Ana içeriğe atla

المرحلة التي تسبق إنهيار النظام الايراني

متظاهرون الكورد داعمون للثورة الإيرانية
AvaToday caption
لأنهم مضطرون لذلك لکون موقف الشعب قد أخذ مسارا وسياقا حديا في رفض النظام والعزم على تغييره جذريا وإن قادة النظام ومن خلال تصريحاتهم المتتالية لما بعد الانتفاضة
posted onApril 20, 2023
noyorum

موسى أفشار

منذ 16 سبتمبر2022، يزداد الافق الايراني إکفهرارا وليس بإمکان القادة والمسٶولين في النظام الايراني التصرف کما کانوا يتصرفون قبل التأريخ الذي بدأنا به هذا المقال. لم يعد بوسع خامنئي أو رئيسي إطلاق العنان لأنفسهم للتحدث عن مستقبل النظام کما کانوا يفعلون من قبل، فالصورة إختلفت تماما ومصير النظام ومستقبله بات الضباب يحيط به من کل جانب، ولاسيما بعد أن شاهد العالم کله جموع المتظاهرين في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وهو يهتفون بشعارات رافضة للنظام وتطالب بإسقاطه.

قادة ومسٶولي النظام الايراني عندما يعترفون بأن الشعب الايراني ناقم على النظام وغير راض عنه على الاطلاق بل وحتى إن بعضهم يٶکدون بأن الشعب يريد الانتقام من هذا النظام لکونه قد قام بإرتکاب جرائم ومجازر وإنتهاکات کبيرة بحقه بحيث لا يمکن أن تغتفر أبدا خصوصا وإن سياساته المعادية لمصالح الشعب الايراني قد تسببت بإلحاق أضرار فادحة جدا للأجيال القادمة بحيث لا يمکن أبدا أن تعوض، وإن هذه الاعترافات المستمرة لا تأتي لکون هذا النظام ديمقراطي أم لأن مسٶوليه أناس أصحاب ضمائر ومبادئ وقيم، بل لأنهم مضطرون لذلك لکون موقف الشعب قد أخذ مسارا وسياقا حديا في رفض النظام والعزم على تغييره جذريا وإن قادة النظام ومن خلال تصريحاتهم المتتالية لما بعد الانتفاضة الى جانب الاعترافات التي أسلفنا ذکرها، فإنهم يسعون الى جانب مغازلة الشعب بمغازلة بلدان المنطقة وبشکل خاص الخليجية منها وعقد إتفاقات معها وتکرار التصريحات التي تدعو للعودة الى طاولة المحادثات النووية وکل ذلك بمثابة مٶشرات وتأکيدات للشعب على إن النظام عازم فعلا على أن يسلك طريقا جديدا من أجل تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في سبيل تهدأة الاوضاع العامة وجعل الشعب يرکن إليهم ويثق بهم.

ما سردنا ذکره الى جانب الاوضاع البائسة التي يواجهها النظام ولا سيما حالة الصراع والانقسامات الدائرة بين أقطابه وتزايد الانتقادات الحادة لرئيسي وحکومته التي کان للأمس يراهن عليها خامنئي بکل قوة، ترجمة وتجسيد للأزمة الخانقة التي يعاني منها النظام والتي لا يبدو هناك أي أمل أو إحتمال لنجاته وخلاصه منها، غير إن ذلك ليس لا يخدع الشعب الايراني بل وحتى إن أوساط المراقبين والمحللين السياسيين المختصين بالشأن الايراني يرون فيها عجز صريح وواضح للنظام ودليل على إنه قد دخل المرحلة التي تسبق الانهيار الکامل.

هذا النظام الذي لم يرأف بمعارضيه حتى ولو کانت المعارضة عفوية ولم تکن لدوافع سياسية، قد أوصل الشعب الى قناعة تامة بأنه نظام معاد لکل ما هو إنساني وإن آخر ما يفکر فيه هو الشعب الايراني وإن مسيرة 44 عاما قد أکدت وأثبتت إستحالة الاستمرار بالحياة في ظل هذا النظام الذي يکاد أن يکتم حتى الانفاس، وإنه ليس هناك من خيار إلا التغيير الجذري ولاشئ غير التغيير الجذري!