أعلنت إيران، الاثنين، كما كان متوقعا، إنهاء التزامها ببعض البنود التي فرضت عليها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في تحد جديد للمجتمع الدولي ينذر بتقويض استقرار وأمن المنطقة.
وقال متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الاثنين إن طهران ستتجاوز الحدود المتفق عليها دوليا لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب خلال عشرة أيام، لكنه أضاف أنه لا يزال هناك وقت أمام الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي.
وقال المتحدث بهروز كمالوندي للتلفزيون الرسمي "رفعنا وتيرة التخصيب إلى أربعة أمثالها بل وزدنا على ذلك في الآونة الأخيرة حتى نتجاوز حد 300 كيلوجرام خلال عشرة أيام. لا يزال هناك وقت... إذا ما تحركت الدول الأوروبية".
وكانت ايران أعلنت في 8 مايو أنها قررت وقف الالتزام باثنين من التعهدات التي قطعتها بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015 بخصوص برنامجها النووي. وكان البندان يحددان احتياطي اليورانيوم المخصب بـ300 كلغ واحتياطي المياه الثقيلة بـ130 طنا.
وهددت ايران في حال عدم تلبية مطالبها خلال مهلة الستين يوما، بتجاوز بندين آخرين من تعهداتها التي قطعتها بشأن برنامجها النووي.
وكانت إيران قالت إنها ستحد من التزامها بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع قوى عالمية عام 2015 احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات عليها العام الماضي.
وعلى خلفية تهديداتها، تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحزم في علاقاته مع النظام الإيراني بمجرد إعلان خروجه من الاتفاق النووي، وأبدى البيت الأبيض تشددا في المواقف حيال تجاوزات نظام طهران وتعنته حيال برنامج الصواريخ الباليستية ودعم الجماعات المسلحة والإرهاب.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قد ذكرت أن إيران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم، إذ قال المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو إن "معدل إنتاج إيران من اليورانيوم يزداد"، دون تحديد نسبة ذلك.
ويطالب الاتفاق إيران ببيع فائض اليورانيوم المخصب لديها إلى الخارج، بدلا من الاحتفاظ به. ومع بيعه إلى الخارج، تستطيع إيران توليد طاقة نووية، ويمكن للأطراف الأخرى في الاتفاق أن يتأكدوا أنها لا تطور أسلحة نووية.
وترفض إيران إلى حد الآن التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي جديد يتضمن برنامجها الصاروخي الباليستي الذي تعتبره واشنطن مزعزعا لاستقرار المنطقة، لكن تقارير غربية ترجح أن تذعن طهران في نهاية المطاف للمطالب الأميركية تحت وطأة قسوة العقوبات.
ورجّح تقرير أميركي أن تقبل إيران التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي جديد، في ظل تعرضها لعقوبات أثّرت بشكل كبير على اقتصادها، فيما عجزت أوروبا حتى الآن عن مساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات الأميركية.
ويرى مسؤولون أميركيون أن “إدارة الرئيس دونالد ترامب تفضل حلا سياسيا مع طهران على أساس أن التجارب السابقة أظهرت أن الدخول في حرب أسهل بكثير من الخروج منها، فالحرب ستكون باهظة الثمن للطرفين”.