تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رحل الروائي الكبير ميلان كونديرا

ميلان كونديرا
AvaToday caption
اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذاً مساعداً في جامعة رين ببريتاني (فرنسا)، ثم حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981
posted onJuly 13, 2023
noتعليق

رحل الروائي التشيكي الفرنسي ميلان كونديرا عن 94 سنة، وفي قلبه غصة كبيرة تمثلت في عدم فوزه بجائزة نوبل التي رُشّح إليها طوال سنوات. وبرحيله خسرت الحركة الرواية العالمية رائداً استطاع أن يترك بصمته الفريدة في فن السرد الحديث والنظرية السردية. ويمكن القول، إن المكتبة العربية خسرت هذا الروائي الذي ترجمت معظم أعماله الروائية والنظرية إلى لغة الضاد، وتنافس المترجمون العرب على نقل أعماله وتنافس أيضاً الناشرون على إصدارها. ويحظى كونديرا بعدد كبير من القراء العرب وقد تأثر به روائيون جدد وشباب.

ولد ميلان كونديرا في الأول من أبريل (نيسان) عام 1929، لأب وأم تشيكيين. كان والده لودفيك كونديرا عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو. تعلم ميلان العزف على البيانو من والده، ولاحقاً درس علم الموسيقى والسينما والآدب، تخرج في عام 1952 وعمل أستاذاً مساعداً، ومحاضراً في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. نشر أثناء فترة دراسته شعراً ومقالات ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية.

التحق بالحزب الشيوعي في عام 1948، وتعرض للفصل عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليه، وعاد بعد ذلك عام 1956 إلى صفوف الحزب، ثم فصل مرة أخرى عام 1970. عرف كونديرا ككاتب مهم عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى "غراميات مضحكة".

بعد دخول الاتحاد السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، فقد كونديرا وظيفته بعد انخراطه في ما سمي ربيع براغ، واضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذاً مساعداً في جامعة رين ببريتاني (فرنسا)، ثم حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، عقاباً على إصداره كتاب "الضحك والنسيان". وتحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا روايته البديعة "كائن لا تحتمل خفته" التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشه.

في عام 1995 قرر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغته الأدبية فكانت "البطء" أول رواية يكتبها بالفرنسية.

أما أعماله الروائية فهي: "غراميات مضحكة"، "المزحة"، "كتاب الضحك والنسيان"، "الخلود"، "البطء"، "جاك وسيده"، "كائن لا تحتمل خفته"، "الحياة هي في مكان آخر"، "الجهل"، "الهوية"، "فالس الوداع"، "حفلة التفاهة"... وفي النقد: "فن الرواية"، "تأملات في فن الرواية".

و لئن لم يفز كونديرا بجائزة نوبل فهو فاز بجوائز عالمية عديدة، مها: جائزة الدولة النمسوية للأدب الأوروبي، جائزة الأدب الإسرائيلي التي تمنحها بلدية القدس، جائزة هيردر- جامعة فيينا، جائزة الدولة التشيكية للآداب، جائزة سينو ديل دوكا العالمية (فرنسا)، جائزة أوفيد من اتحاد الكتاب الرومانيين والمعهد الثقافي الروماني، جائزة فرانز كافكا التشيكية، جائزة "اندبندنت" لأدب الخيال الأجنبي في عام 1991.

 أطلق اسمه على الجرم السماوي رقم 7390 المكتشف عام 1983.