تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

واشنطن ترسل تعزيزات عسكرية للمنطقة

قوات أمريكية
AvaToday caption
قالت وزارة الدفاع إنّ هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكّد واشنطن أنّ الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم
posted onJune 18, 2019
noتعليق

عززت الولايات المتحدة مجددا وجودها العسكري في الشرق الأوسط ودعت العالم إلى "عدم الخضوع للابتزاز النووي" الإيراني ونشرت صورا جديدة قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

وتأتي التطورات الأخيرة بعد إعلان طهران أن احتياطياتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز في 27 حزيران/يونيو الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015.

وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان الإثنين إن "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية".

لكن الوزير الأميركي شدّد على أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران".

وقال شاناهان "سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستواصل مراقبة الوضع بدقة" من أجل "تعديل حجم القوات" إذا اقتضى الأمر.

وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.

وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النروجية واليابانية في خليج عمان.

وردا على تصريحات الوزير الاميركي قالت روسيا الثلاثاء إنه ينبغي على الولايات المتحدة التخلي عما وصفته بالخطط الاستفزازية لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط وإلا جازفت بنشوب حرب مع إيران.

وجاءت التصريحات على لسان سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالات أنباء روسية.

وتعرضّت ناقلتا النفط الخميس لهجومين لم يحدّد مصدرهما قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

ويظهر في إحدى عشرة صورة جديدة التقطتها مروحية سيهوك تابعة للبحرية الأميركية ونشرها البنتاغون، جسم معدني دائري يبلغ قطره حوالي ثمانية سنتمترات وملتصقا بجسم ناقلة النفط اليابانية "كوكوكا كوريجيوس".

وقالت وزارة الدفاع إنّ هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكّد واشنطن أنّ الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.

وفي صورة أخرى بدت الفجوة التي خلّفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر. ووفقاً للبنتاغون فإنّ قطر الفجوة يزيد عن متر.

وقال البنتاغون في بيان إنّ "إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر".

من جهته، تحدث شاناهان عن "السلوك العدائي لإيران وللجماعات التي تدعمها، الذي يهدّد مواطني الولايات المتحدة ومصالحها في جميع أنحاء المنطقة".

ويرى خبراء متفجرات في البحرية الأميركية أن المكان الذي اختير لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط المياه يدلّ على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين.

ولكن الطريقة التي استخدمت في إزالة اللغم الذي لم ينفجر -أي حوالى عشرة عناصر على متن قارب سريع مزودين بسترات نجاة ولكن من دون معدات مضادة للانفجار- كانت في الواقع طريقة خطرة للغاية، وفقاً لأحد هؤلاء الخبراء الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم. ووصف هذا الخبير العملية بأنها "سيناريو شديد الخطورة".

وفتحت الولايات المتحدة تحقيقاً بالتعاون مع دول عديدة أخرى لم تسمّها.

لكن دول الاتحاد الاوروبي الاثنين أبدت حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على ناقلتي نفط الاسبوع الماضي في مياه الخليج، ورفضت، خلافا للندن، تبني اتهامات واشنطن لإيران.

ووقع الهجومان على ناقلتي النفط في خليج عمان بعد شهر على تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نروجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات "تخريبية". ووجهت واشنطن اصابع الاتهام في كل هذه الهجمات إلى طهران التي سبق لها وأن هدّدت مراراً بإغلاق مضيق هرمز لكنّها نفت أي ضلوع لها في هذه الهجمات.

قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة في بيانه إن ارسال ألف جندي إضافي يرمي إلى "ضمان أمن وسلامة جنودنا المنتشرين في المنطقة وحماية مصالحنا القومية".

وكان البنتاغون أرسل في منتصف أيار/مايو إلى مياه الخليج سفينة حربية محمّلة بآليات، ولا سيّما مركبات برمائية، وبطارية صواريخ باتريوت، لتضاف إلى مجموعة بحرية ضاربة، على راسها حاملة طائرات، كانت الولايات المتحدة أرسلتها إلى المنطقة للتصدّي لخطر هجمات إيرانية "وشيكة".

وفي نهاية أيار/مايو أعلنت الولايات المتحدة نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى "تهديدات مستمرة" من طهران ضدّ القوات الأميركية.

وقبيل إعلان شاناهان، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس الاثنين العالم إلى "عدم الخضوع للابتزاز النووي" الايراني.

وأضافت "نواصل دعوة النظام الايراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي".

وكانت طهران أعلنت الإثنين أن احتياطياتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز في 27 حزيران/يونيو الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015.

وقالت أورتاغوس "إنه أمر مؤسف" لكنه "لا يفاجئ أحدا. لهذا السبب، غالبا ما يقول الرئيس إنه يجب استبداله باتفاق جديد أفضل".

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تطلب من إيران احترام الاتفاق رغم انسحاب واشنطن منه، أجابت "قلنا بوضوح شديد إننا لن نتسامح مع حصول إيران على سلاح نووي، نقطة على السطر".

وأكدت "سنمارس أقصى ضغوط على أي خطوة تسمح لهم بامتلاك سلاح نووي".

إلى ذلك، قال بيان عسكري عراقي إن ثلاثة صواريخ سقطت على قاعدة عسكرية تستضيف قوات أميركية شمالي بغداد في وقت متأخر الاثنين، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال مصدر عسكري في وقت سابق إن قذيفتي مورتر سقطتا على الجزء العراقي من قاعدة التاجي العسكرية مترامية الأطراف التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة العراقية وإن قذيفة أخرى سقطت خارجها.

وأضاف المصدر أن القصف لم يسفر عن سقوط إصابات. وقال إن صفارات الإنذار دوت في القسم الأميركي من القاعدة خلال الواقعة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

جاء ذلك وسط تصاعد التوتر في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران والذي تكشف أيضا على الأراضي العراقية.

وقال مسؤولون أميركيون الشهر الماضي إن هناك تهديدا متزايدا من الميليشيات التي تدعمها إيران ضد المصالح الأميركية في العراق. وأجلت السفارة الأميركية في بغداد مئات الموظفين.

وقالت واشنطن وطهران إنهما لا تريدان الصراع، لكن محللين يحذرون من أن الحوادث، التي تشمل ما يسمونها "عناصر مارقة" داخل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، قد تؤدي إلى تصعيد أوسع.

وينشط أيضا تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق المحيطة بالتاجي وفي شمال وغرب العراق ونفذ العشرات من الهجمات على قوات الأمن في الأشهر الأخيرة.