مصمم برج إيفل الفرنسي الشهير قال مرة "إن البرج أصبح أكثر شهرة منه وهذا ما يشعره بالغيرة"، غير أن المفارقة أن الاسم الذي يحمله هذا الصرح الهندسي المشيد من المعادن يرجع إلى ذلك المهندس المولود عام 1832 والمتوفى عام 1923.
يعود تاريخ برج إيفل إلى عام 1889 وربما كان غوستاف إيفل سيغير رأيه إذا ما سمع بالأخبار الحالية عن صرحه الذي يشعره بالغيرة، البناء الذي يصل ارتفاعه إلى 1038 قدماً (324 متراً) ويحتاج الآن إلى نظرة عناية، فوفق تقارير سرية استندت إليها مجلة "ماريان الفرنسية" فقد "بات مليئاً بالصدأ ويحتاج إلى إصلاحات كاملة، لكن بدلاً من ذلك تم تخصيص الملايين لتجميله قبل دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس".
يعد البرج المشيد من الحديد المطاوع من بين أكثر المواقع السياحية التي يقصدها الزوار في العالم، حيث يستقبل نحو ستة ملايين زائر كل عام، لكن التقارير السرية للخبراء التي استشهدت بها المجلة تشير إلى أن البرج في حال سيئة ومليء بالصدأ.
وقال مدير في البرج الذي لم تنشر المجلة اسمه، "الأمر بسيط، إذا زار غوستاف إيفل المكان فسيصاب بنوبة قلبية".
وليس من تصريح إلى الآن حول الوضع من شركة "سوسيته دكسبلوتاسيون دو لا تور إيفل" التي تشرف على البرج الخاضع حالياً لإعادة طلاء بكلفة 60 مليون يورو استعدادا لأولمبياد 2024، وهي المرة الـ 20 التي يتم فيها إعادة طلائه.
يشير تقرير حول البرج في عام 2016 إلى أن به 844 خللاً منها 68 في النواحي التشييدية، ولم يتم الاستماع إلى نصائح هندسية بإزالة الطبقة القديمة من الطلاء قبل وضع طبقة جديدة، وهو ما ينظر إليه مهندسون بأنه تبديد للمال والوقت.
ولن يتم إغلاق البرج لعمل الطلاء والتحسين الشكلي، وفي مقابل ذلك يرى بعضهم أن القيام بعمل جيد يتطلب الإغلاق، في حين أن للسلطات رأياً آخر حيث لا تريد أن تخسر الإيرادات التي يدرها البرج.
والإضافة التي يسوقها المعارضون لسياسة مجلس مدينة باريس أن الفترة التي أغلق فيها البرج خلال الجائحة واستمرت ثمانية أشهر كانت أولى بأن تستغل لغرض الصيانة أو التحديثات.
ويرى متخصصون أن الأمر لم يصل حد الخطورة إلى اللحظة، بما يمكن أن يجعل البرج ينهار مثلاً، غير أنهم يلحون أن إصلاحاً كاملاً سيكون مطلوباً خلال العقد المقبل.