كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض غير استراتيجيته تجاه طهران حيث بات يخصص اجتماعات الأمن القومي بشأن إيران لمناقشة خطط تقويض مساعيها النووية وتوفير معدات اتصالات للمتظاهرين، بدلا من مناقشة استراتيجية التفاوض للعودة للاتفاق النووي كما كان يفعل سابقا، وفقا لمسؤولين في الإدارة الأميركية.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يعد يأمل في التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران بعد توقف المفاوضات منذ سبتمبر الماضي، وما تلاها من فرض عقوبات أميركية جديدة على طهران ودعم واشنطن الصريح للاحتجاجات الشعبية.
بالمقابل، أبلغت إيران مؤخرا المفتشين الدوليين أنها بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي النسبة القريبة من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة، في موقع فوردو بعد أن نفذت ذلك بالفعل في محطة تجريبية فوق الأرض في نطنز منذ أكثر من عام.
وفي تلك المحطة تعمل سلسلتان من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في تخصيب اليورانيوم إلى ذلك المستوى.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تخطط أيضا لزيادة قدرتها على التخصيب على نحو كبير.
في تلك الأثناء، تسببت حملة القمع الحكومية الإيرانية في مقتل عشرات المحتجين واعتقال مئات آخرين، كذلك زودت طهران روسيا بطائرات مسيرة لدعم جهودها حربها ضد أوكرانيا، وتشتبه بعض وكالات الاستخبارات الغربية أن إيران ربما تتفاوض لتوريد صواريخ لموسكو.
وأيضا اتهمت الولايات المتحدة إيران هذا الأسبوع بانتهاك الأراضي العراقية مرة أخرى عبر شن هجمات استهدفت إقليم كردستان.
ومن خلال التقييمات العامة التي قدمتها إدارة بايدن فقد أحرزت إيران الآن تقدما كبيرا بحيث بات بإمكانها تخزين الوقود المناسب لصنع القنبلة النووية في غضون أسابيع.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في المخابرات الأميركية الإسرائيلية القول إن الغرب مع ذلك يمتلك وقتا كافيا، لإن تحميل الوقود النووي على رؤوس الصواريخ قد يستغرق من إيران عامين إضافيين.
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصدرت مؤخرا تقييما أكدت فيه أنه لا يوجد لديها أي دليل على وجود مشروع قيد التنفيذ لصنع قنبلة في إيران.
وتبين أن طريقة التعامل مع إيران تعتمد بشكل كبير على ما إذا كان بايدن ومساعدوه ينظرون الآن إلى طهران على أنها تشكل خطرا أكبر مما كانت عليه عندما تولى الرئيس منصبه.
وتنقل الصحيفة عن الزميل الأقدم في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى هنري روم القول إن "إدارة بايدن كانت تقول إنها تريد وضع برنامج إيران النووي تحت السيطرة، وأعتقد أن ذلك يعكس الفكرة الأوسع المتمثلة في وضع التحدي الإيراني جانبا بمجرد التوصل إلى اتفاق".
وأضاف: "لكن يجب على الإدارة الآن أن تتعامل مع حقيقة أن التهديد الإيراني للسلم والأمن الدوليين، في جميع المجالات، بات أكبر اليوم مما كان عليه قبل عامين."