Ana içeriğe atla

العقوبات الأمريكية حجمت مليشيات إيران بالعراق

ميليشيات الحشد الشعبي
AvaToday caption
عبر مواطنون عراقيون من محافظة بابل جنوب العراق، خلال تظاهرة ليلية، عن رفضهم جعل بلدهم ساحة حرب ومسرحاً لصراعات قوى خارجية.
posted onMay 30, 2019
noyorum

بعد مرور نحو 8 أشهر على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، وتجييش أمريكا سفنها الحربية في المنطقة، بعد تشنج العلاقات وارتفاع حدة التصعيد العسكري بين الجانبين، نجحت العقوبات نسبياً بإضعاف جبهة إيران في العراق متمثلة بمليشيا الحشد الشعبي.

ضعف جبهة إيران في العراق بدا واضحاً بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى بغداد في 8 مايو، حيث خفضت المليشيات الموالية لإيران من خطابات التهديد والتصعيد ضد أمريكا ومصالحها في البلاد، في وقت شهدت فيه مناطق شيعية تظاهرات شعبية مطالبة بإبعاد البلاد عن الصراع الأمريكي الإيراني.

وتعد مليشيا الحشد الشعبي التي أُسست في 13 يوليو 2014 بعد اجتياح تنظيم "داعش" مساحات شاسعة شمال العراق وغربه؛ نتيجة لدعوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الشيعي علي السيستاني، أقوى جبهات إيران العسكرية في مواجهتها المحتملة ضد الولايات الأمريكية، لما تمتلكه من ترسانة عسكرية وولاء مطلق لإيران بحسب ما أكده قادة بعض المليشيات في العراق في تصريحات سابقة.

ومن بين أبرز التصريحات التي كشفت تغيير المواقف والابتعاد عن لهجة التصعيد ضد الولايات المتحدة الأمريكية تصريح القيادي في الحشد الشعبي والنائب في البرلمان العراقي هادي العامري، حيث شدّد على ضرورة إبعاد العراق عن شبح الحرب إذا اشتعلت بين أمريكا وإيران.

وقال العامري في تصريح صحفي: إنّ "المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية تحتم على الجميع إبعاد شبح الحرب عن العراق أولاً وعن كل المنطقة ثانياً"، محذراً من أنّ "الحرب إذا اشتعلت- لا سمح الله- فسوف تحرق الجميع".

وأضاف أنّ "كل من يحاول إشعال فتيل الحرب انطلاقاً من العراق إما جاهل أو مدسوس"، داعياً كل العراقيين إلى ألا يكونوا ناراً لهذه الحرب.

وفي السياق حذرت مليشيا عصائب أهل الحق المنضوية في الحشد الشعبي بزعامة قيس الخزعلي، على خلفية استهداف السفارة الأمريكية بصاروخ كاتيوشا، من عملية خلط أوراق يراد بها تبرير حرب محتملة بين أمريكا وإيران.

وقال الخزعلي، بتغريدة على موقع "تويتر": إنّ "الحرب المفترضة ليست من مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا الولايات المتحدة، وإنما هي مصلحة إسرائيلية بامتياز ولأسباب عقائدية"، محذراً من عمليات خلط الأوراق التي يراد منها إيجاد ذرائع الحرب ويراد منها الإضرار بوضع العراق السياسي والاقتصادي والأمني.

وكان معظم قادة الفصائل المسلحة والمنضوية ضمن ما يسمى بالحشد الشعبي قد رفضت التزام العراق بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وهددت باستهداف المصالح الأمريكية في حال حدوث أية مواجهة عسكرية، كما مارست الضغط على الحكومة العراقية لتشريع قانون يقضي بإخراج القوات الأمريكية.

من جانب آخر، عبر مواطنون عراقيون من محافظة بابل جنوب العراق، خلال تظاهرة ليلية، عن رفضهم جعل بلدهم ساحة حرب ومسرحاً لصراعات قوى خارجية.

ودعا المتظاهرون الحكومة العراقية إلى نأي البلاد عن هذا الصراع وإبعاده عن شبح الحرب التي سئم منها العراقيون.

وخرجت هذه الاحتجاجات بعد دعوة التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أنصاره للخروج في تظاهرة بساحة التحرير في العاصمة بغداد، للتعبير عن رفض الحرب التي تقرع طبولها في المنطقة، وإبعاد العراق عن الصراع المحتدم بين إيران والولايات المتحدة.

ميليشيات الحشد الشعبي

تخبط وضعف جبهة إيران

وحول هذا الموضوع قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، وليد البرزنجي إنّ "العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران بدت آثارها واضحة على إيران وحلفائها في المنطقة، وخصوصاً جبهتها في العراق".

وبيّن البرزنجي أنّ "تناقض التصريحات بين قادة أبرز المليشيات الموالية لإيران، مثل عصائب أهل الحق وحركة النجباء ومنظمة بدر، خير دليل على تخبط وضعف جبهة إيران".

وأردف أنّ الحكومة العراقية لا يمكنها الاستمرار بمسك العصا من المنتصف تجاه الصراع الأمريكي الإيراني، متوقعاً خروج الحكومة عن صمتها واتخاذ قرارات جريئة بخصوص المليشيات؛ استجابة للرغبة الأمريكية، وخصوصاً أن الأخيرة تخشى على مصالحها في العراق من خطر هذه المليشيات.

وتابع البرزنجي حديثه قائلاً: إنّ "حلفاء إيران في العراق، على المستويين السياسي والعسكري، فشلوا منذ بدء العقوبات الأمريكية في تشريع قانون يقضي بإخراج القوات الأمريكية من العراق، كما فشلوا بتحريك الشارع العراقي لمصلحتهم، معتبراً ذلك الفشل أقوى ضربة لإيران، لما يمثله العراق من عمق استراتيجي مهم لمشروعها في المنطقة".

تراجع غير حقيقي

ومن جهته قال رئيس الدراسات الاستراتيجية في جامعة النهرين، قحطان الخفاجي، إنّ "طرفي الصراع في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران يسعيان إلى ترتيب العناصر الفاعلة في المنطقة وخصوصاً في العراق؛ لكونه يمثل ساحة صراع بين الجانبين".

وأضاف أنّ "جميع التصريحات التي تبدو كأنها تغير وتراجع وتخلٍّ من المليشيات عن إيران ليست حقيقية، حيث إن هذه المجاميع بطبيعة الحال ستذهب بعيداً إلى كفة إيران إذا ما حصل تصعيد بين الجانبين".

وأشار  إلى أن "المليشيات العراقية الموالية لإيران باتت تتجنب استثارة الجانب الأمريكي لخشيتها من أن تُدرج على قوائم الإرهاب، ولهذا ظهرت مؤخراً وكأنها وديعة وعلى موقف الحياد من هذا الصراع، لكن واشنطن تُدرك تماماً أن هذه المليشيات هي عناصر قوة إيران في المنطقة، ويجب تحجيم قدرات طهران فيها".