتجاجات الطلاب في عام 1999 إلى احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009 وحتى الاحتجاجات الشعبية أواخر عام 2017 وأوائل 2018".

وقامت الوحدات بالعديد من التدريبات والتمارين لضمان استعدادها. في الوقت نفسه، فإن هوس قمع الاحتجاجات يمثل قلق الحكومة المتزايد بشأن المعارضة المتزايدة والاضطرابات المحتملة، وفق ويسي.

ويعتبر غلام حسين غيب بارفار ضابطاً بارزاً في الحرس الثوري ومن المشاركين بالحرب ضد العراق في الثمانينات كضابط صغير.

وبعد الحرب، كان قائد الفرقة 19 في الحرس الثوري الإيراني لمدة 3 سنوات، ثم أصبح قائد فرقة "فجر" في محافظة فارس لمدة 8 سنوات، حيث كان معروفاً كقائد متطرف ومعارض بشدة لما كان يصفه بالنفوذ الثقافي الغربي من أحداث ثقافية، مثل الحفلات الموسيقية.

كذلك كان من أشد منتقدي الرئيس البراغماتي الراحل، أكبر هاشمي رفسنجاني، مما جعله يحظى بشعبية بين مؤيدي المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي.

وأصبح غيب بارفار مشهوراً بشكل خاص عندما تم الكشف عن وقوفه وراء التخطيط لهجوم من قبل عناصر يرتدون ملابس مدنية ضد النائب المستقل بالبرلمان، علي مطهري، أثناء زيارته إلى شيراز، عاصمة محافظة فارس عام 2014.

وكان مطهري قد قدم شكوى ضد غيب بارفار إلى المحكمة، لكن القضية بقيت غير محسومة كما كان متوقعاً، نظراً لحظوة القيادي بالحرس الثوري لدى أجهزة القضاء التي تخضع لإشراف المرشد.

وبعد تلك الحادثة بوقت قصير، تمت ترقية غيب بارفار بفضل تقدير خامنئي لـ"خدماته" وأصبح قائداً لميليشيا الباسيج.

وعُرف غيب بارافار بمواقفه الراديكالية في السياستين الداخلية والخارجية، حيث يطلق دوماً تصريحات عنيفة ضد حكومة حسن روحاني والولايات المتحدة والدول الغربية.

وبعد 3 سنوات (2016-2019) كقائد لباسيج، تمت إقالته من منصبه ولم يتم تعيينه في منصب أعلى، مما يشير إلى أن خامنئي لم يكن راضياً عن أدائه، بحسب ما يعتقد ويسي.

وتم الإعلان عن تعيينه الجديد كرئيس لقاعدة "الإمام علي" من قبل قائد الحرس الثوري.

وفي منصبه الجديد، تم تكليفه بتوسيع قاعدة "الإمام علي" في طهران ومناطق أخرى من البلاد والإشراف على إنشاء وحدات الدراجات النارية في جميع المدن الإيرانية لقمع الاحتجاجات المحتملة.