موسى أفشار
ما يجري حاليا في إيران وبسبب الازمة الحادة التي تواجه النظام الايراني إن معظم القادة والمسٶولین الايرانيین يشعرون بحالة من الاحباط واليأس ويغلب عليهم التوتر والانفعال بعد أن وجدوا أنفسهم ونظامهم في داخل إطار مأزق عويص لا يستطيعون الخروج منه على الرغم من محاولاتهم المستميتة، والذي يزيد من حدة توترهم وإنفعالهم هو إن هناك الضغط خارجي على النظام من خلال العزلة المفروضة عليه لا زالت على حالها على الرغم من البهرجة الدعائية الحاصلة في تصريحات قادة النظام وإنعكاساتها في وسائل الاعلام ويتزامن ذلك مع الضغط الداخلي الإستثنائي المناجم والمتداعي بشكل خاص عن الاحتجاجات الاخيرة، مع إنهيار وتداعي ملفت للنظر في الاوضاع.
التحركات الاحتجاجية سواءا الشعبية منها أم نشاطات وحدات المقاومة بمختلف أنواعها والتي تتزايد مع مرور الايام مع ملاحظة إن الاجهزة الامنية الايرانية لم تتمكن من الحد وخصوصا بعد إحتجاجات 16 سبتمبر 2022، تعتبر واحدة من أكبر العقد التي يخاف منها النظام ويحسب لها ألف حساب خصوصا وإن الاحتجاجات الاخيرة وكما إعترف قادة النظام في وسائل إعلامهم كان لمنظمة مجاهدي خلق دورا اساسيا فيها، وهذا بحد ذاته يعني الكثير ولاسيما وإن الصراع والمواجهة الجارية بين النظام وبين المنظمة مستمر منذ الايام الاولى لتأسيس النظام.
الاوضاع الحالية التي يواجهها النظام الايراني، تشبه من العديد من النواحي الاوضاع التي كانت سائدة قبل سقوط النظام الملكي، ومثلما كان النظام الملكي قد تمادى في حملته الدموية ضد منظمة مجاهدي خلق وبالغ في مطاردتها والتضييق عليها، فإن النظام الحالي قد سار على خطى سلفه مع التأكيد إنه بالغ أكثر منه عندما أضفى الطابع الديني على قتلهم والبطش بهم، الى جانب التضييق غير العادي على الشعب والتدهور المريع في أوضاعه المعيشية وكما إن النظام الملكي كان مهووسا بالتسليح وتقوية الاجهزة الامنية، فإن النظام الحالي قد سار على نفس النهج مع ملاحظة إنه تفوق على سلفه في هوسه وولعه بالاسلحة وتطوير وتقوية الاجهزة الامنية، فإن الذي يمكن ملاحظته حاليا ولاسيما بعد مطالبة النظام بە 104 من أعضاء مجاهدي خلق لمحاكمتهم في في طهران، هو إن هذا النظام قد أصبح مهووسا بالمنظمة ولايتمكن من التخلص والانفكاك من عقدة الحذر والخوف منها.
المثير للسخرية والتهكم إنه وفي غمرة البهرجة الدعائية واسعة النطاق للنظام للإيحاء بأنه قد إستعاد رباطة جأشه وعادت الامور الى سابق عهدها، فقد جاء الاعتراف المثير والملفت للنظر للخبير الاقتصادي علي سعدوندي المحسوب على النظام ليشير وبصورة واضحة الى إن الحقيقة غير ذلك تماما، حيث إعترف بسرقة 1500 مليار دولار واهدارها من جيوب الايرانيين وعن موائدهم، خلال عشرين عاما، مشيرا الى انها موارد ضخمة "لو أنفق ربعها فقط على البنية التحتية لكنا في مصاف دول مثل اليابان" من حيث البنية التحتية.