تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

موجات الحر الشديد تجتاح جميع أنحاء العالم

موجات الحر
AvaToday caption
كان شهر يونيو/حزيران هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر يوليو/تموز هو الأكثر سخونة على الإطلاق
posted onJuly 16, 2023
noتعليق

يُتوقع تسجيل درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم السبت، من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما يدفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع القيظ والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن حرارة سطح مياه البحر المتوسط "ستكون مرتفعة جدا في الأيام والأسابيع المقبلة" وستزيد أحيانا عن 30 درجة مئوية مع ارتفاع يزيد عن 4 درجات مئوية فوق المتوسط في مناطق واسعة من غرب هذا البحر.

ابتداء من السبت، يُتوقع أن تشهد إيطاليا من الشمال إلى الجنوب، موجة حارة سترتفع خلالها درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الأيام المقبلة.

وعليه، أصدرت وزارة الصحة الجمعة إشعار تنبيه أحمر يشمل يومي السبت والأحد في العديد من المدن الرئيسية من روما إلى بولونيا ومن فلورنسا إلى بيسكارا مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية اعتبارًا من الأحد (يشعر السكان بأنها توازي 39 درجة مئوية)، قبل الذروة المتوقعة في بداية الأسبوع.

في روما، قد ترتفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية الاثنين ثم 42 أو 43 درجة مئوية الثلاثاء، وهذا أعلى من الدرجة القياسية السابقة البالغة 40.5 درجة مئوية التي سُجلت في العاصمة في أغسطس/آب 2007.

ولن يكون شمال إيطاليا في منأى عن موجة الحر، إذ يتوقع أن تصل الحرارة إلى 38 درجة مئوية الثلاثاء في ميلانو.

ونقلت صحيفة "إل ميساجيرو" اليومية عن كلاوديو كاساردو عالم الأرصاد الجوية والأستاذ بجامعة تورينو قوله إن "التغير المناخي الجاري يجعل مثل هذه المعدلات أكثر تواترًا وأكثر حدة مقارنة بالماضي، حتى مقارنة بالسنوات الأخيرة".

وُضعت الخدمات الصحية والطبية في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب لتقديم الرعاية للأكثر ضعفًا والتدخل في دور رعاية المسنين.

بدورها، تواجه إسبانيا وشرق فرنسا وألمانيا وبولندا موجة حارة واسعة.

من بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعاني اليونان أيضًا من موجة حارة اضطُرت السلطات لليوم الثاني إلى إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة.

وقالت وزارة الثقافة إن الموقع المصنف على أنه أحد مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو ويشهد إقبالًا كبيرًا سيظل مغلقًا بين الساعة 11.30 (08.30 ت غ) والساعة 17.30 (14.30 ت غ).

وفي حين أن درجات الحرارة المتوقعة في أثنيا تتراوح بين 40 و41 درجة مئوية، غير أن "درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم… أعلى بكثير من ذلك" على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرحت به وزيرة الثقافة والرياضة اليونانية لينا مندوني الجمعة.

وبالفعل، شعر بعض زوار الأكروبوليس بإعياء خلال الأيام الأخيرة. ونشر الصليب الأحمر اليوناني الخميس فرقة عند سفح الأكروبوليس لتوزيع "ما لا يقل عن 30 ألف زجاجة من المياه" وتقديم المساعدة للسياح.

وقررت السلطات إبقاء معظم المتنزهات والمساحات الخضراء في أثينا مغلقة أيضًا السبت.

في شمال أفريقيا، يشهد المغرب سلسلة من موجات الحر منذ بداية الصيف، وعليه صدرت إنذارات حمراء في عدة ولايات.

وتشهد تونس منذ 5 يوليو/تموز الجاري موجة حر تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة في بعض الولايات.

وسجلت ولاية توزر جنوبي تونس في 9 يوليو/تموز درجة حرارة وصلت في الظل إلى 48.9 درجة وفي الشمس 57.3، حسب الأرقام الرسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي (حكومي).

ويتميز الطقس في تونس هذه الأيام بوجود هواء صحراوي وارتفاع في درجات الحرارة.

كما لفتت بيانات المعهد الوطني للرصد الجوي إلى أنه "تم تسجيل أرقام خلال هذه الفتْرة فاقت المعدلات العادية لشهر يوليو/تموز".

وشهدت معظم الولايات الجزائرية (شمال وجنوب) موجة حر غير مسبوقة اعتبارا من الأحد الماضي بلغت ذروتها يومي الاثنين والثلاثاء، وسجل استهلاك البلاد من الكهرباء رقما قياسيا هو الأعلى في تاريخها.

وأفادت إدارة الأرصاد الجوية الجزائرية، أن الجزائر العاصمة "سجلت رقما قياسيا لدرجة الحرارة تحت الظل، إذ بلغت 47.9 درجة يوم الثلاثاء"، كما "لامست درجات الحرارة الـ50 درجة في عديد المناطق الصحراوية بجنوب البلاد".

وتتوقع إدارة الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر، لكنها ستكون أقل حدة على بعض الولايات الساحلية، فيما تبقى درجات الحرارة فوق الأربعين بعديد المناطق شرق ووسط وغرب البلاد.

وفي آسيا، تعاني بعض مناطق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة.

ويُتوقع أيضًا أن تُسجل أجزاء من شرق اليابان 38-39 درجة مئوية يومي الأحد والاثنين.

وفي الولايات المتحدة، ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقا لهيئة الأرصاد الأميركية.

وفي صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء في مكافحة عدة حرائق مستعرة منذ الجمعة.

ويقول عالم المناخ دانييل سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس إن درجات الحرارة يمكن أن تصل هناك أو حتى تتجاوز أعلى درجات حرارة للهواء قيست على نحو موثوق على وجه الأرض وبلغت 54.4 درجة مئوية في نفس المكان في عامي 2020 و2021، وفقا للعديد من الخبراء.

وتسبب الدخان الناجم عن الحرائق في كندا، حيث ما زالت أكثر من 500 حريق خارجة عن السيطرة، بتلوث الهواء في شمال شرق الولايات المتحدة في يونيو/حزيران.

وفي اليونان التي شهدت حرائق غابات عنيفة خلال صيف 2021 بسبب موجة حر استثنائية، حذرت السلطات من مخاطر نشوب حرائق كبيرة، خاصة في المناطق التي من المتوقع أن تهب فيها رياح قوية.

وعلى الصعيد العالمي، كان شهر يونيو/حزيران هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر يوليو/تموز هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وشددت هذه المنظمة على أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس، ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.

لكن ظواهر الطقس الشديد هذه التي غالبا ما تأتي بسبب التغير المناخي "تصبح للأسف الوضع الطبيعي الجديد" كما قال في بيان الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس.

وتساهم ظاهرة إل نينيو الجوية الدورية التي عادة ما تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، أيضا في تفاقم الوضع.

وفي الطرف الآخر من الكرة الأرضية، وصلت الكتل الجليدية الطافية في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى لها في يونيو/حزيران.

مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية، يشهد العالم ارتفاعا في الحرارة يقترب من 1.2 درجة بسبب النشاط البشري وخصوصا استخدام الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز).

ويقول رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن موجات الحر الحالية تؤكد "الحاجة الملحة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أسرع وقت ممكن".