كشف الصحفي الإسرائيلي، باراك رافيد، كواليس إفلات جندية إسرائيلية من السلطات الإيرانية بعد أن حطت بها طائرة مدنية، كانت تقلها، اضطراريا، في إيران.
وكانت طائرة أجنبية مدنية تقل الجندية إلإسرائيلية حطت على الأراضي الإيرانية لمدة خمس ساعات، الأسبوع الماضي، بعد هبوط اضطراري بسبب الحالة الطبية لأحد الركاب.
وكشف رافيد، حسبما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، عن تصريحاته لبرنامج إذاعي محلي، سلوك المجندة والخطوات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي وأجهزة "الموساد" في أعقاب الحادث لإخراجها من إيران سالمة.
ووقع الحادث الأسبوع الماضي عندما كانت الجندية البالغة 19 عاما في إجازة عائلية في أوزبكستان وكانت في رحلة العودة إلى إسرائيل.
وكان من المفترض أن تصل المجندة إلى دبي، وتنتقل عبر رحلة أخرى إلى إسرائيل، لكن مع مرور الرحلة إلى دبي فوق الأراضي الإيرانية، وقع الطارئ الصحي لأحد الركاب ما اضطر طاقم الطائرة إلى الهبوط في إيران.
وقال رافيد "كانت هناك حاجة إلى هبوط اضطراري وهبطت الطائرة بالفعل في مطار شيراز في جنوب إيران" ثم تابع و"أدركت المجندة أن شيئا مزعجا سيحدث هناك".
ثم كشف أنها و"بقدر كبير من الحيلة" سحبت جواز سفرها الأجنبي في حال اضطرت للمرور عبر مكاتب مراقبة الحدود، بينما كانت تتحدث باللغة الروسية فقط".
وأوضح رافيد أن الجندية الإسرائيلية بعثت بعد ذلك، رسالة نصية، إلى أحد أقاربها الموجودين في أوزبكستان، طلبت منه "إبلاغ الأشخاص المناسبين".
وقال "بدوره أبلغ الشخص قادة الجيش، الذين أبلغوا القيادة العليا في جيش الدفاع الإسرائيلي، ومن هناك إلى مكتب رئيس الوزراء والموساد".
وكانت هذه الأحداث المتسارعة تجري في الوقت الذي كانت الحكومة مجتمعة للمصادقة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بوساطة أميركية.
قال رافيد وهو يسرد تفاصيل التحركات الحكومية على الحادثة "اتصل بها مسؤولو الموساد وأخبروها ألا تعرّف عن نفسها على أنها إسرائيلية، وهكذا تصرفت بينما حاولت عدم لفت الانتباه إلى نفسها".
وبعد بضع ساعات، تم استدعاء الركاب للعودة إلى الرحلة، في إشارة إلى بداية نهاية الأزمة.
قال رافيد: "استغرق الأمر خمس ساعات، وربما أكثر من ذلك بقليل" قبل أن يتابع " وفي النهاية ، أقلعت الرحلة إلى دبي ومن هناك إلى إسرائيل.
"انتهى كل شيء بشكل جيد" يضيف رافيد.
ووفقا لذات الصحفي، فإن الحدث برمته وقع تحت أعين الجيش الإسرائيلي، وحتى بعد أن أصبحت القضية علنية "لا تزال هناك تفاصيل سرية" حسبما يؤكد رافيد.
وتابع "أنا بشكل عام ضد الرقابة، لكن الأمر تطلب ذلك، لقد انتظروا بعض الوقت قبل أن يتم نشر الحادثة، وذلك من أجل حماية بعض الأشخاص الذين شاركوا".
وأشار رافيد كذلك إلى أن هذه الحادثة كان بالإمكان أن تتسبب في أزمة حادة.
وبخلاف حقيقة أنها كانت على الأرجح ستحتجز كرهينة، كانت قضيتها ستخلق أزمة سياسية أمنية دولية.
لفت الصحفي كذلك إلى الوضع الدولي الراهن حيث أصبحت إيران تساعد روسيا في حربها على أوكرانيا، بينما فرص إنقاذ الاتفاق النووي أصبحت ضئيلة، وكل ذلك كان سيخدم سيناريو أسوأ للجندية الإسرائيلية في إيران، حسب تقديره.