Ana içeriğe atla

بايدن يضع زيلينسكي في عين العاصفة

فولوديمير زيلينسكي
AvaToday caption
تأتي تصريحات بايدن في وقت تقترب فيه أوكرانيا من خسارة منطقة لوغانسك الشرقية لصالح روسيا، وتحذر كييف من أن جيشها في أمسّ الحاجة إلى تسليم شحنات الأسلحة الغربية بوتيرة أسرع
posted onJune 12, 2022
noyorum

أثار الرئيس الأميركي جو بايدن سجالاً مع المسؤولين الأوكرانيين، بعد تصريحات قال فيها إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لم يُرد سماع" التحذيرات الأميركية من "هجوم روسي وشيك"، قبل مُضي موسكو في شنّ الحرب يوم 24 فبراير (شباط) الماضي.

واستحضر بايدن في مناسبة لجمع التبرعات لصالح الحزب الديمقراطي احتضنته لوس أنجليس يوم الجمعة 10 يونيو (حزيران) الحالي، تحذيرات إدارته المبكرة لزيلينسكي وحكومته، من نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً، "أعرف أن كثيراً من الناس اعتقدوا أنني ربما أبالغ"، في إشارة إلى التصريحات الأميركية التي توقّعت في وقت مبكر هجوماً روسياً وشيكاً، حتى ظن البعض أن واشنطن تدعو إلى التصعيد مع موسكو أكثر منها لاحتواء الوضع.

وأوضح الرئيس الأميركي أن معلومات بلاده كانت تؤكد أن بوتين كان في طريقه لعبور الحدود، قائلاً "لم يكن هناك شك حول ذلك، ولم يرغب زيلينسكي في سماع (التحذيرات) مثل كثير من الناس"، مشيراً إلى أنه يتفهّم "سبب عدم رغبتهم في سماع ذلك".

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت التحذير من استعدادات روسيا لدخول أراضي جارتها الغربية قبل أشهر عدة من إعلان الرئيس الروسي في 24 فبراير الماضي، انطلاق ما وصفها بـ"العملية الخاصة لتحرير سكان إقليم دونباس"، إلا أن تلك التحذيرات الأميركية قوبِلت حينها بالتشكيك وأثارت انتقادات مبطنة إلى حدٍ ما من جانب بعض الحلفاء الأوروبيين.

وبينما دق كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين ناقوس الخطر في يناير (كانون الثاني) الماضي، من أن بوتين قد يرسل قواته عبر الحدود، وسط مخاوف من عدم استعداد كييف، دعا الرئيس الأوكراني إلى الهدوء، وناشد مواطنيه عدم الاستسلام للذعر. وقال زيلينسكي في أكثر من مناسبة، إنه "غير مقتنع بأن الهجوم الروسي وشيك".

وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة غضباً في أوساط المسؤولين الأوكرانيين، الذين رفضوا رواية بايدن. وقال سيرهي نيكيفوروف، المتحدث باسم الرئيس الأوكراني، إن زيلينسكي "أجرى ثلاث أو أربع مكالمات هاتفية مع بايدن خلال الفترة التي سبقت الغزو لمناقشة الوضع"، حيث دعت أوكرانيا حينها إلى فرض عقوبات وقائية لتجنب التصعيد. وأضاف نيكيفوروف، "عبارة لم يرد السماع، ربما تحتاج إلى توضيح".

وكرر ميخايلو بودولاك، مستشار زيلينسكي، ما قاله مواطنه، قائلاً إن "أوكرانيا كانت على علم بأن روسيا تخطط للغزو، لكن ما لم يكن واضحاً هو حجم الهجوم". وأضاف بنبرة منزعجة لموقع "ليجا دوت نت" الإخباري، "من السخافة اتهام دولة تقاوم المعتدي لأكثر من 100 يوم، وهو ما يحدث في حال فشلت دول كبرى في إيقاف روسيا كإجراء احترازي".

وأكد بودولاك في حديث آخر مع وكالة "إنترفاس" بأن الحكومة الأوكرانية أقرّت بإمكانية اندلاع الحرب، مشيراً إلى أنها "فهمت نوايا الروس، وتوقعت حدثاً عدوانياً واستعدت له"، واصفاً المعلومات الاستخباراتية التي اطلع عليها زيلينسكي قبل الحرب بأنها "عالية الجودة"، ومع ذلك، أقرّ المسؤول الأوكراني بأن "حجم الهجوم الروسي لم يفاجئ أوكرانيا فقط، بل العالم أجمع".

وتأتي تصريحات بايدن في وقت تقترب فيه أوكرانيا من خسارة منطقة لوغانسك الشرقية لصالح روسيا، وتحذر كييف من أن جيشها في أمسّ الحاجة إلى تسليم شحنات الأسلحة الغربية بوتيرة أسرع. وقال حاكم مدينة لوغانسك، السبت (11 يونيو)، إن القتال العنيف في الشوارع مستمر في مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية، لكن "معظم المدينة تحت سيطرة الروس".

وتعهد حلفاء كييف الأوروبيون زيادة المساعدات العسكرية، على الرغم من ترددهم حيال ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وحطّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف، السبت، حيث التقت زيلينسكي لبحث طلب بلاده الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قبل التوصية المتوقعة من المفوضية بشأن وضع أوكرانيا الأسبوع المقبل.

وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني، إن "مناقشات اليوم ستتيح لنا الانتهاء من تقييمنا بحلول نهاية الأسبوع المقبل". وأكدت أن المفوضية الأوروبية "تريد دعم أوكرانيا في مسارها الأوروبي والنظر نحو المستقبل"، مشيرةً إلى جهود السلطات الأوكرانية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أنها شددت على أن على عاتقها الكثير لإنجازه، خصوصاً على صعيد مكافحة الفساد.

وتطالب أوكرانيا بـ"التزام قانوني" ملموس من الأوروبيين من أجل منحها سريعاً وضع الدولة المرشحة رسمياً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن الدول الـ27 منقسمة حيال هذه المسألة.

وحتى إذا حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، ستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتمَلة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقوداً قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبّه العديد من دول الاتحاد كييف إلى أنه لن يكون هناك مسار "سريع" لانضمامها.

وعلى الرغم من الغضب الأوكراني حيال تصريحات بايدن، فإن الأخير أكد مراراً أن بلاده ستواصل دعم زيلينسكي والشعب الأوكراني. وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد أقرّ أخيراً، مشروع قانون يسمح بتقديم 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف، من شأنه تمويل نقل أنظمة دفاعية متقدمة، مثل صواريخ باتريوت المضادة للطائرات والمدفعية بعيدة المدى. ويشمل مشروع القانون دعماً اقتصادياً بقيمة قرابة 8 مليارات دولار لأوكرانيا، ومساعدات غذائية بقيمة خمسة مليارات دولار لمعالجة النقص المحتمَل في الغذاء بعد انهيار الاقتصاد الزراعي الأوكراني، إضافة إلى أكثر من مليار دولار لدعم اللاجئين.

كما أن إعلان بايدن إرسال أنظمة صواريخ متقدمة متوسطة المدى إلى أوكرانيا، استجابةً لطلبها للحصول على هذه الأسلحة لكبح تقدم القوات الروسية في الشرق، أثار رد فعل غاضباً من مسؤولي الكرملين، الذين عبّروا عن اعتقادهم أن الولايات المتحدة تتعمد وبجد "صبّ الوقود على النار".

وكان زيلينسكي قد أعلن أن قوات بلاده تبذل "كل ما بوسعها" لوقف الهجوم الروسي، فيما تدور معارك ضارية في شرق البلاد وجنوبها. وأفاد زيلينسكي في إحاطته المسائية اليومية، الجمعة، بأن "معارك صعبة جداً" تدور في منطقة دونباس. وقال، "روسيا تريد تدمير كل مدينة في دونباس، كل واحدة من دون مبالغة. على غرار فولنوفاخا وماريوبول".

ميدانياً، أعلنت كييف، الجمعة، شنّ ضربات جوية جديدة على منطقة خيرسون جنوب البلاد التي احتلتها روسيا بشكل شبه كامل منذ الأيام الأولى للحرب، وتخشى أوكرانيا أن تضمها موسكو.

وذكرت قيادة العمليات الأوكرانية أن مجموعة استطلاع تسللت إلى المنطقة المحتلة وتمكنت من السيطرة على قوات روسية و"استولت على معداتها من أسلحة وأجهزة اتصال".

كما تدور معارك شديدة في منطقة ميكولاييف المجاورة لأوديسا، حيث شدد الحاكم المحلي على ضرورة تقديم مساعدة عسكرية دولية عاجلة. وقال فيتالي كيم، "الجيش الروسي أقوى، لديهم كمية كبيرة من المدفعية والذخائر. إنها حرب مدفعية في الوقت الحاضر... ونحن نفدت ذخيرتنا"، مشدداً على أن "مساعدة أوروبا وأميركا مهمة جداً جداً لأننا بحاجة فقط إلى ذخائر للدفاع عن بلدنا".

وسعت أوكرانيا للحصول على مزيد من المساعدات من الغرب، الجمعة، وطالبت بتسريع وتيرة إيصال الأسلحة لصد القوات الروسية الأفضل تسليحاً، كما طلبت دعماً إنسانياً لمكافحة تفشّي الأمراض المُعدية.

وتفيد الأنباء باستمرار القتال الشرس في سيفيرودونتسك وهي مدينة صغيرة في شرق البلاد أصبحت محور الهجوم الروسي، حيث تشهد إحدى أكثر المعارك دمويةً في الحرب التي تتواصل في شهرها الرابع.

وقال رئيس بلدية ماريوبول الأوكراني، الذي يعمل الآن من خارج المدينة الساحلية الجنوبية التي تحوّلت إلى حطام، وأصبحت خاضعة بالكامل للسيطرة الروسية بعد حصار استمر ما يقرب من ثلاثة أشهر، إن أنظمة الصرف والنظافة العامة معطلة والجثث تتعفن في الشوارع.