وكأن حجاب مهسا أميني لم يزلزل الأرض تحت أقدام النظام الإيراني، فالرقابة على غطاء رؤوس النساء لا تزال سارية على النهج المتشدد نفسه.
واليوم الجمعة، أعلنت السلطات الإيرانية تشكيل فرق من رجال الدين وإرسالهم إلى المنتجعات السياحية والشواطئ مع قرب حلول العام الإيراني الجديد الذي يُعرف بـ"عيد النوروز".
ويبدأ عيد النوروز في 21 مارس/آذار المقبل وتستمر عطلته لمدة أسبوعين في إيران، ويتوجه خلاله السكان إلى المنتجعات السياحية والشواطئ الواقعة في شمال البلاد من بينها محافظات مازندران وجيلان وأردبيل وغيرها.
وقالت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، إن لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية قررت تشكيل فرق من رجال الدين لمكافحة "ظاهرة الحجاب السيئ" وإرسالهم إلى المنتجعات السياحية والشواطئ والمنتزهات.
وأضافت الوكالة في تقرير لها أن "هذه الفرق ستنتشر قبل يومين من عطلة عيد النوروز في عدة محافظات، وأهمها مازندران التي تعد من أهم الوجهات السياحية التي يقصدها الإيرانيون خلال هذه العطلة".
من جانبه، قال نائب محافظ مازندران روح الله سلاجي، في إشارة إلى قدوم النوروز وتدفق المسافرين إلى هذه المحافظة، إن تشكيل فرق "لمكافحة ظاهرة الحجاب السيئ" سيكون على جدول أعمالنا بالمنتجعات والمراكز الإيوائية".
وانتقد روح الله سلاجي في اجتماع مجموعة عمل مازندران في لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يعتبره "نقصا بالتخطيط وقلة التخطيط لبعض المؤسسات" في مجال الحجاب، وقال "يحاول العدو جعلنا سلبيين في مجال الحجاب".
يأتي قرار النظام الإيراني بعد خمسة أشهر على احتجاجات عارمة هزت البلاد، فيما لا تزال حركة "المرأة، الحياة، الحرية" مستمرة، وطالبت العديد من النساء في إيران باحترام حقوقهن في اختيار نوع الملابس.
وجاءت الاحتجاجات بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق في طهران منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب عدم التزامها بالحجاب الذي تفرضه السلطات الإيرانية منذ عام 1979.
وخلال موجة الغضب غير المسبوقة التي اجتاحت إيران أقدمت العديد من النساء على خلع حجابهن وحرقه والسير في الشوارع العامة من دون حجاب.
وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل ما لا يقل عن 529 شخصاً واعتقال الآلاف من الإيرانيين، بحسب منظمة "هرانا" الحقوقية.
وتعرضت إيران لموجة عقوبات شديدة من قبل الدول الغربية بسبب قمع الاحتجاجات وانتهاك حقوق الإنسان خلال الاحتجاجات.