دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم الجمعة إلى "الجهاد بالمال" بسبب صعوبات مالية قد يواجهها الحزب نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليه، متوقعا أن تتخذ هذه العقوبات منحى متصاعدا.
وقال نصرالله في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال بذكرى تأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية التي تهتمّ بتأمين الدعم المالي واللوجستي والاجتماعي للحزب "أنا أعلن اليوم أن المقاومة بحاجة إلى المساندة والاحتضان الشعبي"، مؤكدا أن على الهيئة أن تواصل "عملها لتوفر فرصة الجهاد بالمال".
ويأتي كلام نصرالله بعد إعلان بريطانيا في 25 فبراير/شباط حظر حزب الله في المملكة المتّحدة بشكل تامّ، مصنّفة التنظيم الشيعي المدعوم من إيران 'منظمة إرهابية'، بالإضافة إلى تشديد الولايات المتحدة ضغوطها على الحزب.
وأدرجت واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 جواد نصرالله، نجل الأمين العام لحزب الله على قائمتها السوداء 'للإرهابيين العالميين'.
وتعليقا على خطوة بريطانيا، قال نصرالله "علينا أن نتوقع أن تقوم دول أخرى بالخطوة نفسها"، معتبرا أن العقوبات ولوائح الإرهاب هي "جزء من الحرب المالية الاقتصادية والمعنوية" ضد حزب الله و"يجب أن نتعاطى معها وكأننا في حرب" مضيفا "قد نواجه بعض الصعوبات وبعض الضيق".
وتابع "في لبنان فرضوا حصارا وتضييقات واسعة وأدرجوا أسماء شركات وتجار ومؤسسات وجمعيات على اللائحة الإرهابية وعلى لائحة العقوبات"، متوقعا أن تشتدّ العقوبات "على داعمينا وعلينا".
وتصنّف الولايات المتحدة حزب الله الذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح 'منظمة إرهابية' منذ سنوات كما أنها تفرض عقوبات اقتصادية على قادته والمتعاملين معه.
وفي العام 2013، وضع الاتحاد الأوروبي ما سماه الجناح العسكري لحزب الله على لائحته لـ'المنظمات الإرهابية'.
وأكد نصرالله أن "من لا يستطيع أن يسحقك في الحرب والقتال والاغتيال، يتصوّر أنه من خلال الإفقار المالي والتجويع وما يسمونه تجفيف مصادر التمويل، يجعلك تسقط وتنهار".
وشدد على أن الدول التي تمارس ضغوطا على الحزب لن تتمكن "من إفقارنا ولا من تجويعنا ولا من حصارنا" مؤكدا أن "من يدعمنا مستمر في دعمنا سواء كانوا دولا أم شعوبا".
ونقلت مجلة دير شبيغل الألمانية عن مسؤول ألماني كبير قوله اليوم الجمعة، إن بلاده لن تحذو حذو بريطانيا وتعلن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران منظمة إرهابية. ومن شأن هذا القرار أن يزيد التوتر مع كل من السعودية والولايات المتحدة.
وقال وزير الدولة نيلز إينان للمجلة، إن الجماعة لا تزال مكونا أساسيا في المجتمع اللبناني وإن الاتحاد الأوروبي أدرج بالفعل جناحها العسكري في قائمة الجماعات المحظورة في 2013.
وقالت بريطانيا الشهر الماضي إنها ستفرض حظرا على كل فروع وأجنحة حزب الله بسبب زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وتضغط السعودية والولايات المتحدة على الدول الحليفة لها لفرض حظر كامل على حزب الله.
كما تحشد إسرائيل دوليا لتجفيف منابع تمويل حزب الله وكبح نفوذه في سوريا التي شكلت ممرا مهما بالنسبة لإيران لتسليح الجماعة الشيعية وقامت بتعزيز ترسانته الصاروخية.
وقال إينان في تصريحات أدلى بها للمجلة بعد زيارة إلى لبنان إن ألمانيا مهتمة باستقرار لبنان وإن قرار بريطانيا لن يكون له تأثير مباشر على موقف ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي.