Ana içeriğe atla

40 عاما من توتر العلاقات الأميركية - الإيرانية

الثورة قادمة لامجال للتراجع
AvaToday caption
ضاقت الولايات المتحدة ذرعا بسلوكيات إيران سواء في الداخل أو في الشرق الأوسط، ما دعا الإدارة الأميركية إلى الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران، وفرضت واشنطن عقوبات أشد على طهران، تبعتها العديد من التحركات الدولية
posted onApril 14, 2020
noyorum

"تغيير النظام في إيران" ربما تعد "عبارة مسمومة" في واشنطن، خاصة وأنها ربما تستحضر صورا لحرب العراق حيث وجدت الولايات المتحدة نفسها غارقة هناك.

ولذا فإن على الولايات المتحدة تغيير النظام في طهران، ولكن ليس بالطريقة العسكرية، فالمطلوب تغيير سلوك رجال الدين القائمين على إدارة الدولة، بحسب مجلة فورين أفيرز.

تحت عنوان "الثورة الإيرانية القادمة" نشرت المجلة تحليلا تشرح فيه كيف أن تغيير النظام في إيران ليس فكرة راديكالية على الإطلاق، ولكن هذا لا يعني أن الغزو العسكري هو الحل، إنما على الولايات المتحدة استخدام كل ما يمكنها لتقويض نظام الحكم في البلاد، وتوفير الفرصة للإصلاحيين لاستلام الدفة هناك.

ولكن انتظار تحول رجال الدين القائمين على إدارة الدولة إلى فكر آخر أمر مستبعد، وتغيير القادة في طهران ربما لا يعني انتفاء خطر التهديدات الإيرانية على المصالح الأميركية.

ولهذا، تقول المجلة إن على الولايات المتحدة أن تقدم العون للمعارضين والمنشقين الإصلاحيين عن النظام، خاصة وأن النظام هناك أضعف مما يعتقد الكثير من المحللين الغربيين.

وليس مطلوبا من الولايات المتحدة الإطاحة بالنظام في إيران بقدر ما يمكن أن تسهم في جعل انهياره ممكنا، خاصة مع حملات ضغط خارجية وداخلية من قبل المقاومة، إذ أن العديد من الإيرانيين متعطشون لقيادة أفضل.

وتضيف أنه ومنذ أربعة عقود حاول كل رئيس أميركي تقريبا الوصول إلى توافق مع إيران، والتي تراوحت ما بين سياسيات الحديث مع قادتهم من دون جدوى لتطوير خارطة طريق لانفراج العلاقات مع طهران، وحتى وصلت إلى عقد صفقة معهم للتخفيف من العقوبات والتي لم تحسن إيران استخدامها.

في 2018 ضاقت الولايات المتحدة ذرعا بسلوكيات إيران سواء في الداخل أو في الشرق الأوسط، ما دعا الإدارة الأميركية إلى الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران، وفرضت واشنطن عقوبات أشد على طهران، تبعتها العديد من التحركات الدولية.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد أمر مطلع العام بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بسبب سلوكياته الإرهابية التي أربكت الشرق الأوسط، ولكن مع ذلك لا يزال يريد عقد صفقة مع إيران وهو أول رئيس أميركي يقترح الاجتماع وجها لوجه مع قادتهم.

ولكن حتى إذا تم التوصل لصفقة مع طهران، فإن جميع الإدارات الأميركية فشلت في إدراك أن السلطة الحالية هناك في جوهرها منظمة ثورية، وهي لا تزال ترفض التصرف باعتدال في سلوكياتها والتعامل بواقعية مع مختلف الأمور الداخلية والخارجية.

زعيم الثورة أية الله الخميني، جعل من هيكل السلطة فيها لا يعتمد أيا من المبادئ العلمانية حيث يستخدم نسخة مسيسة من الغطاء الديني والذي يتناقض مع تعاليم الإسلام أحيانا، ليبقي نموذجا من الحكم الديني بحجة تحقيق إرادة الله على الأرض.

ويقاوم النظام في إيران ووكلائه المتشددون أية جهود إصلاحية سواء كانت من رؤساء الحكومات أم البرلمانات، وحتى أنها لم تكتف بذلك بل قامت بتصدير الثورة ووتسببت في عدم استقرار دول المنطقة، وحاولت إيجاد كيانات تعمل بذات النموذج الإيراني في المنطقة، والترويج أن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال موارد المنطقة من أجل تعظيم مكاسب الغرب الإمبريالي ودعم الكيان الصهيوني، ويعتبر أن مقاومة أميركا والغرب تعتبر أمرا إلزاميا.

من هنا نجد أن إيران بإداراتها الحالية لن تتطور أبدا وستبقى تبحث عن وجود خلاف سياسي مع الولايات المتحدة، ولن تسمح بتشكل أي معارضة داخل البلاد، ولن تتخلى عن طموحاتها النووية.

ولهذا فإن على الولايات المتحدة لحماية مصالحها ومنطقة الشرق الأوسط وحتى الشعب الإيراني، القيام بكل ما هو ممكن لإضعاف النظام هناك وتعزيز المعارضة، وليس مهمتها البحث في اختيار كيفية إسقاط النظام ولكن عليها إضعافه فقط.

حاليا يواجه النظام في إيران طريقا مسدودا حيث الشعب فقد إحساسه بالخوف وأصبح يواجه الأجهزة الأمنية في الشارع، ولكن لا أحد متأكد كيف سيبدو المستقبل ما بعد ذلك.

خلال التسعينات أحبط النظام حركة الإصلاح حيث كان يسعى قادتها مثل عبد الله نوري ومصطفى تاج زاده وسعيد حجاريان للنضال داخل إيران من أجل حكومة تخضع للمساءلة، فيما لا تزال شخصيات معارضة مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي يعانون من الإقامة الجبرية في البلاد.

النظام الحالي تعاني شرعيته من التصدع، خاصة بعدما أثبت أنه يقتل المدنيين بقصف الطائرة الأوكرانية المدنية، أو حتى بالسماح بتفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، ما أدى إلى تصاعد الغضب من جميع مستويات القيادة لديهم.

المساعدة الأميركية الحقيقة، ليس بقيام الولايات المتحدة باستبدال القائمين على النظام إنما بمساعدة الإيرانيين أنفسهم على تحدي النظام وتغييره، الأمر الذي يتطلب برنامجا للعمل السري ومساعدة عناصر داخل المجتمع المدني الإيراني التي تعارض شرعية النظام الحالي، خاصة النقابات العمالية والمجموعات الطلابية وتحشيد الإعلام الدولي لتغطية ما يحصل داخل البلاد.

والمساعدة السرية ليست الطريقة الوحيدة أمام الولايات المتحدة إذا عليها بتقديم الدعم المالي المباشر للنقابات، وجعلها قادرة على اتخاذ قرارات ترتبط بوقف النشاط الاقتصادي وشل حركة النظام اقتصاديا.

ويرى تحليل فورين أفيرز أن على الولايات المتحدة تكثيف الجهود الإعلامية في مواجهة الدعاية الإيرانية وفعل المزيد لتوفير معلومات دقيقة للشعب هناك، مشيرة إلى أن وسائل إعلامية ناطقة بالفارسية ستكون الأكثر رواجا مثل راديوا فاردا ومواقع استطاعت أن تصل إلى نحو ربع البالغين في البلاد، ولكن يجب تكثيف هذه السياسيات من أجل إنشاء جيل جديد في البلاد اعتمادا على منصات مختلفة بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي.

ويختم التحليل أن تغيير النظام في إيران لا يعني حل مشاكل الشرق الأوسط، ولكنه خطوة هامة لتمكين الشعب الإيراني من الحصول على حكومة يستحقها بعيدا عمن يقودون البلد بنهج خاطئ منذ 40 عاما.