تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

فاعلية "فايزر" تتراجع أمام "أسترازينيكا"

اللقاح
AvaToday caption
حتى مع حدوث التراجعين الطفيفين في الحماية (التي يوفرها اللقاحان) ضد مختلف أشكال العدوى وحالات العدوى ذات الحمل الفيروسي العالي، من المهم الإشارة إلى أن الفاعلية الإجمالية ما زالت مرتفعة جداً لأننا انطلقنا أصلاً من مستوى عالٍ من الوقاية"
posted onAugust 25, 2021
noتعليق

كشف بحث جديد عن أن لقاح "فايزر - بيونتيك" يعطي في البداية فاعلية أكبر ضد متحورة "دلتا" من كورونا مقارنة مع لقاح "أكسفورد- أسترازينيكا"، إنما بعد ذلك تبدأ الوقاية التي يوفرها الأول في الانخفاض بوتيرة أسرع من الثاني.

وهكذا أكد علماء من "جامعة أكسفورد"University of Oxford البريطانية أن متحورة "دلتا" قد أدت إلى تضاؤل مستوى الفاعلية العام الذي تحمله الجرعتان المذكورتان، وذلك مقارنة مع سلالة "ألفا" التي كانت مهيمنة في وقت سابق، مع احتمال أن ينقل الملقحون الفيروس إلى الآخرين.

ومع ذلك، ما زالت جرعتان من اللقاحين كليهما توفران في أقل تقدير المستوى عينه من الحماية التي تتولد في الجسم نتيجة العدوى الطبيعية، ولا دليل واضحاً حتى الآن يشير إلى أنهما يخفقان في إبقاء الأشخاص المصابين بـ"دلتا" في مأمن من دخول المستشفى.

ووفق الدراسة، فإن فاعلية لقاح "أسترازينيكا" تتراجع بدرجة طفيفة بعد مرور ثلاثة أشهر على تلقي الجرعة الثانية منه. وفي المقابل، يبدو الانخفاض واضحاً في الحماية التي وفّرها "فايزر" خلال الإطار الزمني عينه.

وقال الباحثون، إن النتائج، التي لم تحظَ بمراجعة علماء نظراء بعد، تشير إلى أنه بعد مضي خمسة أشهر من تلقي اللقاحين تصل فاعليتهما إلى مستوى متشابه.

"حتى مع حدوث التراجعين الطفيفين في الحماية (التي يوفرها اللقاحان) ضد مختلف أشكال العدوى وحالات العدوى ذات الحمل الفيروسي العالي، من المهم الإشارة إلى أن الفاعلية الإجمالية ما زالت مرتفعة جداً لأننا انطلقنا أصلاً من مستوى عالٍ من الوقاية"، استناداً إلى الدكتور كوين بويلز، أحد كبار الباحثين في "قسم نافيلد لصحة السكان" في جامعة أكسفورد.

الدراسة، التي شارك فيها "مكتب الإحصاءات الوطنية" (ONS) ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (DHSC) في بريطانيا، نظرت في بيانات تتبع الفترة الممتدة بين ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي وأغسطس (آب) من العام الحالي، مأخوذة من "مسح عدوى كوفيد-19".

خضعت مسحات اختبار مأخوذة مما يربو على 700 ألف عينة في المختبر خلال الفترة ما قبل 17 مايو (أيار) 2021 وبعده، عندما باتت "دلتا" المتحورة الرئيسة في المملكة المتحدة.

وقد كشف التحليل المختبري عن أنه بالنسبة إلى عدوى كورونا ذات الحمل الفيروسي العالي، كانت الحماية التي وفرتها جرعة "فايزر" الثانية بعد مرور شهر على تلقيها أعلى بنسبة 90 في المئة، مقارنة بالشخص غير الملقح، لتتراجع إلى 85 في المئة بعد شهرين، و78 في المئة بعد ثلاثة أشهر.

بالنسبة إلى لقاح "أسترازينيكا"، سجلت الحماية المقابلة خلال الإطار الزمني المذكور عينه 67 و65 و61 في المئة، وفق كلام الباحثين.

وقال الدكتور بويلز، إن في مستطاع فريق البحاثة الذين اضطلعوا بالدراسة "أن يكون واثقاً" من أن الأرقام المذكورة "تمثل انخفاضاً فعلياً" في فاعلية لقاح "فايزر"، بينما بالنسبة إلى نسخة "أسترازينيكا" فإن النتائج الخاصة بالاختلافات المسجلة في الحماية نتجت من طريق المصادفة، إذ إن الوقاية التي يقدمها ربما لم يطلها أي تغيير إطلاقاً.

تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن من أصيبوا بمتحورة "دلتا" بعد تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح، وصلت مستويات الحمل الفيروسي لديهم إلى ذروة مماثلة لنظيرتها لدى الأشخاص غير الملقحين.

سارة ووكر، برفسورة في الإحصاءات الطبية في "جامعة أكسفورد" وكبيرة الباحثين في الدراسة، قالت إنه ليس واضحاً "مقدار حالات العدوى التي تنتقل من المصابين" بمتحورة "دلتا" إلى الأشخاص الآخرين بعد أخذ الجرعتين المطلوبتين من التطعيم.

"ولكن حقيقة أنهم يحملون مستويات عالية من الفيروسات، تشير إلى أن الأشخاص غير الملقحين ربما لا يكونون محميين من "دلتا" كما كنا نأمل. يؤكد ذلك ضرورة أن يأخذ اللقاحات أكبر عدد ممكن من السكان، في المملكة المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم على حد سواء"، حسب ما أضافت البرفسورة ووكر.

وشدد الدكتور كوين بويلز وزميلته البرفسورة سارة ووكر على أن نتائج الدراسة لا تقدم أي مؤشر في شأن مستويات الحماية التي يوفرها اللقاح في ما يتصل بدرء المضاعفات الصحية الشديدة من كورونا والدخول إلى المستشفى بسببه، ولكن أشارت الدراسة إلى أن الوقت الفاصل بين الجرعتين التحصينيتين لم يؤثر في الفاعلية المتعلقة بمنع الإصابة بالعدوى مجدداً، وأن التطعيم مد الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً) بحماية أكبر مقارنة مع الفئات العمرية الأكبر سناً (بين 35 و64 عاماً).

كذلك، توصل البحث إلى أن جرعة واحدة من لقاح "موديرنا" أعطت فاعلية مماثلة أو أكبر ضد متحورة "دلتا" مقارنة مع الجرعة الواحدة من اللقاحين الآخرين، ولكن العلماء أضافوا أنه ليس في متناولهم بعد أي بيانات في شأن نجاعة الجرعة الثانية من اللقاح الأميركي الصنع.

تطرق إلى النتائج أيضاً الدكتور ألكسندر إدواردز، وهو أستاذ مساعد في التكنولوجيا الطبية الحيوية في "جامعة ريدينغ" University of Reading البريطانية ولم يشارك في الدراسة، فقال إن "هذه الدراسة ممتازة عموماً لأنها تظهر أنه على الرغم من أن "دلتا" تتمتع بقدرة أكبر على إصابة الأشخاص الملقحين مقارنة بالمتحورات السابقة من كورونا، غير أن اللقاحات ما زالت تعمل على نحو جيد جداً ضدها.

"ثمة اختلافات طفيفة بين أنواع اللقاحات المختلفة (المضادة لفيروس كورونا)، ومع الوقت يطرأ على نجاعتها بعض التغيرات، بيد أنها كلها تعمل على نحو رائع"، ختم الدكتور إدواردز.