تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تصرفات طهران تبعث "إشارات مقلقة "

لا مجال للمقارنة بين الناقلتين في هرمز وجبل طارق
AvaToday caption
الحكومة البريطانية تدرس "مجموعة خيارات" للتصدي لاعتراض إيران لناقلة النفط ستينا امبيرو.
posted onJuly 21, 2019
noتعليق

حثت إيران بريطانيا الأحد على احتواء "قوى سياسية داخلية" تريد تصعيد التوتر بين البلدين في أعقاب احتجاز طهران لناقلة نفط ترفع العلم البريطاني.

وقالت بريطانيا الاحد انها تدرس "سلسلة خيارات" للرد على احتجاز الناقلة ستينا إمبيرو في الخليج الجمعة بعد ان وصفته بـ"العمل العدائي" ورفضت تفسيرا ساقته طهران بأنها احتجزتها بسبب حادث.

وفي خضم ذلك، أعلنت طهران ان السعودية افرجت عن ناقلة نفط ايرانية اجبرت على الرسو في ميناء جدة اواخر نيسان/ابريل بعد اكتشاف اعطال فنية.

وقال السفير الإيراني في بريطانيا حميد بعيدي نجاد في تغريدة "ينبغي على الحكومة البريطانية احتواء تلك القوى السياسية الداخلية التي تريد تصعيد التوتر الحالي بين إيران والمملكة المتحدة إلى ما هو أبعد من قضية السفن. هذا خطير للغاية ولا يتسم بالحكمة في وقت حرج بالمنطقة".

وأضاف "إيران، مع ذلك، صلبة ومستعدة لمختلف السيناريوهات".

من جهته، أعلن وزير الدولة لشؤون الدفاع في الحكومة البريطانية توبايس ايلوود لشبكة "سكاي نيوز" الأحد أن الحكومة تدرس "مجموعة خيارات" للتصدي لاعتراض إيران لناقلة النفط ستينا امبيرو.

وأكد ايلوود "سندرس سلسلة من الخيارات".

واعترف إيلوود الأحد بأن قدرات التدخل البريطانية محدودة. وقال إن "القوات البحرية الملكية صغيرة جدا على إدارة مصالحنا في العالم. إذا كان هذا ما نرغب فيه في المستقبل، فعلى رئيس الوزراء المقبل الاقرار بذلك".

وأضاف "إذا أردنا الاستمرار في لعب دور على الساحة الدولية - ولا ننسى أن التهديدات تتطور -  فعلينا الاستثمار بشكل أكبر في دفاعنا بما في ذلك في البحرية الملكية".

لكن إيلوود رفض فكرة أن القوات البريطانية باغتها اعتراض ناقلة النفط بينما ذكرت الصحف البريطانية أن الفرقاطة "اتش ام اس مونتروز" التي تجوب المنطقة وصلت متأخرة لمساعدة ناقلة النفط.

وكان وزير الخارجية جيريمي هانت وهو أحد مرشحين لتولي رئاسة الحكومة خلفا لتيريزا ماي، صرح السبت أن السلطة التنفيذية ستبلغ الإثنين البرلمان "الإجراءات الإضافية" التي تنوي المملكة المتحدة اتخاذها. لكنه شدد على أن الاولوية "تبقى إيجاد وسيلة لتهدئة الوضع".

وقال هانت قال الجمعة إن تصرفات طهران تبعث "إشارات مقلقة بأن إيران ربما تختار طريقا خطيرا من السلوك غير القانوني والمزعزع للاستقرار بعد الاحتجاز القانوني في جبل طارق لنفط متجه إلى سوريا".

وقال المدير العام للموانئ والملاحة البحرية في إقليم هرمزكان الإيراني للتلفزيون الرسمي الأحد إن جميع أفراد طاقم الناقلة التي يحتجزها الحرس الثوري بخير.

وأضاف الله مراد عفيفي بور "كل أفراد الطاقم على متن السفينة، وعددهم 23، بخير وبصحة جيدة في ميناء بندر عباس".

وقال عفيفي بور إن الناقلة المحتجزة "عرضت السلامة البحرية للخطر" في مضيق هرمز الذي يعبر منه خٌمس النفط المستهلك في العالم سنويا.

وأضاف "نحن مطالبون وفقا للقواعد بالتحقيق في الأمر. ومدة التحقيق تعتمد على مستوى تعاون الأطراف المعنية".

من جهة ثانية، أعلنت طهران الأحد أن السعودية أفرجت السبت عن ناقلة نفط إيرانية كانت أجبرت على الرسو في ميناء جدة السعودي في أواخر نيسان/ابريل بعد مشكلة فنية.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ارنا عن وزير النقل محمد إسلامي قوله إن الناقلة "هابينس وان" أفرج عنها "نتيجة مفاوضات وتتجه الان نحو مياه الخليج".

وأضاف "تم حل المشكلة أمس بفضل متابعتها من قبل إدارة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، وتحركت الناقلة باتجاه الخليج بإذن من ميناء جدة، يسحبها زورقان إيرانيان".

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية لوزارة النفط الإيرانية (شانا)، أجبرت السفينة على الرسو في جدة للقيام بتصليحات بعد إصابتها بـ"عطل في المحرك" خلال إبحارها في البحر الأحمر.

وأكدت الوكالة أنه "بالتنسيق مع السلطات المعنية، اقتيدت الناقلة حينها إلى أقرب مرفأ، في جدة، من أجل إصلاحات ومن أجل اتخاذ التدابير اللازمة".

وأجج الاحتجاز التوتر بين إيران وبريطانيا التي وقعت على الاتفاق النووي مع طهران عام 2015. وذكرت صحيفة ديلي تليغراف السبت أن لندن تعتزم استهداف إيران بعقوبات في أعقاب احتجاز الناقلة.

وقال مسؤول إيراني طالبا عدم ذكر اسمه "إيران تكشف عن قوتها دون الدخول في مواجهة عسكرية. وهذه هي نتيجة ضغوط أميركا المتزايدة على إيران".

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، قالت بريطانيا إن القوات الإيرانية اقتربت من الناقلة في المياه العُمانية وإن هذا العمل "يمثل تدخلا غير قانوني".

وقالت شركة ستينا بالك المالكة للسفينة، ومقرها السويد، إنها تعد طلبا رسميا لزيارة أفراد الطاقم وهم من الهند ولاتفيا والفلبين وروسيا. ودعت الهند إيران إلى إطلاق سراح أفراد الطاقم الهنود وعددهم 18 شخصا.

وتتعهد طهران منذ أسابيع بالرد على احتجاز البحرية الملكية البريطانية للناقلة غريس1 التي كانت محملة بالنفط الإيراني قرب جبل طارق في الرابع من يوليو/تموز ويشتبه بأنها كانت تنتهك عقوبات مفروضة على سوريا.

وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني خلال جلسة للبرلمان نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة "رد الحرس الثوري على خطف بريطانيا للناقلة الإيرانية".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي وأعاد فرض العقوبات على قطاعي النفط والبنوك الإيرانيين وشددها.

وانتهى في الثاني من مايو/أيار العمل باستثناء ثماني دول من العقوبات حتى تواصل شراء النفط الإيراني وهي الصين واليونان والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا.

وهددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز إذا لم تستطع تصدير نفطها بسبب العقوبات لكن قانونا لا يمكنها ذلك لأن جزءا من الممر المائي يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان.

وقال تلفزيون عمان الأحد إن السلطنة تحث إيران على الإفراج عن الناقلة ستينا إمبيرو وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية.

وتمر السفن التي تعبر المضيق بالمياه الإيرانية التي يتولى الحرس الثوري المسؤولية عنها.