تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بولندا تسبح عكس التيار الأوروبي حول إيران

الملعب الوطني في وارسو مكان انعقاد مؤتمر الشرق الأوسط
AvaToday caption
بينما يعد الملف الإيراني بارزا على طاولة المؤتمر، حيث تسعى واشنطن إلى بناء تحالف دولي أوسع لمواجهة السلوك الإيراني في الشرق الأوسط، فقد استبقت طهران هذا الحدث الدولي بتحذير وارسو من عواقب لاستضافة لمؤتمر سيخرج بتوصيات ضد النظام الإيراني
posted onFebruary 12, 2019
noتعليق

بينما تحوم درجة الحرارة في وارسو حول الصفر، فإن الأجواء الدولية تشهد صيفا حارا مع استضافة العاصمة البولندية مؤتمرا دوليا كبير عن الشرق الأوسط، لتصبح المدينة محط الأنظار فيما سيخرج من قرارات عن اللاعبين الدوليين الذين حجزوا مقاعد في الملعب الوطني، حيث سينعقد المؤتمر.

ويأتي مؤتمر وارسو حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، بدعوة من الولايات المتحدة التي وضعت على أجندته عدد من القضايا، تركز على كيفية حل القضايا الأمنية والسياسية في هذه المنطقة الملتهبة، لكن مع التركيز على الخطر الذي يمثله النظام الإيراني وكيفية مواجهته.

وبالنسبة لبولندا، فإن عقد مؤتمر على هذا المستوى سيلقي بالضوء على الدور الذي يلعبه هذا البلد على الساحة الدولية، في وقت تشهد به أوروبا انقسامات فيما بينها، وأيضا مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.

وتقول الخبيرة البولندية في شؤون الشرق الأوسط كاتاجينا غوراك سوسنفسكا، إن "بولندا ترغب في أن يكون لها دور أكبر فيما يتعلق العلاقات الدولية، وبالطبع فإن تعزيز علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة هو المدخل الطبيعي لذلك".

واعتبرت سوسفنسكا اختيار بولندا لعقد هذا المؤتمر يأتي من موقعها، فهي دولة عضو بالاتحاد الأوروبي حلف الناتو وأقرب جغرافيا إلى روسيا، مما يجعل أي حراك دولي ووجود أميركي في هذا البلد مهم بالنسبة لواشنطن.

وبينما يقع الملعب الوطني على نهر فيستولا حيث يمكن مشاهدة بعض الجرأى يسبحون في مياهه القريبة من درجة التجمد، ربما تسبح بولندا ضد التيار الأوروبي "المهادن لإيران" الرافض للعقوبات الأميركية على طهران.

تقول سوسفنسكا: "تلعب بولندا دور الحليف التام للولايات المتحدة. فنحن موجودون في العراق وسوريا ضمن التحالف الدولي بطلب من واشنطن، ومن الطبيعي أن نلبي طلبها باستضافة مؤتمر مهم مثل ذلك، من الخطأ تفويت هذه الفرصة".

وأضافت: "هناك العديد من مجالات التعاون مع واشنطن، وأعتقد أن اغتنام الفرص باستضافة المؤتمر سيسهل من هذا التعاون، خاصة أن هناك اتفاقات بشأن التعاون العسكري ونشر المزيد من الجنود الأميريكيين في بولندا".

وبينما يعد الملف الإيراني بارزا على طاولة المؤتمر، حيث تسعى واشنطن إلى بناء تحالف دولي أوسع لمواجهة السلوك الإيراني في الشرق الأوسط، فقد استبقت طهران هذا الحدث الدولي بتحذير وارسو من عواقب لاستضافة لمؤتمر سيخرج بتوصيات ضد النظام الإيراني.

وتقول سوسفنسكا: "نحن إلى جانب واشنطن، ولا تربطنا بإيران مصالح نخشى أن نفقدها، لذلك فإن التهديدات الإيرانية ليست بهذه الأهمية".

وبالتزامن مع المؤتمر، تستضيف وارسو فعاليات للمعارضة الإيرانية، من بينها تجمع كبير لمجلس المقاومة الإيرانية وحركة مجاهدي خلق، بحضور شخصيات دولية.

وليس لدى النظام الإيراني وجود مهم في بولندا، بحسب المسؤول في مؤسسة تيشسمير بوالفسكي للدراسات السياسية ووكاش لونتسواش، الذي قال ": "هم لا يمثلون هذه الأهمية. ولا أعتقد أنهم في موقف يتيح لهم إصدار تهديدات".

ويعتبر لونتسواش أن "العلاقات مع الولايات المتحدة أهم بكثير من أي اعتبارات أخرى، حتى لو أغضب ذلك الإيرانيين أو الأوروبيين".

والأسبوع الماضي قال وزير الخارجية البولندي إن بلاده تريد من تنظيم هذا المؤتمر، أن تظهر للعالم أنها فاعلة في ضمنا السلام والاستقرار، معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى مشاركة أقوى من الولايات المتحدة في بولندا.

وتريد بولندا قاعدة عسكرية أميركية دائمة على أراضيها، بالإضافة إلى زيادة الانتشار العسكري الدوري والتدريبات لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك لدعم موقعها أمنيا مع تنامي المخاوف من طموحات روسيا عقب غزوها لأوكرانيا عام 2014.