تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأفغان يبيعون بناتهم لإطعام باقي أفراد الأسرة

أفغانستان
AvaToday caption
عزيز هو واحد من آباء آخرين لجأوا إلى هذه الطريقة باعتبار أن ترتيب الزيجات للفتيات الصغيرات أمرا شائعا في المنطقة، حيث تدفع عائلة العريس المال لإبرام الصفقة، وعادة ما تبقى الطفلة مع والديها حتى تبلغ من العمر 15 عاما على الأقل
posted onDecember 31, 2021
noتعليق

لقاء مبالغ مالية قد لا تتعدى 300 دولار أميركي، يتجه بعض الآباء الأفغان لإبرام عقود زواج بالوكالة عن بناتهم القاصرات،  حتى يتمكنوا من إطعام باقي أفراد أسرهم، في خطوة وصفها تقرير لموقع "صوت أميركا" بأنها "بيع أطفال".

وفي بلدة غرب أفغانستان، حيث يقطن فيها نازحين، تكافح غول، وهي أم لخمسة أطفال لحماية ابنتها قاندي (10 أعوام)، التي قام زوجها ببيعها لرجل في العشرين من عمره.

وباع عزيز، زوج غول، طفلتهما  بشكل سري، وتقاضى دفعة أولى حتى يتمكن من إطعام أسرته، حيث قال لها إنه في حال لم يفعل ذلك كانوا سيموتون جوعا وإنه اضطر للتضحية بها.

وعزيز هو واحد من آباء آخرين لجأوا إلى هذه الطريقة باعتبار أن ترتيب الزيجات للفتيات الصغيرات أمرا شائعا في المنطقة، حيث تدفع عائلة العريس المال لإبرام الصفقة، وعادة ما تبقى الطفلة مع والديها حتى تبلغ من العمر 15 عاما على الأقل.

ومع ذلك،  ونظرا لعدم قدرة الكثيرين على تحمل صعوبات المعيشة، يسمح حاليا للأزواج بأخذ فتيات صغيرات جدا إلى المنزل الزوجي.

وتشدد غول على أنها ستقتل نفسها إذا أُخذت ابنتها قاندي منها. ووصلت غول إلى صفقة لضمان بقاء ابنتها معها وهي دفع  مبلغ 100 ألف أفغاني (حوالي 1000 دولار) لعائلة العريس، وهو ما لا تملكه.

من جهته، تمكن عزيز من الهرب خوفا من تقدم طليقته بشكوى بحقه أمام سلطات طالبان التي منعت مؤخرا الزواج القسري. بحسب التقرير.

في جزء آخر من البلدة، كان حامد عبد الله، وهو أب لأربعة أطفال، يبيع بناته الصغار في زيجات مرتبة، بسبب حاجته الماسة إلى المال لعلاج زوجته المريضة، وهي حامل بطفلهما الخامس.

وقال عبد الله إنه لا يستطيع سداد الأموال التي اقترضها لتمويل علاج زوجته، فاضطر إلى بيع ابنته الثانية، نازيا ( 6 سنوات) مقابل 20 ألف إلى 30 ألف أفغاني (200 إلى 300 دولار).

وكانت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، ماري إيلين ماكغرارتي، قد حذرت من أن قرابة 14 مليون أفغاني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن هناك قرابة مليوني طفل معرضون لخطر سوء التغذية، وقالت إن الناس يضطرون لبيع أثاث المنزل لشراء الغذاء، ولا يتناولون الطعام يوميا، وخفضوا نسبة وجودة الوجبات التي يتناولونها.

ورغم نهاية الحرب التي استمرت نحو عقدين، تعيش أفغانستان حاليا وضعا اقتصاديا صعبا، وباتت العائلات تخشى الجوع بعد أن كانت في السابق تخشى القنابل.

في المقابل، حذرت أسونثا تشارلز، المديرة الوطنية لمنظمة "وورلد فيجن" في أفغانستان، التي تدير عيادة صحية للنازحين بالقرب من مدينة هيرات الغربية، من تدهور وضع البلاد في ظل استمرار معاناة الأطفال.

وأضافت: "لقد شعرت بالحزن لرؤية العائلات مستعدة لبيع أطفالها لإطعام أفراد الأسرة الآخرين".

ويُعتقد أن شراء الأطفال الذكور أقل شيوعا من الفتيات، ولكن قد يحصل ذلك عندما لا يكون لديها أبناء ذكور.

ودعت تشارلز "المجتمع الإنساني للوقوف والبقاء إلى جانب شعب أفغانستان" بأموال هو بأمس الحاجة إليها.