تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

احتجاجات الداخل "مصدر ألم وأمل" للإيرانيين في المنفى

الاحتجاجات
AvaToday caption
حتى الآن أسفرت حملة القمع التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد المحتجين عن مقتل العشرات وجُرح المئات، وفقا لمنظمات حقوقية غير حكومية
posted onSeptember 30, 2022
noتعليق

منحت الاحتجاجات الشعبية الأخيرة الفرصة لملايين الإيرانيين الذين يعيشون في المنفى، فرصة إعادة التواصل مع وطنهم والحلم بمستقبل مختلف، وفي الوقت ذاته زادت من معاناتهم وكشف مرة أخرى عن وحشية نظام مستعد للجوء إلى القوة المميتة للبقاء في السلطة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

مع انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران الأسبوع الماضي، لم يفكر سليم حقيقي في شيء سوى مشاهدة أي مقطع فيديو يجده على وسائل التواصل الاجتماعي.

ينظر حقيقي بفزع وهو يرى قوات الأمن تواجه المتظاهرين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ويساروه القلق بشأن مصير ولده الذي لا يزال يعيش في إيران.

حقيقي الكوردي الإيراني البالغ من العمر 46 عاما كان قد غادر بلده الأم منذ أكثر من 30 عاما ويعيش الآن في النرويج كلاجئ سياسي.

لكن ابنه ميلان البالغ من العمر 21 عاما نشأ في إيران مع أجداده، وكانا يتقابلان عدة مرات في السنة، في دول مجاورة مثل أرمينيا وتركيا.

انضم ميلان إلى الاحتجاجات في أشنوية، إحدى المدن الكوردية غربي إيران، حيث كانت المظاهرات واسعة وحملة القمع الحكومية تتسم بالوحشية، وفقا للصحيفة.

شعر حقيقي يوم الأربعاء الماضي بأن شيئا ما قد حصل. أجرى عدة محاولات للاتصال بعائلته في إيران، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى ابنه أو أفراد عائلته الآخرين.

في الساعة الرابعة من صباح الخميس، وصله النبأ أخيرا، عندما تم إبلاغه أن ابنه قُتل على يد قوات الأمن مع متظاهرين آخرين.

يقول حقيقي للصحيفة إن ولده قتل بعد تعرضه لوابل من الرصاص أطلق من سلاح رشاش طراز كلاشينكوف.

ويضيف أن "الأمر صعب جدا.. لا يسمحون لي بالعودة إلى إيران.. لا أنام ولا أشعر بأني على قيد الحياة.. أفكر في ولدي 24 ساعة في اليوم.. لقد فقد حياته من أجل الحرية في بلاده".

تقول الصحيفة إن والدة حقيقي حاولت استلام جثة ميلان من المستشفى لكنها منعت من الدخول وبعد إصرارها تعرضت للضرب من قبل قوات الأمن حتى أغمي عليها.

وعندما تم تسليم الجثة فيما بعد لأفراد الأسرة، أعطتهم قوات الأمن توجيهات واضحة تطلب منهم دفنه خلال ساعة وعدم إقامة جنازة.

حتى الآن أسفرت حملة القمع التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد المحتجين عن مقتل العشرات وجُرح المئات، وفقا لمنظمات حقوقية غير حكومية.

وعادة ما تحصل موجات مغادرة لإيرانيين من البلاد في أعقاب فترات من الاضطرابات الكبيرة مثل ثورة 1979 بالإضافة إلى احتجاجات عامي 2009 و2019.

ويُعتقد أن الجالية الإيرانية تعد من أكبر الجاليات حول العالم، حيث يقدر عدد أفرادها بنحو مليون شخص يعيشون في الولايات المتحدة وعدة ملايين آخرين منتشرون في جميع أنحاء كندا وأوروبا وتركيا وأستراليا والخليج.

خلال الأيام القليلة الماضية شهدت عدن مدن حول العالم تظاهرات مؤيدة للمحتجين نظمها إيرانيون في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من بين دول أخرى.

معظم الذين خرجوا في التظاهرات، سواء في كاليفورنيا وباريس ولندن، يعتقدون أنهم لا يتبعون أي انتماء سياسي بخلاف معارضة النظام الإيراني وقيوده القاسية.

تقول الباحثة في مجال حقوق الإنسان في جامعة لندن آزاده بورزاند، والتي حضرت مسيرة سلمية في لندن نهاية الأسبوع الماضي، إن الاحتجاجات في إيران تشهد مشاركة مجموعات وطوائف مختلفة خرجت بسبب وفاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.

ويؤكد أفراد الجالية الإيرانية في الخارج أنهم لا يمتلكون شيئا سوى الاستمرار في الضغط على الأمم المتحدة وممثلي الدول في جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في إيران.

ويشدد حقيقي أنه مصمم على تخليد ذكرى مقتل ولده عبر الاستمرار في الاحتجاجات: "أفضل طريقة لدعم الشعب هي المشاركة في الاحتجاجات.. هذه الاحتجاجات ضد الحكومة يجب أن تحدث كل يوم في جميع دول العالم".