تستخدم السلطات الإيرانية أساليب تعذيب مختلفة، بما في ذلك الاضطهاد النفسي والجسدي كالصعق الكهربائي والإيهام بالغرق والإعدام، لإسكات المعارضين النشطين خلال الاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي تشهدها البلاد منذ عدة أسابيع.
وتحدثت شبكة "سي إن إن" مع أحد هؤلاء الناشطين الذي أكد تعرضه لتهديدات بالقتل والاغتصاب والتعذيب الوحشي على يد السلطات من جراء مشاركته في الاحتجاجات.
استخدم المتظاهر اسما مستعارا هو أرمان، خوفا من ملاحقة السلطات. ويقول أرمان إن حياته تغيرت إلى الأبد في أوائل أكتوبر عندما اعتقل في أحد شوارع طهران لانضمامه إلى مظاهرات مناهضة للحكومة.
تعرض خلال فترة اعتقاله، التي استمرت أربعة أيام، لكافة أساليب التعذيب على يد عناصر الحرس الثوري الإيراني.
وقال الشاب البالغ من العمر 29 عاما إنه احتُجز في الحبس الانفرادي وتعرض للضرب بشكل متقطع، قبل أن يوضع في نهاية المطاف في غرفة مع ما يقرب من 20 متظاهرا آخرين، بينهم امرأة مصابة بجروح في وجهها ورقبتها قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل قوات الأمن.
وأضاف أرمان أنه أُجبر على التوقيع على اعتراف قبل إطلاق سراحه يقر فيه بأنه تلقى أموالا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل لـ"خلق الفوضى" في إيران.
كما أشار إلى تلقيه تهديدات بالاعتقال هو وعائلته مجددا في حال شارك بأي نشاط مناهض للسلطات الإيرانية مستقبلا.
وتقول الشبكة إن ما حصل لأرمان وأولئك الذين اعتقلوا معه ليست حادثة فردية، وإنما هي جزء من حملة تستخدمها السلطات لملاحقة المتظاهرين وتعذيبهم وسجنهم وسحق المعارضة في البلاد.
وتؤكد الشبكة أنها تحدثت لما يقرب من 10 إيرانيين أبلغوها بتفاصيل ما تعرضوا له من عمليات تعذيب خلال مشاركتهم في احتجاجات 2019 و 2022، أو بتفاصيل تعرض أقربائهم للقتل والاختفاء خلال فترة احتجازهم لدى السلطات.
من بين هؤلاء، فرهاد (اسم مستعار) البالغ من العمر 24 عاما الذي أشار إلى أنه شاهد العديد من أصدقائه وهم يسقطون في الشارع خلال احتجاجات 2019.
وقال فرهاد إنه تعرض للاعتقال في تلك الفترة وضع في غرفة تعذيب تعرض خلالها لأساليب تعذيب مختلفة استمرت 16 يوما. وبعد إطلاق سراحه جمدت السلطات الإيرانية حسابه المصرفي في بعض الأوقات واتصلوا مهددين بقتل أطفاله واغتصاب زوجته.
وعلى الرغم من المخاطر المستمرة على حياته، إلا أن فرهاد يؤكد أن التزامه بالمشاركة في الاحتجاجات الحالية لن يتزعزع.
وأضاف "بلدي وشعبي يعانون.. الحكومة تضطهدنا باسم الدين ولا أستطيع أن أرى الناس يُقتلون بسبب معتقداتهم بعد الآن".
تشير الشبكة إلى أن السلطات عمدت لتعقب المحتجين من خلال كاميرات مراقبة بمساعدة قراصنة مدعومين من الدولة، ليتسنى لها ملاحقتهم وتعذيبهم وتعقبهم وتهديدهم إلى الأبد.
وتكافح قوات الأمن الإيرانية لاحتواء المظاهرات التي عمت أرجاء البلاد والتي اندلعت بسبب مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، الشهر الماضي أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
وتصاعدت الاحتجاجات لتصبح واحدة من أكثر التحديات جرأة للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، على الرغم من أنه لا يبدو أن الاضطرابات قريبة من الإطاحة بالنظام.