رحب الإطار التنسيقي الشيعي اليوم الجمعة بقرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بترشيح سفير العراق لدى المملكة المتحدة جعفر الصدر لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بينما لم يعلن الصدر رسميا عن اسم المرشح الذي ستخلف حكومته حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وفي مؤشر على أن الأزمة بين زعيم التيار الصدري ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وهو من قادة الإطار التنسيقي، قد حلّت ضمن تسوية شيعية شيعية بمبادرة إيرانية، قال الكاظمي في تغريدة الجمعة على حسابه بتويتر إن حكومته "أدت الواجب الذي استدعيت من أجله"، وهو أول تلميح من جانبه لتقلص حظوظه في تولي تشكيل الحكومة الجديدة.
وتأتي تغريدة الكاظمي بعد تسريبات خاصة عن وصول التيار الصدري والإطار التنسيقي لتفاهمات أولية بشأن الحكومة المقبلة.
وتفيد التسريبات بأنه تم استبعاد رئيس الوزراء الحالي من قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة. وتعترض قوى الإطار التنسيقي وأذرعها المسلحة المقربة من إيران على التجديد للكاظمي وتتهمه بأنه يخدم الأجندة الأميركية.
وقال مصدر في الإطار التنسيقي الشيعي إن القوى المشاركة فيه، عقدت اليوم الجمعة اجتماعا في منزل رئيس تحالف الفتح هادي العامري ورحب بقرار رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر بترشيح الدبلوماسي العراقي جعفر الصدر لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
ويضم الإطار التنسيقي ائتلاف دولة القانون وتحالف قوى الدولة وتحالف النصر وتحالف الفتح وحركة عطاء وحزب الفضيلة.
وكان مصدر سياسي عراقي قد أكد أن التسوية بين التيار الصدري والإطار التنسيقي كانت ثمار مبادرة تقدمت بها شخصيات إيرانية مؤثرة وشخصيات بارزة أخرى في النجف، مشيرا إلى أن هذه الشخصيات لعبت دورا مؤثرا في احتواء الخلاف المتصدع داخل البيت الشيعي.
ورحبت عدة شخصيات بالتسوية بين الصدر والإطار التنسيقي، حيث أثنى الرئيس العراقي برهم صالح بالمبادرة السياسية لتجاوز حالة الانسداد والتعطيل الدستوري.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر "واجبنا دعم الجهود الوطنية لتلبية الإستحقاقات الدستورية والشروع بتشكيل حكومة مُقتدرة حامية للأمن الوطني وخادمة للمواطنين، تستجيب للتحديات الاقتصادية والمعيشية وتحمي سيادة البلد واستقراره في ظل المتغيرات الدولية".
كما رحب قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق (من الموالين لإيران) بانتهاء الخلاف بين مقتدى الصدر ونوري المالكي.
وقال في تغريدة على حسابه بتويتر "أثبتت التجربة أن اختيار رئيس مجلس النواب كان سريعا لأن القوى السياسية السنية تفاهمت فيما بينها، ونعتقد أن هذا هو مدعاة لأن تبذل القوى السياسية الكردية جهدها في الحوار والتفاهم للاتفاق على مرشح رئيس الجمهورية، وكذلك القوی السياسية الشيعية في الاتفاق على مرشح رئيس مجلس الوزراء (جريا مع العرف السياسي الموجود)، لكي يتم إكمال الكابينة الحكومية بأسرع وقت".
وتابع "تشكيل الحكومة هو وسيلة وليس هدفا، وإنما الهدف هو خدمة المواطن الذي أخذ وضعه الاقتصادي يزداد سوءا، مما يحتم علينا جميع تجاوز الكثير من الملاحظات أو الاعتبارات التي ستعتبر ثانوية أمام مصلحة وخدمة أبناء شعبنا جميعا، لذلك نرحب جدا بالتطورات السياسية الأخيرة علها تكون مخرجا من هذا الانسداد".
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان العراقي قد أجرى أمس الخميس سلسلة اتصالات هاتفية مع القيادات السياسية العليا في البلاد للتباحث بشأن القضايا المهمة المتعلقة بالوضع العراقي الراهن.
والمرشح لمنصب رئيس الحكومة العراقية الجديدة جعفر الصدر هو نجل مؤسس حزب الدعوة الإسلامية محمد باقر الصدر الذي أعدم في ثمانينات القرن الماضي في حقبة الرئيس الراحل صدام حسين وهو الحزب الذي ينتمي إليه المالكي وسبق له تولي أمانته العام.
وجعفر الصدر من مواليد محافظة النجف عام 1970 ومتزوج وله أربعة بنات وولدين وحاصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع من الجامعة اللبنانية كما حصل على شهادات في الدراسات الدينية في النجف وقم الإيرانية.
ويتولى حاليا منصب سفير العراق في المملكة المتحدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 كما عمل ممثلا للعراق لدى المنظمة البحرية في فبراير/شباط 2020 الدولية وعمل أيضا رئيسا لدائرة المنظمات في وزارة الخارجية العراقية.