تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران تخلط الأوراق للتغطية على أزمات الداخل

موالون لنظام طهران
AvaToday caption
نفس الشعارات التي أنفقت طهران أربعين عاما في ترديدها وسوغت بها تورطها المباشر في قضايا إقليمية مختلفة، ما فوت على الإيرانيين فرصا كبيرة في التنمية واستثمار عائدات النفط على تحسين شروط عيش المواطنين
posted onMarch 14, 2019
noتعليق

تعيش السلطات الإيرانية حالة من القلق بسبب نتائج العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني، وهو ما بدأت تعكسه مؤشرات عدة لعل أهمها نجاح واشنطن في تضييق دائرة الموردين للنفط الإيراني من دول وشركات.

وواجهت إيران تحدي العقوبات ونتائجها السلبية على الاقتصاد ومعيشة مواطنيها، مثلما تفعل منذ أربعين عاما، بالهروب إلى الأمام وافتعال أزمات هامشية تسمح لها بتكرار خطابها القديم الذي يلقي بمسؤولية الأزمات على المؤامرة الخارجية.

ولا تتوقف السلطات، التي يسيطر عليها المتشددون، عن محاولاتها لإدخال السعودية إلى ساحة الخلافات الداخلية في إيران بهدف جذب التعاطف الشعبي على أرضية الشحن الطائفي، وهو ما قد يكون تبقى لها في ظل أزمة اجتماعية واقتصادية حادة.

وقال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأربعاء، إن بعض دول المنطقة تنفق المال على “مشروعات نووية مشبوهة”، محذرا من أن مثل هذه التهديدات ستجبر إيران على مراجعة استراتيجيتها الدفاعية.

ولم يذكر هذه الدول بالاسم لكن النقل المقترح للتكنولوجيا النووية الأميركية للسعودية أثار قلق طهران.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن شمخاني قوله “بعض الدول في المنطقة تنفق الدولارات التي جنتها من النفط على مشروعات نووية مشبوهة يمكن أن تعرض أمن العالم للخطر”.

وتحاول إيران خلط الأوراق بتوجيه اتهامات للسعودية وتحويل الأنظار في الداخل الإيراني إلى “عدو طائفي” و”موال لأميركا”، أي بنفس الشعارات التي أنفقت طهران أربعين عاما في ترديدها وسوغت بها تورطها المباشر في قضايا إقليمية مختلفة، ما فوت على الإيرانيين فرصا كبيرة في التنمية واستثمار عائدات النفط على تحسين شروط عيش المواطنين بدل إنفاقها في بناء الميليشيات وخوض الحروب ما يزيد من منسوب العداء لإيران ويهدد أمنها.

ويقول مراقبون إن نظرية المؤامرة لم تعد قادرة على إخضاع الإيرانيين وتخويفهم وجرهم لدعم السلطة أو السكوت عن مطالبهم، وهو ما جسدته المظاهرات المختلفة خلال الأشهر الماضية. لكن طهران تستمر فيها وتبحث دائما عن توجيه الاتهامات في كل اتجاه إما لدول عربية وإما للولايات المتحدة أو إسرائيل.

واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة الشهر الماضي بالنفاق لمحاولتها تعطيل برنامج إيران النووي في حين تبيع التكنولوجيا النووية للسعودية.

وقالت إيران الأربعاء إنها سترد بحزم إذا تحركت البحرية الإسرائيلية ضد شحناتها النفطية، بعد أسبوع من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن البحرية قد تتحرك ضد “تهريب” النفط الإيراني.

ورغم تصعيد الخطاب ضد إسرائيل والتلويح الدائم بمهاجمتها، لكن طهران كانت دائما تلجأ إلى التهدئة والسكوت على ضربات إسرائيلية متنوعة طالت وجودها في سوريا.

لكن مسعى خلط الأوراق يصطدم بموقف أميركي حازم يقوم على وضع الترتيبات اللازمة لبناء تحالف واسع في الشرق الأوسط تكون إحدى مهماته الأساسية محاصرة إيران ومنعها من تهديد الأمن الإقليمي عبر أذرعها مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وميليشيات متعددة في العراق.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إن بلاده تتطلع إلى تحقيق تقدم كبير بشأن تحالف أمني في الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وذكرت وكالة “رويترز″ للأنباء التي أوردت حديث بومبيو، الثلاثاء، أن هذا التحالف محاولة لتشكيل تكتل تدعمه الولايات المتحدة بهدف التصدي للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

وأكد “نحن عازمون على خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر حالما تسمح الظروف في السوق بذلك”.

وأضاف “ينبغي أن نشمر عن ساعدينا وننافس، من خلال تسهيل الاستثمار وتشجيع الشركاء على الشراء منا ومعاقبة من يسيئون التصرف”.

وكان بومبيو قد أكد أنه لا سلام بالشرق الأوسط دون مواجهة إيران، وذلك قبيل مشاركته في مؤتمر تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط الذي استضافته وارسو الشهر الماضي؛ لبحث سبل التصدي لإرهاب طهران، وآلية مكافحة الإرهاب.

وتحاول إيران أن تكسر الحصار، الذي يعيد إلى أذهان الإيرانيين معاناة المرحلة السابقة، من خلال لعب ورقة العراق وتوظيف نفوذ الميليشيات الحليفة، لكن حكومة عادل عبدالمهدي وحتى حلفاء إيران داخل البرلمان يعملون على عدم إغضاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما جعل زيارة الرئيس الإيراني روحاني للعراق مثار شكوك بشأن نتائجها.

وبدأت واشنطن بقصقصة أجنحة إيران في العراق عبر وضع ميليشيات حليفة على قوائم الإرهاب مثل عصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي، وتصنيف ميليشيات “حركة النجباء” ضمن التنظيمات الإرهابية.

وأكد الممثل الأميركي الخاص لإيران برايان هوك في مقابلة مع قناة الحرة أن من المهم أن يتساءل العراقيون عن دوافع زيارة روحاني إلى العراق.

وقال هوك “إذا كان الأمر يتعلق بأمن وسيادة واستقرار العراق فإن إيران ليست الجواب”.

وحسب هوك، تريد إيران فتح طريق عسكري سريع عبر شمال الشرق الأوسط يمكن استخدامه من قبل الحرس الثوري لنقل الصواريخ والأسلحة والمقاتلين، مضيفا أن إيران تريد تحويل العراق إلى محافظة إيرانية.