تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران ... المشكلة والحل

أمريكا تحاول أن تزعزع أركان النظام الإيراني
AvaToday caption
إذا رفضت الجمهورية الإسلامية في طهران هذه المطالب الستة التي نعتقد أنها مشروعة والتي ستعود مكاسبها على الشعب الإيراني أولاً، وتمسكت بأجندتها المعلنة والخفية فعليها ألا تلوم إلا نفسها وأن تتحمل العواقب المريعة المريرة التي ربما سوف تعيدها إلى حالات الانهيار التام
posted onMay 18, 2019
noتعليق

د إميل شكرالله

يقولون إنه لا توجد مشكلة بدون حل ولكن توجد مشكلة بدون فهم... ويقولون أيضاً أنه عندما تتفاقم المشاكل وتتعقد الأمور يكون الحل بسيطا وتافها.... ويقول البعض أن تغيير المعطيات يجب أن يؤدي إلى تغيير النظريات. وأن الرجوع إلى تضيق المسافة بين القدرات والطموح بمعنى أن يكون الطموح على قدر القدرات أفضل بكثير من العناد والوهم المعرفي منعا لنشوب حرب مدمرة لن تحمد عقباها... من معاني هذه الكلمات البسيطة يمكن أن نجد الحلول المريحة لكل مشاكل العالم قاطبة بما فيها مشاكل المنطقة العربية.

لنعرج الآن إلى الحالة الإيرانية التي ظهرت كنتيجة حتمية لتبعات قيام الثورة الخومينية والمتمثلة جزئيا في محاولة نظام ولاية الفقيه في إيران في تصدير قيم هذه الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية. إن الحل بسيط وهو يتلخص فيما يلي:

أولاً: أن تتخلى إيران جملة وتفصيلاً عن برنامجها النووي وترسانتها الباليستية التي تزعزع أمن واستقرار جيرانها. فإذا أرادت أن تكون دولة نووية عليها أن تكون شجاعة وتتحول من دولة دينية إلى دولة مدنية عصرية ديمقراطية. 

لأن العالم المتحضر لن يسمح للدول الشمولية مثل كوريا الشمالية ولا الدول الدينية مثل إيران بامتلاك أسلحة نووية مثل الدول الأخرى والسبب بسيط وهو أن المبادئ الحاكمة لمثل هذه الدول غير مبنية على مبادئ مدنية الدول الحديثة التي تمنحها العقل السليم والاتزان المستقر والذي يمنعها من استخدام الأسلحة الفتاكة لإبادة الآخر المختلف عنها فكريا وأيدولوجيا.

ثانيا: أن تنسحب إيران من اليمن السعيد سياسيا ولوجستيا وعسكريا تماما، وأن تمتنع عن تمويل المليشيات المسلحة التي تحارب الدولة اليمنية المعترف بها دوليا.

عندئذٍ سيجلس اليمنيون مع بعضهم البعض ويصلون إلى الحلول السياسية التي تضمن مدنية الدولة وابتعادها عن نظام ولاية الفقيه الذي يحتل ليس فقط أربع دول عربية كما صرح أحد المسئولين في الحرس الثوري الإيراني ولكن يريد احتلال المنطقة بكاملها وبعد ذلك العالم بأسرة كما يفهم من تصريحات علنية.

ثالثا: أن تسحب إيران دعهما الكامل لحزب الله اللبناني ليتحول إلى حزب سياسي منزوع السلاح ويكون الجيش اللبناني هو صاحب اليد العليا في الدفاع عن البلاد والعباد ويعود بذلك لبنان حراً مستقلاً كدولة واحدة لشعب واحد.

رابعا: أن تمتثل إيران لحكم القانون الدولي وتعيد الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلتها في العام 1971 إلى حض دولة الإمارات المتحدة.

خامسا: أن تساعد إيران قولاً واحداً وبدون أية مساومات الدولة العراقية في نزع سلاح مليشيات الحشد الشعبي بحيث تدمج عناصره ضمن وحدات الجيش الوطني للدولة العراقية.

سادساً: أن يسلم حزب الله اللبناني في سوريا سلاحه إلى الجيش الوطني السوري وتعود عناصره المقاتلة وغير المقاتلةمن حيث أتت سالمة فتنجو من دمار وسحق مؤكد.

فإذا حققت إيران كل هذه الاستحقاقات بات ملزما وواجبا عليها الاعتذار عن كل المآسي والضيقات والآلام التي سببتها للدول العربية القريبة منها والبعيدة وللعالم أجمع حتى فنزويلا منذ قيام الثورة في العام 1979 وحتى الآن.

 وعندها يمكن للحكومة أن تستثمر المليارات التي تنفقها هباءً على تصدير أفكار سياسية وأيدلوجية لن يقبلها العرب ولن يباركها العالم المتحضر وذلك في نهضة ورخاء الشعب الإيراني.

على أصحب القرار في الجمهورية الإسلامية في طهران أن يعلموا أن القمع الذي يفرض على الشعب باستمرار يشبه تماما الضغط على جسم كبير حتى يتحول إلى ذرة صغيرة، وهنا مكمن الخطر لأن الذرة عندما تنفجر يخرج من داخلها عملاق كبير من الممكن أن يدمر البلاد من الداخل ويحولها إلى دويلات عرقية متناحرة للأكراد والسنة في الأهواز وغيرها .... ولعلكم لا تنسون النظرية الشيوعية الشمولية وكيف انهارت بفعل إرادة ذاتية هزت الاتحاد السوفيتي سابقا وزلزلت أركانه وأعادته مرة أخرة إلى خمسة عشرة دولة مستقلة.

أما إذا رفضت الجمهورية الإسلامية في طهران هذه المطالب الستة التي نعتقد أنها مشروعة والتي ستعود مكاسبها على الشعب الإيراني أولاً، وتمسكت بأجندتها المعلنة والخفية فعليها ألا تلوم إلا نفسها وأن تتحمل العواقب المريعة المريرة التي ربما سوف تعيدها إلى حالات الانهيار التام وخصوصا أن هناك من التقارير المحلية والدولية والتي تثبت بالدليل والبرهان هشاشة النظام الإداري والاجتماعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي سيكون أهم حافز في التسريع بانهيار الدولة إذا ما قامت ضدها حربا ضروسا ندعو الله ألا تحدث .... دعونا نتذكر قول الحكيم "إن الحق يحتاج إلى أثنين من الرجال الأول ينطق به والثاني يفهمه".a