مع ارتفاع شعبية شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة shein "شي إن"، فإن الكثير من الانتقادات باتت تطالها في العديد من المجالات ولاسيما تأثيرها الضار على المناخ والبيئة في العالم وفقا لتقرير خاص نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وتعد قدرة "شي إن" على جذب المستخدمين أحد الأسباب الرئيسية للنجاح، جنبا إلى جنب مع عملية الإنتاج فائقة السرعة، وأسعار تنافسية مع عروض متنوعة.
وفقا لشركتي التحليلات "سينسور تاور" و"آب آني"، فإن تطبيق "شي إن" حقق 81 مليون عملية تنزيل حول العالم خلال النصف الأول من العام 2021، حيث استطاع التطبيق الصيني التفوق على "أمازون" وبات أكثر التطبيقات تثبيتا في الولايات المتحدة عبر متجري "آبل ستور" و"بلاي ستور" مجتمعين.
وينافس "شي إن" محلات الأزياء والموضة الشهيرة مثل "زارا" و"إتش آند أم"، حيث تقدم تشكيلة واسعة من المنتجات بأسعار تنافسية.
وبدأت شركة "شي إن" أعمالها في الصين تحت اسم "ZZKKO" العام 2008 على يد كريس شو، وذلك قبل أن يتغير اسم الشركة في العام 2015 إلى "شي إن" على اعتبار أنه اسم يسهل تذكره والبحث عنه عبر الإنترنت.
وتقدم المتجر الصيني سريعا خلال الوباء محققا نموا هائلا وبات واحدا من العلامات التجارية الاستهلاكية الصينية القليلة التي حازت على شهرة عالمية.
ولدى "شي إن"، ما يقرب من 600 ألف منتج على منصاتها عبر الإنترنت طوال الوقت، وهي تعتمد على آلاف الموردين، بالإضافة إلى تعاقدها مع حوالي 200 مصنع، بالقرب من مقرها الرئيسي في مدينة قوانغتشو، وهي تصدر منتجاتها إلى نحو 220 دولة وإقليم في العالم، وتفيد بعض التقارير غير الرسمية أن مبيعاتها تصل إلى ما يقارب 10 مليارات دولار سنويا، بيد أن الشركة لا تفصح إعلاميا عن أي أرقام بشأن مداخيلها وأرباحها.
ورغم أن مقر الشركة موجود في الصين، إلا أنها تستهدف الزبائن في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا بشكل أساسي بمنتجاتها مثل قمصان بلا أكمام، والفساتين القصيرة، ويبلغ متوسط سعر القطعة الواحدة حوالي 10.70 دولار فقط.
وتتعرض الشركة في الأعوام الأخيرة لانتقادات كبيرة بسبب تأثيرها الضار على البيئة و الافتقار إلى الشفافية والمزاعم بأنها تقلد العلامات التجارية الصغيرة، الأمر الذي تنفيه الشركة، مؤكدة إنها تأخذ هذه الأمور على محمل الجد.
لكن طالبة الأزياء الأميركية، إيفا غراند، التي اعتادت أن تشتري ملابسها عبر تطبيق الشركة بدأت تشعر بالذنب بشأن وصول ما تطلبه ملفوفة في عبوات بلاستيكية، وكل قطعة على حدة، مما جعلها تشعر بالذنب بشأن تلك النفايات الضارة بالبيئة.
ولذلك قررت أن تصنع حقائب من العبوات البلاستيكية وتنشر أعمالها عبر تطبيق تيك توك بغية التعريف بأضرار التي يخلفها البلاستيك الناجم عن تغليف منتجات "شي إن" بها، وقد لقيت مبادرتها، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" ملايين التعليقات الإيجابية والداعمة لها.
وباتت جراند أحد النشطاء الذين يدلون بتصريحات بشأن التأثير البيئي لـشركة شي إن.
واستهدف الانتقاد أيضا تطبيق تيك توك والذي بات يواجه اتهامات بأنه يروج للشركة الصينية العملاقة وبالتالي يدعم نشاطها الضار بالبيئة، وفي هذا الصدد تقول، مينا لو، وهي إحدى المؤثرات على موقع يوتويب في هونغ كونغ: ""تيك توك تروج للاستهلاك المفرط، فبعض الفيديوهات تتم مشاهدتها أكثر من ثلاثة ملايين مرة".
في أبريل، تعرضت المؤثرة درو أفوالو، التي لديها أكثر من 7 ملايين متابع على تطبيق تيك توك، لانتقادات من قبل بعض معجبيها بعد شراكتها مع مع شي إن، كما تعرض متجر الشركة المؤقت في تولوز بفرنسا للاحتجاج من قبل المتظاهرين الذين استنكروا "الموضة السريعة" التي تعتمد على استهلاك الملابس مرات قليلة قبل رميها في النفايات لرخص ثمنها وقلة جودتها.
وخلال ذلك الاحتجاج الذي جرى في شهر مايو قطع مئات النشطاء حركة المرور.
وفي المقابل، تؤكد الشركة العملاقة أنها تحاول اتخاذ خطوات على صعيد الاستدامة وحماية البيئة، إذ أعلنت مؤخرًا عن صندوق مسؤولية المنتج الممتد بقيمة 50 مليون دولار، والذي يهدف إلى معالجة نفايات المنسوجات كما عقدت "شي إن" اتفاق شراكة مع مؤسسة The Or Foundation البيئية والتعليمية غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة وغانا.
وفي السنة الماضية، عينت الشركة، الأميركي، آدم وينستون، رئيسا للشؤون البيئية والاجتماعية والحوكمة، والذي قال في تصريحات صحفية خلال هذا العام الجاري شركته ترى "نرى أن الاستدامة مهمة جدًا، وبالتالي نعمل شيئا فشيئا على تطوير برامج تعالج مخاوف العملاء".