تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تركيا تطلب توطين المرتزقة السوريين في ناغورنو قرەباغ

ميليشيات سورية في عفرين
AvaToday caption
تركيا تتذرع بأن المقاتلين السوريين الذين ستبقي عليهم في ناغورنو قرەباغ ينحدرون من مناطق القوقاز، ما يعني أنهم ليسوا أجانب، وفق المرصد السوري
posted onDecember 2, 2020
noتعليق

لم تف تركيا بوعودها للمقاتلين السوريين الذين شاركوا في المعارك التي دارت بين أذربيجان وأرمينيا، حيث رفضت الحكومة الأذربيجانية توطين أيا منهم في البلاد.

وأعادت أنقرة أكثر من 900 مقاتلا من المرتزقة السوريين إلى سوريا، والذين وصلت آخر دفعة منهم الخميس الماضي، وفق ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين السوريين المشاركين في معارك ناغورنو قرەباغ أكثر من 2580 مقاتلا، عاد منهم أقل من 350 بشكل مسبق، وتنازلوا عن الحصول على مستحقاتهم المالية التي كانت قد وعدتهم بها أنقرة.

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، قال في تصريحات صحفية إن عدم الإيفاء بالوعود للمقاتليين السوريين، أصبح نهجا من قبل تركيا، والتي وتقدم وعودا للمرتزقة بأشياء لا تملكها، حيث تكرر هذا الأمر أكثر من مرة.

وأشار إلى أن الوعود بالتوطين في أذربيجان، لم تطلقها الحكومة الأذربيجانية، ولكن أنقرة استخدمتها لدفع المقاتلين السوريين للالتحاق في صفوف الفصائل المقاتلة التي تريد تركيا إرسالها.

وأضاف عبدالرحمن أن تركيا لطالما أغرت المقاتلين السوريين بالمزايا والنقود والوعود الكاذبة، فحتى المستحقات المالية لهم لم يحصلوا إلى على جزء منها، وهي 10 آلاف ليرة تركية، أي ما يعادل أقل من 1300 دولار أميركي، لكل مقاتل، ناهيك عن أن قادة الفصائل يأخذون أيضا جزءا من هذه المخصصات.

وقتل خلال المعارك بين أذربيجان وأرمينيا نحو 300 مقاتل سوري من المرتزقة، وأعادت تركيا جثمان 250 قتيلا منهم حتى الآن.

وذكر عبدالرحمن أن غالبية المقاتلين سيعودون إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في الشمال السوري، والتي تضم الباب، وعفرين وجرابلس.

ورغم عدم التزام تركيا مع المرتزقة السوريين إلا أنهم لا يزالون يصدقون وعودها، حيث استطاعت إقناع العديد منهم بالبقاء في إقليم ناغورنو قره باغ، ليكونوا ضمن صفوف المقاتلين التابعين لها، حيث ستشارك أنقرة مع موسكو في إقامة مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار.

وهذا الأمر يتعارض مع مطالب أوروبية تدعو إلى تبديد "الغموض" حول عودة المقاتلين الأجانب، والذي اعتبر شرطا أساسيا لاستقرار المنطقة.

ولكن تركيا تتذرع بأن المقاتلين السوريين الذين ستبقي عليهم في ناغورنو قرەباغ ينحدرون من مناطق القوقاز، ما يعني أنهم ليسوا أجانب، وفق المرصد.

مطلع نوفمبر، وقعت أذربيجان وأرمينيا اتفاقا برعاية روسيا يضع حدا لأسابيع من المواجهات الدامية في ناغورنو قرەباغ، المنطقة الانفصالية الأذربيجانية ذات الغالبية الأرمنية.

ولمراقبة احترام هذا الاتفاق الذي يكرس المكاسب الميدانية التي حققتها باكو وينص على إخلاء الأرمن لبعض المناطق، بدأت موسكو نشر قواتها "لحفظ السلام".

وفي مقترح أُرسل إلى البرلمان التركي في منتصف نوفمبر، طلب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الموافقة على إرسال جنود إلى أذربيجان بهدف المشاركة في المهمة الروسية التركية.

ومن الفصائل التي شاركت في معارك في ناغورنو قرەباغ كانت فيلق الشام، ويعد الفصيل السوري الأقرب إلى تركيا، وقد قاتل إلى جانبها على جبهات عدة داخل سوريا وخارجها.

وتأسس هذا الفصيل في مارس 2014 بعد اندماج عدد من الفصائل المسلحة كانت تنشط في شمال ووسط سوريا كما في ريف دمشق، وبرز اسمه سريعا على الساحة السورية.

وشكل الفيلق جزء من تحالف "جيش الفتح" الذي ضم عددا من الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام وسيطر على كامل محافظة إدلب صيف العام 2015، قبل أن يخوض "فيلق الشام" قتالا في وقت لاحق ضد "هيئة تحرير الشام" التي تفردت تقريبا بالسيطرة على محافظة إدلب وبعض المناطق المجاورة.

وشارك الفيلق في العمليات العسكرية الثلاث التي نفذتها تركيا منذ العام 2016 في سوريا، وتركزت خصوصا ضد المقاتلين الكورد.

وكأحد الفصائل المعارضة الأبرز، شارك ممثلون عن "فيلق الشام" في جلسات مفاوضات عدة بين المعارضة والحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة في جنيف لم تسفر عن أي نتيجة، كما شارك ممثلون عنه في محادثات أستانا.

وينتشر الآلاف من عناصره في مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا مثل أعزاز وعفرين، وفي ريف إدلب الشمالي.

وشارك نحو 18 آلاف مقاتل من فيلق الشام في المعارك في ليبيا، إلى جانب "حكومة الوفاق الوطني" التي تدعمها أنقرة في مواجهة حكومة موازية مدعومة من روسيا، كما اعتمدت أنقرة عليهم في المشاركة في معارك قره باغ.