تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التحول المفاجئ في موقف إيران يوقف مفاوضات فيينا

مفاوضات فيينا النووية
AvaToday caption
قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن توقف المحادثات قد يخلق زخما لحل أي قضايا معلقة لكنها أكدت أن العوامل الخارجية لن تؤثر على الإرادة في المضي قدما للتوصل إلى اتفاق جماعي
posted onMarch 12, 2022
noتعليق

قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، إن إيران والقوى العالمية ستعلق المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بسبب "عوامل خارجية"، وذلك بعد أن هددت مطالب روسية في اللحظة الأخيرة بنسف المحادثات التي كانت قد شارفت على الانتهاء.

وتابع في تغريدة على حسابه بتويتر "هناك حاجة إلى وقفة في محادثات فيينا بسبب عوامل خارجية. النص النهائي جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة".

وقال رئيسا الوفدين البريطاني ستيفاني القاق والفرنسي فيليب إيريرا في المحادثات النووية الإيرانية اليوم الجمعة إنه لا بد من حل العوامل الخارجية التي أعاقت المحادثات خلال الأيام القليلة المقبلة وحذرا من أنه بغير ذلك قد تنهار المحادثات.

وقالت القاق على تويتر إن "اتفاقا عادلا وشاملا جاهز للتوقيع. لا بد من حل العوامل الخارجية في الأيام القليلة المقبلة وإلا سينهار الاتفاق المحتمل". وكرر نظيرها الفرنسي تصريحاتها في تغريدة منفصلة.

وأشارت طهران أمس الخميس إلى وجود عقبات جديدة أمام إحياء الاتفاق. وأكدت واشنطن أنها لا تعتزم تلبية مطالب روسيا التي قالت إن لا علاقة لها بالمحادثات الإيرانية، مضيفة أن عددا قليلا من القضايا العالقة والصعبة لا يزال يتعين حلها حتى يتم التوصل إلى اتفاق.

وكانت الأطراف في المحادثات تتوقع أن تتوصل يوم الأحد الماضي إلى اتفاق يعيد إيران إلى الامتثال للقيود المفروضة على أنشطتها النووية التي تتقدم بسرعة ويعيد كذلك الولايات المتحدة إلى الاتفاق.

وقبل ما يقرب من أربع سنوات، أعلنت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وأعاد فرض العقوبات على طهران.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طالب يوم السبت على نحو غير متوقع بضمانات شاملة بأن التجارة الروسية مع إيران لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وهو مطلب تقول القوى الغربية إنه غير مقبول وتصر واشنطن على رفضه.

ورفض مبعوث روسيا للمحادثات ميخائيل أوليانوف التلميحات بأن موسكو هي السبب في توقف المفاوضات.

وقال للصحفيين عقب اجتماعه مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إن "إبرام الاتفاق لا يتوقف على روسيا وحدها... هناك أطراف أخرى تحتاج إلى وقت إضافي ولديها مخاوف أخرى تتم مناقشتها"، معربا عن أمله في أن تنتهي المحادثات في أقرب وقت ممكن لكنه لم يذكر جدولا زمنيا للموعد الذي يمكن أن تستأنف فيه.

وأفاد دبلوماسي أوروبي الجمعة بأنه يتعين استكشاف خيارات أخرى إذا استمرت روسيا في عرقلة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "إذا تم التأكد من أن العرقلة الروسية نهائية، فسنضطر إلى النظر في خيارات أخرى"، مضيفا أن الأطراف المشاركة لا تريد أن تترك في وضع تتخذ فيه موسكو "الاتفاق رهينة".

ودخل على خط التفاوض السبت الماضي إعلان روسيا طلبها ضمانات خطية من واشنطن بأن العقوبات الغربية الأخيرة على موسكو، لن تؤثر على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.

وأشار الدبلوماسي إلى أن القضايا الأساسية في المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران كانت قد اختتمت عندما أعلنت روسيا مطالبها الأسبوع الماضي عبر بيان لوزير خارجيتها سيرغي لافروف.

وقال الدبلوماسي الذي ينتمي إلى مجموعة "اي 3" للدول الأوروبية الثلاث التي تشارك في المفاوضات، إن "فشل هذا الاتفاق سيكون مضرا إلى حد كبير وسيكون من غير المسؤول لروسيا أن تقدم على ذلك".

وأكد أن المحادثات توقفت بسبب "عرقلة" روسيا وحتى تتمكن الأطراف من إجراء محادثات في عواصمها، مضيفا "لدينا جميعا مصلحة في التوصل إلى اتفاق"، مؤكدا أن لدى الصين "دور مهم لتلعبه" في هذه اللحظة.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن توقف المحادثات قد يخلق زخما لحل أي قضايا معلقة لكنها أكدت أن العوامل الخارجية لن تؤثر على الإرادة في المضي قدما للتوصل إلى اتفاق جماعي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة على تويتر "التوقف في محادثات فيينا قد يشكل زخما لحل أي قضية متبقية... سيكون الاختتام الناجح للمحادثات هو محور التركيز الرئيسي للجميع".

وقال دبلوماسيون إن مطلب روسيا أثار غضب طهران في البداية ويبدو أنه يساعدها هي وواشنطن على المضي قدما في التوصل لاتفاق بشأن القضايا الشائكة القليلة المتبقية، لكن وابلا مفاجئا من التصريحات العلنية لمسؤولين إيرانيين من بينهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أمس الخميس أشار إلى تغيير في موقف طهران.

وكتب بوريل على حسابه على تويتر "بصفتي منسقا سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق".