وجه السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إنذارا شديد اللهجة لإيران بعد أيام قليلة من مقتل مشجعة بسبب قمع السلطات الإيرانية، التي ترفض دخول العنصر النسائي إلى ملاعب المنافسات الرياضية التي يخوضها الرجال.
المشجعة الإيرانية سحر الخضيري عمدت إلى إحراق نفسها عقب القبض عليها، وعلمها بوجود قضية قد تعرضها للسجن لمدة ستة أشهر على خلفية محاولتها دخول أحد ملاعب كرة القدم لمتابعة فريقها المفضل استقلال طهران متنكرة في زي رجل، حيث ارتدت معطفا طويلا، قبل أن توقفها الشرطة وتكتشف خدعتها.
صاحبة الـ 30 عاما توفيت في أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية، متأثرة بإشعالها النار في نفسها، بعدما أمضت 3 ليال في السجن قبل إطلاق سراحها في انتظار حكم المحكمة في القضية، إلا أنها وجدت في إحراق نفسها وسيلة للتعبير عن غضبها من قهر المرأة وحرمانها من متابعة مباريات كرة القدم.
وأكد إنفانتينو أن الوقت حان لتسمح إيران بدخول المشجعات إلى الملاعب بعد التعنت الكبير بشأن حضورهن المنافسات الرياضية.
وشدد إنفانتينو على ضرورة أن تشهد إيران تطورات إيجابية بداية المباراة المقبلة على أرضها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقال إنفانتينو في بيان للفيفا إنه يأمل أن يرحب اتحاد كرة القدم الإيراني والسلطات المحلية "بمطالباتنا المتكررة بمعالجة هذا الموقف غير المقبول".
وأضاف: "موقفنا واضح وصريح..يجب السماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم في إيران وحان الآن وقت تغيير الأوضاع ويتوقع الفيفا تطورات إيجابية بدءا من المباراة المقبلة على أرضها في أكتوبر".
وتستضيف إيران كمبوديا يوم العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في أول مباراة على أرضها بتصفيات كأس العالم 2022.
ورغم السماح لأعداد محدودة من المشجعات الأجنبيات بحضور المباريات تمنع السلطات الإيرانية النساء من حضور مباريات كرة القدم الخاصة بالرجال في الملاعب منذ عام 1979.
يذكر أن 35 امرأة حاولن حضور المباريات من قبل، إلا أن قوات الأمن الإيرانية ألقت القبض عليهن، وتم إيداعهن السجون، وهو ما أثار غضب رئيس "الفيفا" من الجانب الإيراني، وطالبه بضرورة إنهاء هذا القمع، ورفع الحظر عن حضور النساء للمباريات إلا الأمر لم ينته بل ازداد سوءا، قبل أن ينتهي بإحراق المشجعة الإيرانية سحر الخضيري نفسها.
