قال مكتب الصحة النفسية التابع لوزارة الصحة الإيرانية إن إحصاءات الانتحار في إيران ترتفع أكثر من 5 في المائة كل عام، وأن المحافظات الغربية في البلاد لديها أعلى معدلات في حالات الانتحار.
وتابع مكتب الصحة النفسية، أن العام الماضي شهد تسجيل 100 ألف محاولة انتحار في إيران، لافتًا إلى أن محاولات الانتحار بين النساء أكثر منها بين الرجال.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن هناك 23.6 في المائة من الشعب، على الأقل، يعانون من مرض نفسي واحد.
وفي ظل غياب إحصاءات حكومية دقيقة، كشفت مديرة برنامج الوقاية من الانتحار في مكتب الصحة النفسية التابع لوزارة الصحة الإيرانية، مريم عباسي نجاد، عن الإحصاءات الجديدة للانتحار في البلاد، حيث أشارت إلى أن "الإحصاءات تشهد ارتفاعًا بنسبة 5 في المائة كل عام".
وقالت عباسي إن الوفيات الناجمة عن الانتحار وصلت في عام 2015 إلى نحو 5 في المائة، وفي عام 2016 إلى نحو 5.51 في المائة، وفي عام 2017 إلى نحو 5.79 في المائة، وفي العام الماضي وصلت إلى 6.23 في المائة.
وتابعت عباسي نجاد: "نحو 75 في المائة من محاولات الانتحار تحدث في الفئة العمرية من 15 إلى 34 عامًا"، مضيفة: "50 في المائة من الذين أقدموا على الانتحار متزوجون، و53 في المائة منهم لديهم شهادات دراسية، دون التعليم الثانوي، ونحو 73 في المائة ممن حاولوا الانتحار يسكنون المدن وضواحيها، ونحو 33 في المائة منهم ربات منزل، و11 في المائة تلاميذ، و8 في المائة عاطلون عن العمل".
ولفتت عباسي إلى أن "82 في المائة منهم استخدموا طريقة تعاطي الحبوب والأدوية للانتحار".
إلى ذلك، ذكرت عباسي أن معدلات الانتحار بين النساء في العالم أقل من الرجال، غير أنها استدركت: "في البلدان المنخفضة الدخل، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض والمتوسط، ترتفع معدلات الانتحار بين النساء أكثر من الرجال بنسبة 40 في المائة، ولكن في البلدان ذات الدخل المرتفع؛ نسبة الانتحار بين النساء تزيد إلى 25 في المائة".
وعلى هذا الأساس، فإن معدل الانتحار بين النساء في إيران أكثر من الرجال، حيث تمثل نسبتهن 60 في المائة من إجمالي محاولات الانتحار.
وأضافت مديرة برنامج الوقاية من الانتحار في مكتب الصحة النفسية التابع لوزارة الصحة الإيرانية، أن المحافظات الغربية لديها أعلى معدلات انتحار في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات في الجمهورية الإسلامية لم تنشر تقارير دقيقة عن إحصاءات الانتحار أو وفيات الانتحار لأكثر من سبع سنوات.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس منظمة الطب الشرعي الإيراني، أحمد شجاعي، في مايو (أيار) الماضي، أن سبب عدم نشر إحصاءات الانتحار في إيران الخوف من الآثار "غير المرغوبة" المترتبة على ذلك، مدعيًا أن معدلات الانتحار في إيران أقل من أوروبا وشرق آسيا.
يشار إلى أنه مع تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الرواتب، وإغلاق المصانع، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، تراجعت مستويات الرفاهية العامة بشكل حاد، واتسعت الفجوة الطبقية، وبالتالي تضاءل الأمل في المستقبل.
ووفقًا لمركز البحوث الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية الإيرانية، في تقرير له قبل عامين، فإن اليأس تجاه المستقبل يعتبر أحد أهم عوامل الضغط النفسي على الشعب.
وقد أظهر البحث الميداني الذي نفذه المركز أن 24 في المائة فقط من الشعب الإيراني في سنة 2015 كانوا متفائلين بشأن المستقبل، ونحو 75 في المائة كانوا يعتقدون أن المستقبل سيكون أسوأ أو سيبقى دون تغيير.
