قتل ستة أشخاص على الأقل الأحد وأصيب 9 آخرين إثر انفجار ناتج عن تسرب غازي في أحد أسواق مدينة الأحواز، جنوب غربي إيران، فيما تشهد الجمهورية الإسلامية في الأشهر القليلة الماضية سلسلة من الانفجارات والحرائق الغامضة في مواقع حساسة، بما يعمق أزمات البلد المتراكمة.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن "انفجارا ناجما عن تسرب غاز سوى مبنى بالأرض في جنوب غرب البلاد اليوم الأحد وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل".
وأظهر مقطع مصور من موقع الانفجار في مدينة الأحواز عاصمة إقليم خوزستان الغني بالنفط ذي أغلبية عربية، فرقا للإنقاذ تبحث عن ناجين وسط أنقاض المبنى السكني المؤلف من طابقين والذي يقع بالقرب من سوق، فيما دمر الانفجار المبنى بالكامل وألحق أضرارا كبيرة بالمحال التجارية المجاورة.
ومنذ نهاية يونيو/حزيران الماضي، شهدت إيران سلسلة حوادث وحرائق غامضة أغلبها وقع قرب منشآت عسكرية ونووية رئيسية، فضلا عن مراكز صناعية ومحطات طاقة، أثارت جميعها شكوكا حول مساعي تخريب متعمد.
ويبدو أن الانفجارات التي ضربت مواقع إيرانية حساسة بينها منشآت نووية، حدثت عن قصد من قبل السلطات الإيرانية لطمس أدلة تثبت تورطها في تخصيب اليورانيوم بالحد الذي يمكنها من صنع أسلحة نووية وذلك قبل وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تلك المواقع.
ودخل مفتشو الطاقة الذرية إلى إيران مؤخرا بعد أن رفضت طهران لمرات عدة دخولهم، ما أثار شكوكا بأن السلطات الإيرانية تخفي أنشطة مشبوهة، خصوصا وأن الحكومة الإيرانية سمحت لهم بالتفتيش بعد أن ضربت حرائق وانفجارات "مجهولة الأسباب" عدة منشآت نووية إيرانية.
وتساءل كثيرون لماذا تستهدف الحرائق والانفجارات المنشآت النووية بالذات؟ ولماذا حدثت بالتزامن مع قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش تلك المواقع؟
ويبدو أن وصول مفتشي الوكالة إلى إيران جاء متأخرا، حيث أعلنت الوكالة مؤخرا عن أن الجمهورية الإسلامية لا تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية واحدة، لكن واشنطن اتهمت مرارا طهران بإخلال التزاماتها بالاتفاق النووي وتجاوز الحد المسموح به في تخصيب اليورانيوم.
وأقرت طهران عدة مرات بأنها تجاوزت الحد المسموح به في الاتفاق النووي في تخصب اليورانيوم وأنها ستستمر في ذلك بلا قيود، ما أثار مخاوف من أنشطة نووية إيرانية من شأنها أن تشكل خطرا على أمن المنطقة.
والسبت قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي لصحيفة نمساوية إن إيران ليس لديها في هذه المرحلة ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية واحدة، طبقا للمعايير الرسمية للوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف جروسي في مقابلة مع صحيفة دي برس نشرتها على موقعها الإلكتروني، "يواصل الإيرانيون تخصيب اليورانيوم وبدرجة أعلى بكثير مما كانوا يلتزمون به. وهذه الكمية تزداد كل شهر".
وردا على سؤال حول المدة التي ستحتاجها إيران لصنع سلاح نووي، قال جروسي "في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا نتحدث عن الوقت، وإنما ننظر إلى الكمية الكبيرة والحد الأدنى من كمية اليورانيوم المخصب أو البلوتونيوم اللازم لصنع قنبلة نووية. إيران ليس لديها هذه الكمية الكبيرة في الوقت الحالي".
وتنفي إيران امتلاكها لبرنامج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي مخصص فقط لأغراض الطاقة، فيما ترى دول غربية أن الجمهورية الإسلامية تتخذ تلك الأغراض كذريعة للتستر على أنشطتها النووية "الخبيثة".