يتعرض حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكورد لضغوط شديدة من قبل أجهزة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سياق حملة يقول محللون إنها ممنهجة وتهدف لخنق الحزب الكوردي ماليا قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية وأن هذه الضغوط تشمل أحزابا معارضة أخرى ضمن جهود السلطات لتعبيد الطريق أمام أردوغان لولاية رئاسية أخرى واستبعاد خصومه السياسيين.
ولم يقدم حزب الشعوب الديمقراطي الذي تعتبره السلطات واجهة لحزب العمال الكوردستاني، مرشحا للانتخابات الرئاسية كما تسود الحيرة الناخبين الكورد في معاقلهم وبينها ديار بكر (آمد)، بينما تبقى الأقلية الكوردية خزانا انتخابيا مهما تتنافس أحزاب المعارضة على استقطابه.
وقرّرت المحكمة الدستورية في تركيا الخميس حرمان الحزب الثالث في البلاد، حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكورد، مؤقتا من المخصصات المالية، وفق ما قال ناطق باسم الحزب.
ويواجه حزب الشعوب الديمقراطي الذي تتهمه السلطات بصلات مع "الإرهاب"، خطر حظره قبل أقل من ستة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقد يصدر قرار بهذا الشأن الثلاثاء القادم.
وذكرت محطة 'ان تي في' التركية الخاصة، أنه كان من المقرر منح 539 مليون ليرة تركية (28.7 مليون دولار) كمساعدة عامة لحزب الشعوب الديمقراطي هذا العام، ثلثها بحلول 10 يناير الحالي وهو التاريخ الذي قد يصدر فيه أيضا حكم قضائي بحظره.
واعتمد قرار حرمان الحزب من المخصصات المالية بغالبية 8 أصوات مؤيدة ومعارضة 7 ، بحسب وسائل الإعلام التركية.
ويتعرض حزب الشعوب الديمقراطي لحملة منذ العام 2016 عندما أوقف زعيمه صلاح الدين دميرطاش وحُكم عليه بعد ذلك بعامين، بالسجن لأربع سنوات ونصف سنة، كما أوقف العشرات من مسؤولي الحزب وأنصاره.
ويتّهم الرئيس أردوغان الحزب بأنه الجناح السياسي لمسلحين يشنون تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية، بينما ينفي الحزب ذلك وينخرط في الحياة السياسية بوصفه حزبا كورديا معارضا لا واجهة لحزب العمال الكوردستاني ويهتم بشواغل الأقلية الكوردية التي تقطن غالبيتها في شرق تركيا.
وتعرضت تلك المنطقة في السنوات الماضية غلى حملة أمنية وعسكرية وحصار على مدى أشهر في أسوأ حملة قادها أردوغان تحت عنوان محاربة متمردي حزب العمال الكوردستاني. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي أي صلة رسمية له بالمقاتلين ويتّهم الحكومة باستهدافه بسبب معارضته الشديدة لأردوغان.
وسيكون لمصير حزب الشعوب الديمقراطي دور رئيسي في نجاح أردوغان من عدمه في الانتخابات التي تمثل أحد أصعب التحديات في فترة حكمه المتواصل منذ عقدين. ومنذ تسعينات القرن الماضي، تم حظر حوالي عشرة أحزاب داعمة لقضايا الكورد أو أنها اضطرّت إلى حلّ نفسها قبل حظرها.
واستغل أردوغان المواجهة المفتوحة مع المتمردين الكورد لتصفية خصومه السياسيين، بينما يشنّ الجيش التركي سلسلة غارات جوية على مواقع حزب العمال الكوردستاني في أقليم كوردستان شمال العراق وشمال شرق سوريا المعروفة بـ (روجافا).