في الوقت الذي تستمر فيه الهجمات بالغازات السامة على المدارس في إيران، لا سيما مدارس البنات، أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران، اليوم الاثنين، بيانا طالب فيه بتشكيل لجان شعبية وسلاسل بشرية حول المدارس من أجل حماية التلميذات من هذه الهجمات.
ونشر شبكتنا على منصات التواصل الأجتماعي والموقع الرسمي تقارير ومقاطع فيديو تظهر تعرض مدرسة "نسيبة" للبنات في سنندج غربي إيران لهجوم بالغازات السامة للمرة الثانية خلال الأسبوعين الماضيين.
كما تعرضت مدارس أخرى للبنات في سنندج، منها مدرسة "مائدة" و"مستورة أردلان" لهجمات بالغاز السام نقل على أثرها عدد من الطالبات إلى المستشفى.
وقبل ذلك أيضا، وردت تقارير تفيد بتعرض مدرستي "معراج" و"عصمت" بمنطقة حسن آباد في سنندج لهجوم مماثل.
وفي همدان غربي إيران، تعرضت مدرسة "فاطمية" و"جاويد الأثر" لهجوم بالغاز السام.
وأظهرت مقاطع فيديو من إيران تعرض مدرستين للبنات في طهران وكرج للهجوم بالغاز السام، اليوم الاثنين، وحاولت سيارات الإسعاف نقل التلميذات المتسممات إلى المراكز الطبية.
وأعلن مجلس نقابة المعلمين أن اثنتين من معلمات مدرسة "فاطمة" في كرج، تم نقلهما إلى قسم العناية المركزة، بعد تعرض المدرسة لهجوم بالغازات السامة.
كما أشار مجلس نقابة المعلمين في بيان له إلى مرور "6 أشهر على جريمة الهجمات بالغاز السام على المدارس ومعظمها للبنات"، وأضاف: "على الرغم من ردود فعل المسؤولين، فإن هذه الهجمات تمت إدانتها مرارا من قبل الشعب وأولياء الأمور والمعلمين والمنظمات الدولية وجميعنا نطالب باعتقال الآمرين والمنفذين لهذه السلسلة من الجرائم".
وقد اتهم هذا البيان، الذي نشر عشية دخول تسميم التلميذات في إيران الشهر السابع، اتهم سلطات النظام الإيراني بإخفاء الحقيقة، قائلاً: "بينما نشهد استمرار هذه الجريمة، فإن الاشتباه في كونها جريمة منظمة ودعم النظام المستهدف لها يظهر أكثر من أي عامل آخر".
وأضاف البيان: "إن التستر ومبررات المسؤولين غير الأكفاء هو ذر الرماد في عيون الحقيقة. إن قيادة الشرطة في البلاد عاجزة عن ضمان أمن أطفال هذه الحدود، لكنها في الوقت نفسه كرست جهودها لتهديد النساء المحبات للحرية. المرأة التي تقاوم الضغط والقمع غير القانوني من أجل اختيار لباسها بحرية".
وأكدت نقابة المعلمين أنها ترى من واجبها في ظل هذه الأوضاع، استخدام جميع إمكانياتها وقدراتها العملية لـ"إنقاذ حياة الطلاب والمعلمين وموظفي المدارس الشرفاء والكادحين".
ودعت نقابة المعلمين الطلاب والأسر إلى تشكيل لجان للحفاظ على الطلاب في المدارس والأحياء السكنية وطالبت باعتقال ومعاقبة المنفذين لهذه الجرائم المستمرة منذ شهور.
وجاء في البيان: "على السلطات أن تعلم أن الطلاب خطنا الأحمر نحن المعلمين، وأن أي ضرر يهدد أرواحهم أو أجسادهم، يعتبر إجراء ضد مستقبل إيران وشعب هذا البلد".
وحذر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين من أنه "إذا استمر الهجوم بالغازات السامة على المدارس، فسنخرج إلى الشوارع بجانب المعلمين في جميع أنحاء البلاد، ونظهر الرد المناسب على هذا العمل الخاطئ والتفكير المتحجر للعقول الفاسدة".
وقد بدأ التسميم المريب للتلميذات في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من مدينة "قم" ثم امتد إلى بروغرد ثم إلى جميع أنحاء البلاد. واستمرت سلسلة الأحداث هذه، باستثناء وقفة خلال عطلة النوروز، وقد تم إدخال آلاف التلميذات إلى المستشفيات بسبب حالات التسميم.