تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المنطقة تدفع فاتورة مغامرات طهران

إيرانتان قرب بحر
AvaToday caption
الاوضاع المتوترة في لبنان والعراق بسبب من تدخلات طهران ووصايتها على الاحزاب والميليشيات المتواجدة في هذين البلدين
posted onAugust 30, 2019
noتعليق

منى سالم الجبوري

تشهد المنطقة أحداثا وتطورات غير مألوفة وغير مسبوقة تجري كلها على وقع وآثار وتداعيات تدخلات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيها، خصوصا وإن ظروف وأجواء توريط العراق ولبنان في حروب ومواجهات هما في غنى عنها تماما، قد باتت تخيم على هذين البلدين من جراء الدور المشبوه وغير المسٶول الذي تضطلع به أذرع هذا النظام في هذين البلدين، خصوصا وإن طهران تدفع بالاوضاع للتأزم حتى تجد في ذلك ما يكفل لها إجراء صفقة ما لتخفيف الضغوط الدولية عليها.

ليست المرة الاولى وقطعا لن تكون الاخيرة التي يبادر فيها النظام الايراني لإستغلال ورقة تدخلاته ونفوذه في بلدان المنطقة وتوظيفها لصالحه، بل إنه دأب على هذا الامر تحت نظر وأسماع المجتمع الدولي وإنها حالة غريبة وشاذة جدا في هذا العصر الذي من الصعب عليه تقبل هكذا حالة ولاسيما في الالفية الثالثة بعد الميلاد وما يشهده العالم من تطور وتقدم تشهد قضايا حقوق الانسان الانسان والمرأة تطورا وتقدما ملموسا للأمام.

ولكن هذا النظام الذي بالاضافة الى قمع شعبه وسلبه لحقوقه وحرياته وإضطهاده للمرأة والنيل من كرامتها واعتبارها الانساني.

 فإنه يريد أن يجعل بلدان وشعوب المنطقة الخاضعة له بمثابة دروع ومتاريس من أجل إبعاد الخطر عن نفسه والمغامرة والمجازفة على حساب الشعوب والبلدان الاخرى وهي تمثل بادرة شاذة لابد للمجتمع الدولي أن يتحمل تبعاتها وعليه أن يتحمل المسٶولية من أجل التصدي للنظام الايراني الذي يبدو إنه يستهين بالقوانين والانظمة المتعارف عليها دوليا ويجبر العالم على التكيف وفق قوانينه القرووسطائية بجعل أفكار ومفاهيم دينية متطرفة بديلا وعوضا عن تلك القوانين والانظمة الدولية.

الاوضاع المتوترة في لبنان والعراق بسبب من تدخلات طهران ووصايتها على الاحزاب والميليشيات المتواجدة في هذين البلدين، من المثير للسخرية إن النظام ليس ينكر عمالة وتبعية هذه الاذرع له بل وإنه ينوب عنها علنا في الاعراب عن مواقف "عنترية" ضد إسرائيل، حيث إنه وفي الوقت الذي يحبس اللبنانيون أنفاسهم قلقا وخوفا من تكرار حربا كارثية شبيهة بحرب تموز 2006، وما تبعتها من آثار مدمرة.

ولاسيما بعد حادثة الطائرتين الإسرائيليتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، برز موقف "تصعيدي" للنظام الايراني، فقد نقلت وكالة يونيوز الموالية لطهران عن حسين أمير عبداللهيان، المستشار الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، قوله إن "رد حزب الله على اعتداء إسرائيل سيكون قاصما."

السٶال ليس عن ما سيستفيد منه النظام الايراني من هكذا حرب مدمرة لو وقعت وإنما عن المبرر الذي يجب ذكره لكي يدفع الشعب اللبناني أو أي شعب آخر في المنطقة الفاتورة الباهظة للمغامرات الطائشة لطهران؟