Ana içeriğe atla

الحرس الثوري في مرمى ضربات أميركية

قنابل ذكية أمريكية
AvaToday caption
الحشود العسكرية الأميركية باتجاه الشرق الأوسط تعطي مؤشرا على أن واشنطن لن تترك البلطجة الإيرانية ضد ناقلات النفط دون عقاب بهدف منع تكرار حوادث مشابهة في المستقبل
posted onMay 26, 2019
noyorum

لم تدم طويلا فترة الغموض التي عملت إيران على استثمارها لنفي علاقتها باستهداف السفن قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، بعد أن حمّلت وزارة الدفاع الأميركية وبشكل مباشر الحرس الثوري الإيراني مسؤولية الهجوم، ما يفتح الباب أمام ضربات أميركية موجهة ودقيقة على تمركزاته في إيران وخارجها وعلى الميليشيات الحليفة في المنطقة.

وفيما تلعب الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران في العراق لعبة النأي بالنفس للتمويه عن ولائها لطهران وتنفيذ أجندتها، فإن أوساطا سياسية عراقية تتوقع أن تتوسع دائرة الغضب الأميركي لتطال مختلف تلك الكيانات.

واتهم الجيش الأميركي الحرس الثوري بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات قبالة الإمارات هذا الشهر، ووصفها بأنها نفذت في إطار “حملة” من طهران دفعت الولايات المتحدة إلى نشر المزيد من القوات في المنطقة.

وقال الأميرال مايكل جيلداي مدير الأركان المشتركة “نحن ننسب الهجوم على الملاحة في الفجيرة إلى الحرس الثوري الإيراني”، مضيفا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلصت إلى أن الألغام اللاصقة المستخدمة في الهجوم تعود إلى الحرس الثوري. وأحجم عن إيضاح “سبل توصيل” الألغام إلى أهدافها.

وجاءت هذه التصريحات خلال إفادة صحافية في البنتاغون لإعطاء تفاصيل عن خطط الولايات المتحدة لإرسال 900 جندي إضافي، بينهم مهندسون، إلى الشرق الأوسط لتعزيز الدفاعات الأميركية إضافة إلى تمديد بقاء نحو 600 جندي آخرين لتشغيل أنظمة صواريخ باتريوت.

ويعتبر مراقبون أن الاتهام بالمسؤولية عن الهجمات على الناقلات يمهّد الطريق لردود عسكرية عقابية من الولايات المتّحدة التي قد تبادر إلى تنفيذ عمليات موجهة كتلك التي تمت في سوريا من الأميركيين أو الإسرائيليين ضد أهداف سورية وإيرانية أو تابعة لحزب الله.

وأشار المراقبون إلى أن الخطابات عالية السقف التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون لا تعدو أن تكون نوعا من المزايدة، لافتين إلى أن إيران تعهدت بالرد على ضربات إسرائيلية مستمرة على مواقع إيرانية في سوريا، لكن هذا الرد يقف عند الوعود دون أن يتحول إلى أفعال سواء من إيران أو النظام السوري أو حزب الله، وهي كيانات باتت تتعامل مع الضربات الإسرائيلية كأمر واقع.

بالمقابل، بدا أن المسؤولين الأميركيين يتخيرون تصريحاتهم بدقة ويكتفون بتوجيه الرسائل إلى إيران، لكن الحشود العسكرية الأميركية باتجاه الشرق الأوسط تعطي مؤشرا على أن واشنطن لن تترك البلطجة الإيرانية ضد ناقلات النفط دون عقاب بهدف منع تكرار حوادث مشابهة في المستقبل.

وقال الجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة أمام الكونغرس إنه تم بعث رسائل “للتأكد من أن إيران تفهم أننا أدركنا التهديد وأننا مستعدون للردّ”.

وكان دنفورد قد أخبر النواب في جلسة مغلقة أنه بعث برسالة إلى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يحذره من أن إيران ستتحمل مسؤولية مباشرة إذا هاجمت أي قوة تقاتل عنها بالوكالة الأميركيين.

وقال “الرسالة الآن هي: لن نحمّل وكلاءك المسؤولية.. بل سنحمّلك أنت والنظام إياها” إذا هم هاجموا مواطنين أميركيين أو قوات أميركية في المنطقة.

ومن الواضح أن التصعيد في خطابات المسؤولين الأميركيين يتم بشكل تدريجي لتحضير المناخ الإقليمي والدولي الملائم لأي ضربات، خاصة أن إيران تراهن على عمليات انتقامية على أيدي وكلائها وفي ملعب غير ملعبها، خاصة في العراق.

وتتخوف الميليشيات الموالية لإيران من أن تتركز الضربات الأميركية عليها، وأن تصبح هي المتضرر الرئيسي، ولذلك تحاول إظهار “الحياد” و”النأي بالنفس″ عن الصراع الأميركي الإيراني.

 وتردد هذا الخطاب لدى شخصيات بارزة بينها مقتدى الصدر الذي دعا، الجمعة، إلى مظاهرات لتأكيد أنه “بريء” من العلاقة مع إيران وللفت النظر الأميركي وكي لا يكون تنظيمه هدفا للضربات.

وانضم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بدوره، إلى قائمة المدافعين عن الحياد وضرورة منع المواجهة.

وحذر زعيم ائتلاف دولة القانون، السبت، من أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة، ويجب العمل على التهدئة وإبعاد لغة التصعيد والتلويح باستخدام القوة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

وقال المالكي، خلال اجتماعه برئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، إن “المنطقة تواجه تحديات كبيرة، ويجب العمل على التهدئة، وإبعاد لغة التصعيد والتلويح باستخدام القوة”.

وأعرب عن الأمل في أن تنجح مساعي العراق في إنهاء حدّة التوتر القائمة بين واشنطن وطهران.

وجاءت تصريحات المالكي قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد عصر أمس في زيارة رسمية لبحث تداعيات الأزمة بين واشنطن وطهران.

وسواء أصدرت تلك الدعوات عن الصدر أم المالكي، فإن زعزعة الوضع في إيران يقود إلى مشكلات لأحزاب الإسلام السياسي الشيعي في العراق ويفتح الباب على شرعية وجودها بالأصل، وهي التي استفادت من الدعم الأميركي والإيراني سوية لكن داعميْها معا يتجهان الآن إلى الحرب ومن الصعب أن تبقى هي على الحياد، خاصة بعد أن اختارت في السنوات الأخيرة التمترس وراء أجندات إيران في العراق.

وإذا اشتعلت المواجهة فهي لن تقف عند حدود ميليشيا الحشد الشعبي والميليشيات بل ستطال الأحزاب التي ولد الحشد والميليشيات من أرحامها، بمختلف مسمياتها، وأنها قد تعرف مصير حزب الله في لبنان، الذي بات الآن تحت الأنظار الأميركية.

وسبق لأميركا أن ألغت الفارق بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله وباتا مشمولين بتصنيف الإرهاب وبالعقوبات التي تشمل أجهزة وأشخاصا على صلة به، ولن تتردد في تعميم الموقف في العراق.

وتناور الأحزاب الدينية في العراق بالزعم أنها منتخبة ديمقراطيا لمنع وقوعها تحت مظلة العقوبات، لكن نموذج حزب الله يبدد هذا الخيار الآمن، فواشنطن تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية رغم أنه ممثل في البرلمان والحكومة في لبنان.