Ana içeriğe atla

الصفقة السعودية - الإيرانية وشهية التنين الصيني للنفط العراقي

التنين الصيني
AvaToday caption
الهدف الأول الذي تعمل عليه الصين وروسيا هو تمكين العراق من الوصول إلى أهدافه على المدى الطويل لإنتاج النفط الخام والبالغ 7 ملايين برميل يوميا، والذي سيرتفع بالتدريج إلى 12 مليون برميل يوميا
posted onApril 6, 2023
noyorum

محمد حسن الساعدي

يبدو أن اللاعب الصيني تغلغل في عمق منطقة الشرق الأوسط، ليدخل يديه لحل الخلافات بين أطرافها، بعد أن تعدت رغبة التنين السيطرة على مكامن النفط الرئيسية في الشرق الأوسط إلى الحصول على أسعار تنافسية مفيدة على المنتج المحلي منها، خصوصا أنه اخترق الأسواق العالمية بسرعة عالية وفي شتى المجالات.

تطبيع العلاقات السعودية – الإيرانية كان أبرز بصمة سياسية للصين مع دخولها إلى الشرق الأوسط بقوة وتحديدا إلى سوق النفط العراقي عبر تأثيرها الحاسم على صناعة النفط فيها، باعتبار أن إمكانات العراق النفطية أكبر بكثير من إنتاجه الحالي الذي يبلغ 4.5 مليون برميل في اليوم.

العناصر الأساسية اللازمة لزيادة إنتاج النفط العراقي إلى المستوى المرتفع تكمن في صفقة رباعية المحاور تبلغ قيمتها 27 مليار دولار، ومتفق عليها مع شركة توتال. لكن تبقى هناك هواجس وشكوك في قدرة الشركة على تنفيذ هذه الصفقة، أو حتى جزء منها.

الآن وبعد الاتفاق الإيراني – السعودي الذي تم برعاية الصين، وروسيا بصورة غير مباشرة، سيتم الضغط على الجانب العراقي من أجل إنهاء التعاون مع الشركات الأوروبية في مجال النفط في العراق ومن بينها شركة توتال، حيث أكد مصدر في الاتحاد الأوروبي أن مسؤولا رفيع المستوى في الكرملين أخبر إيران أن إبقاء الغرب بعيدا عن صفقات شراء النفط العراقي سيتيح فرصة لتعجيل نهاية الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط، وسيكون هذا آخر فصل في زوال التأثير الغربي على العالم.

الصين تتمتع بالأفضلية على اثنين من ثلاث دول مصدرة للنفط الخام في العالم، هما روسيا والسعودية، وذلك مقابل الولايات المتحدة التي تسيطر على بعض منابع النفط في المنطقة

الهدف الأول الذي تعمل عليه الصين وروسيا هو تمكين العراق من الوصول إلى أهدافه على المدى الطويل لإنتاج النفط الخام والبالغ 7 ملايين برميل يوميا، والذي سيرتفع بالتدريج إلى 12 مليون برميل يوميا. ومن المقرر الانتهاء من مشروع إمدادات مياه البحر المشتركة الذي سيشهد استثمارا أوليا بقيمة 3 مليارات دولار في مرحلته الأولى من خلال سحب مياه البحر ومعالجتها من الخليج، ثم نقلها عبر خطوط الأنابيب إلى منشآت إنتاج النفط. وتسهم هذه الخطة، التي طال تأجيلها، في دعم برنامج الأمن الاجتماعي من مياه الخليج، وهو ما يوفر بداية حوالي 6 ملايين برميل من المياه لما لا يقل عن خمسة حقول في جنوب البصرة وحقل آخر في ميسان، ومن ثم توسيع توصيل المياه إلى حقول أخرى.

المشروع الأهم من ذلك هو جمع وتكرير الغاز الطبيعي المصاحب، والذي يتم حرقه حاليا في الحقول الخمسة في الجنوب. ومن المقرر أن تقدم شركة توتال 2 مليار دولار في المرحلة الأولى من مشروع بناء المعالجة للقيام بذلك، كما سبق أن صرح وزير النفط السابق إحسان عبدالجبار مؤكدا أن هذا المشروع سيساعد العراق على قطع وارداته من الغاز من إيران.

واضح أن الصين تسعى للسيطرة على مكامن النفط والغاز في الشرق الأوسط، بعد أن أمنت سيطرتها على منابع الغاز في إيران لمدة تزيد عن 25 عاما، وهو ما يمنحها فرصة أكبر للسيطرة على منافذ النفط والغاز في العراق. وتشير إلى ذلك الخزانات الكبيرة التي يتم بناؤها في إيران من قبل الشركات الصينية، والتي سبق أن بنت خزانات مشابهة لها في السعودية، وهو ما اعتبر دليلا على وجود كميات كبيرة من النفط والغاز التي يمكن إنتاجها.

وتتمتع الصين بالأفضلية على اثنين من ثلاث دول مصدرة للنفط الخام في العالم، هما روسيا والسعودية، وذلك مقابل الولايات المتحدة التي تسيطر على بعض منابع النفط في المنطقة، إضافة إلى أنها لا ترغب بالسيطرة على جميع مكامن النفط الرئيسية في الشرق الأوسط، بل تكتفي بالحصول على أسعار تفضيلية على كل ما يتم إنتاجه من حقولها، وهي قادرة على استخدام هذا كأساس للصفقات في العراق، حالها مثل حال سيطرة هذه الشركات على مكامن النفط في إيران.