كشفت شبكة "أسوشيتد برس" أن السلطات الفيدرالية الأمريكية تحاكم عالما إيرانيا كبيرا واثنين من طلابه بتهمة انتهاك العقوبات التجارية، ومحاولة تهريب منتجات بيولوجية إلى طهران.
وقالت شبكة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن العالم الإيراني مسعود سليماني غادر طهران متجهاً إلى الولايات المتحدة في الخريف الماضي، وكانت لديه خطط لاستكمال المرحلة الأخيرة من بحثه حول علاج مرضى السكتة الدماغية كباحث زائر في عيادة "مايو" الشهيرة في ولاية مينيسوتا.
وأشارت إلى أنه عندما هبط سليماني على أرض الولايات المتحدة اعتقلته السلطات الفيدرالية المسلحة بموجب مذكرة اتهام سرية بتهمة انتهاكه العقوبات التجارية من خلال محاولة جلب مواد بيولوجية إلى إيران.
ومنذ 9 أشهر، يقبع سليماني في مركز اعتقال جنوب أتلانتا متورطا في معركة قانونية حول تطبيق العقوبات الأمريكية المشددة التي تسببت في ارتفاع الأسعار في إيران.
يقول محاموه إن سليماني - الذي يعمل في أبحاث الخلايا الجذعية وأمراض الدم والطب التجديدي- استفاد من خطط طالب سابق للسفر من الولايات المتحدة إلى إيران في سبتمبر/أيلول 2016 كفرصة للحصول على البروتينات المؤتلفة المستخدمة في بحثه مقابل ثمن بسيط كان سيدفعه لدى عودته.
لكن المدعين الاتحاديين يقولون إن محاولة النقل كانت غير قانونية، وحصلوا بشكل سري على لائحة اتهام ضد سليماني في يونيو/حزيران 2018، وألغى المسؤولون الحكوميون تأشيرته واعتقلوه في أكتوبر/تشرين الأول عندما هبط في شيكاغو.
ويواجه سليماني واثنان من طلابه السابقين اتهامات بالتآمر ومحاولة تصدير مواد بيولوجية من الولايات المتحدة إلى إيران دون تصريح، وكلتا التهمتين تحمل عقوبة قاسية مدتها 20 عاما في السجن.
وذكرت لائحة الاتهام أن سليماني تواصل مع محبوب جايدي، وهو إيراني مقيم في الولايات المتحدة، عمل في أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي في العديد من الجامعات الأمريكية، وطلب منه الحصول على بعض البروتينات المؤتلفة.
وطلب جايدي البروتينات من شركات أمريكية وأرسلها إلى مريم الجزائري، التي وافقت على إحضارها إلى سليماني عندما سافرت إلى إيران لزيارة أسرتها، وفقا لملفات المحكمة.
وأفادت بأن "الجزائري" وهي أمريكية من أصل إيراني تحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية السريرية وتعيش في كنتاكي تم اعتقالها واستجوابها في مطار أتلانتا في 6 سبتمبر/أيلول 2016، ثم قام مسؤولو الجمارك بتفتيش أمتعتها وأخذوا قوارير البروتينات المؤتلفة قبل مغادرتها على متن رحلتها.
وقال المدعون الفيدراليون، وفقا لملفات المحكمة، إن العقوبات الشاملة المطبقة منذ سنوات لا تسمح بتصدير البضائع إلى إيران إلا في ظل ظروف محدودة للغاية لا تنطبق في هذه القضية.
وأوضحت الوكالة أن جايدي والجزائري قيد المحاكمة دون احتجازهما، حيث طلب كلاهما أن يحاكما بشكل منفصل، بحجة أنهما وجهت إليهما تهم كجزء من تحقيق أوسع نطاقا يتجاوز التهم الموجهة إليهما وأن الأدلة المقدمة في محاكمة مشتركة يمكن أن تؤدي إلى تحيز لا مبرر له ضدهما.
ورفض قاضي صلح فيدرالي في أتلانتا الإفراج عن سليماني، قائلاً إنه ليس لديه أي وضع قانوني في الولايات المتحدة منذ إلغاء تأشيرته، لذلك يتعين تسليمه إلى وزارة الأمن الداخلي ويمكن ترحيله قبل مواجهة التهم.
