تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الغجر يعكسون ثقافتهم في أول ماركة ملابس عالمية

أزياء الغجر
AvaToday caption
لا تزال هذه الأقلية التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من عشرة ملايين شخص في أوروبا، بمن فيهم حوالى 700 ألف شخص في المجر، مهمشة ومنبوذة من قبل عدد من السكان وفقا لمنظمات حقوق الإنسان
posted onApril 9, 2019
noتعليق

تزداد شهرة دار الأزياء المجرية "روما ديزاين" يوما بعد يوما، فهذه العلامة التي أبصرت النور في سياق مبادرة اجتماعية هدفها الحدّ من التمييز ضدّ غجر الروما باتت تستقطب الزبونات حول العالم بمجموعاتها الأنيقة التي تتداخل فيها النقوش التقليدية بالتصاميم الحديثة.

في ورشتها الصغيرة الواقعة في إحدى ضواحي بودابست، تطرز إريكا فارغا بدقة قطعة ملونة لتزيّن بها طقما أسود هو الأحدث في مجموعتها التي غالبا ما تتميز بألوان زاهية وتباع بأسعار تصل إلى ألف يورو للقطعة الواحدة.

وتتدفق حاليا تصاميم فارغا التي كانت لفترة طويلة تصمم فقط لزبونات عصريات محليات، إلى الهند والدول العربية.

وهذه الدار الصغيرة ليست كغيرها من ماركات الملابس.

فقد أسست "روما ديزاين" في العام 2010 هذه المصممة المجرية من أصول غجرية، وأرادت عبرها الاحتفاء بأوجه الاختلاف وكسر القوالب النمطية.

وقالت هذه المصممة البالغة 47 عاما فيما يصادف الاثنين اليوم العالمي لغجر الروما "الموضة هي وسيلة للتعبير الفني الذي يربط الناس سواء كانوا من الغجر أم لم يكونوا".

ولا تزال هذه الأقلية التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من عشرة ملايين شخص في أوروبا، بمن فيهم حوالى 700 ألف شخص في المجر، مهمشة ومنبوذة من قبل عدد من السكان وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.

وهذا ما دفع فارغا إلى إنشاء جمعية ثم مؤسسة تضامنية هدفها إبراز مواهب أبناء هذه الفئة ولا سيما النساء.

وأوضحت فارغا "معظم الوقت يصور غجر الروما بطريقة سلبية في وسائل الإعلام لدرجة أن كثرا يتخلون عن ثقافتهم الخاصة، ولهذا السبب نحن في حاجة إلى أمثلة إيجابية، ليس فقط للسكان، ولكن أيضا من أجل الغجر أنفسهم".

وما من وسيلة أفضل من الأزياء لعكس غنى الثقافات، وفقا لصائغة المجوهرات السابقة التي تفتخر بإدارة "أول دار أزياء في العالم لغجر الروما".

وللاحتفاء بالنساء اللواتي يتمتعن بشخصيات فريدة ومستقلة، كرست "روما ديزاين" بعض ابتكاراتها للفنانة المكسيكية فريدا كالو، كما لجأت إلى عارضة متحولة جنسيا لعرض تصاميمها.

وقالت المصممة "أحب العمل مع نساء غير تقليديات واجهن مصاعب خلال حياتهن".

ورغم رقم أعمال لا يزال منخفضا نسبيا (قرابة 80 ألف يورو)، تبقى الشركة الصغيرة التي تضمّ خمسة موظّفين متمسّكة بالقطع المصنوعة يدويا والمواد المستخدمة تقليدا.

وقالت المصممة "نطلب خصيصا إنتاج بعض أنواع الأقمشة، في حين تردنا قطع أخرى من أزياء تقليدية أصلا. ونحن لا نسعى إلى إنتاج يكون صناعي النطاق، لكن إلى تصميم ملابس مستدامة تحمل مغزى".

وقد جذبت تصاميمها شخصيات بارزة في مجال الموضة في المجر، من بينها المصمم مارك لاكاتوس الذي قال في تصريحات لوكالة فرانس برس إن هذه العلامة "تجسّد في الوقت نفسه الحفاظ على التقاليد والتفنّن".

وتعرض الدار تصاميمها في ثلاثة معارض دولية كلّ سنة وهي تلقى نجاحا كبيرا يتخطى حدود أوروبا.

وأخبرت فارغا "حققنا العام الماضي أفضل المبيعات في العاصمة القطرية الدوحة… وتبين لنا أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع الزبونات هناك".