كشف تحريض صحيفة إيرانية مقربة من مكتب المرشد علي خامنئي، عن مخطط طهران لإثارة الفوضى في العراق وتدمير علاقاته الخارجية.
وحرض حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان الصادرة من داخل إيران، المتظاهرين العراقيين على اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، بزعم وجود ما وصفها بالمؤامرة ضد الشعب العراقي.
وقال شريعتمداري (71 عاما) الجنرال سابقا بمليشيا الحرس الثوري الإيراني، السبت، إن العراقيين يتوجب عليهم احتلال سفارة واشنطن وإغلاقها، بحجة أن هذا التصرف إنجاز وطني.
واندلعت احتجاجات واسعة في مختلف المحافظات والمدن العراقية، منذ الثلاثاء الماضي، للمطالبة بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من البلاد، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.
وتحدثت تقارير إخبارية عن مشاركة ملثمين تابعين لمليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في قمع المحتجين العراقيين بمختلف المدن، واستهداف بعضهم بالرصاص من زوايا مميتة.
وبلغت أعداد الضحايا في صفوف المتظاهرين ورجال القوات الأمنية، حسب آخر إحصائية رسمية نشرتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، السبت، 93 قتيلا و3 آلاف و978 جريحا، وهذا العدد الكبير من الضحايا يكشف ما يشهده العراق من مجزرة تنفذها إيران ومليشياتها.
وردد المتظاهرون العراقيون هتافات مناهضة لحكومة بغداد ومسؤولين موالين لنظام طهران، إلى جانب التنديد الصريح بالتدخلات الإيرانية، لا سيما مليشيا الحرس الثوري ومليشيات تابعة له.
في الوقت نفسه، علقت صحيفة كيهان اللندنية (المعارضة) الصادرة بالفرنسية من بريطانيا منذ عام 1979 على تحريض شريعتمداري بالتأكيد على أن إيران تستكمل محاولاتها لتشويه المظاهرات العراقية الرافضة لوجودها السياسي والعسكري في بغداد.
ونقلت الصحيفة المعارضة عن شهود عيان في تقرير لها، الأحد، قولهم إن مليشيا الحشد الشعبي أطلقت الرصاص الحي في وجه متظاهرين عراقيين، حيث أظهرت مقاطع مصورة اعتداء عناصرها بالضرب على محتجين عُزل باستخدام الهراوات.
وفي حين وصفت الخارجية الإيرانية المظاهرات العراقية بالاضطرابات، ودعت مسافريها إلى تأجيل رحلاتهم والالتزام بالتعليمات الأمنية، زعم عباس كعبي، رجل دين إيراني مقرب من دائرة خامنئي، أن المحتجين تلقوا تدريبات لدى جهات أجنبية بغرض إحداث فوضى داخلية.
وخلال مقابلة له مع وكالة أنباء فارس (شبه رسمية)، ادعى كعبي أن المشكلات الاقتصادية والفساد في الإدارات الحكومية العراقية وشح الخدمات العامة مجرد حجة لإسقاط حكومة بغداد.
واعتبر محلل سياسي إيراني معارض أن طهران تحاول التدخل لوقف الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق، منذ الثلاثاء الماضي، خشية أن تسفر عن تطورات سياسية ضد مصالحها.
وأضاف علي صدر زادة، الصحفي والمحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط المقيم في ألمانيا، أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تعمدت تشويه المتظاهرين من قبيل وجود أطراف خارجية تحرك المشهد الراهن في بغداد، على الرغم من أن الشعارات نددت بالفساد والبطالة.
وقال زادة في مقابلة مع شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الفارسية، الخميس، إن هناك أطرافا موالية لإيران داخل العراق مثل مليشيا الحشد الشعبي تعارض هذه المظاهرات بشدة، بزعم أنها تهدف إلى إحداث فوضى داخليا.