يعتقد المحللون أن يكون يوم 9 مايو المعروف بـ"يوم النصر" في روسيا محوريا في الحرب على أوكرانيا، من حيث القرارات التي من المنتظر أن يعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الاحتفال بذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأعرب مسؤولون غربيون عن مخاوفهم من أن بوتين سيستغل المناسبة لإعلان الحرب رسميًا على أوكرانيا، التي غزتها روسيا في فبراير، بحسب تقرير لقناة "nbc".
ويقول الخبراء إنه بعد أكثر من شهرين من الهجمات التي تم إحباطها، لم يتبق أمام بوتين سوى خيارات محدودة، تتراوح من التعبئة الشاملة إلى إعلان النصر في منطقة دونباس الشرقية.
ونفى المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف، مطلع الأسبوع، أن يكون إعلان الحرب وشيكًا، وأصر على أن الغزو يظل "عملية عسكرية خاصة".
وقد يبدو الاختلاف اسميًا فقط، خاصة أن روسيا حشدت عددا كبيرا من قواتها الجوية والبرية والبحرية عبر مناطق شاسعة من أوكرانيا.
لكن إعلان الحرب سيسمح لبوتين باستدعاء المزيد من جنود الاحتياط ويأمر بالتعبئة الجماعية للذكور في سن القتال، مما قد يؤدي إلى إطالة الصراع لأشهر، إن لم يكن سنوات.
وقال فيليب واسيليفسكي، الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية في واشنطن، إن إعلان بوتين أوكرانيا منطقة حرب من شأنه أن يحول الصراع إلى "صراع وجودي لنظامه".
وذكرت ناتاليا بوغايوفا، زميلة أبحاث روسية في معهد دراسات الحرب، أن التعبئة الكاملة مكلفة للغاية من الناحية السياسية، وتمثل مخاطر على استقرار نظام بوتين".
وأضافت يوغايوفا: "الروس ربما يدعمون الحرب بشكل خطابي متزايد، لكن هذا لا يعني أنهم يريدون القتال والموت فيها".
وأكدت روز وتيمولر، نائبة الأمين العام السابقة لحلف شمال الأطلسي، أن "الجيش الروسي المحترف غاضب من الكيفية التي انتهى بها هذا الصراع، ويريدون أن يظهروا أنهم قادرون بالفعل على الانتصار هناك".
كما انتشرت تقارير تفيد بأن بوتين قد يستخدم 9 مايو كمنصة لإعلان النصر في شرق أوكرانيا، إذا تمكنت القوات الروسية من كسر المقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية، وإن كان ذلك أقل مما كان يأمل في الأصل.
وقال كورت فولكر، ممثل السفير الأميركي السابق لمفاوضات أوكرانيا، الزميل في مركز تحليل السياسة الأوروبية: "بالنسبة لبوتين، يتعلق الأمر بمحاولة إضفاء وجه جيد على ما كان عملية عسكرية سيئة للغاية".
وكما فعل في 2014، قد يسعى بوتين إلى إجراء استفتاءات على الاستقلال في المناطق التي استولت عليها القوات الروسية. وبمجرد أن تصوت المنطقة لصالح الوحدة مع روسيا -نتيجة مفروضة تحت إشراف بوتين- يمكن بعد ذلك استخدام هذه المناطق كنقطة انطلاق لشن هجمات مستقبلية.
من غير المرجح أن تقبل أوكرانيا أي اتفاق سلام يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها.
وباستثناء الحرب الشاملة أو المصالحة، قد يستدعي بوتين المزيد من الجنود للمساعدة في العمليات في دونباس، مع التركيز على الأفراد الذين خدموا بالفعل في النزاعات الأخيرة أو من المناطق المتاخمة لأوكرانيا.
من المحتمل أن يكون هذا أكثر قبولًا لكل من الكرملين والجمهور الروسي. كما أنه سيوفر لموسكو بعض الوقت لتجديد قدرتها على أرض المعركة.
وقالت بوغايوفا إن بوتين قد يستغل "يوم النصر" كفرصة لتوسيع الأهداف الأيديولوجية لتدخل روسيا في أوكرانيا، في محاولة لتعزيز الدعم للصراع وله.
وأضافت "سيحتاج أن يشرح للروس لماذا يجب أن يذهبوا للقتال والموت في حرب يُزعم أن روسيا انتصرت فيها".
حتى لو مر هذا اليوم نفسه دون وقوع حادث كبير، يبدو أن الصراع في أوكرانيا على وشك أن يستمر، حيث يدعم حلفاء الناتو الدفاعات الأوكرانية ضد هجوم سيحدد بالتأكيد فترة بوتين في السلطة.