أثار فصل ثلاثة أساتذة جامعات إيرانيين جملة من المخاوف في احتمال شن السلطات الإيرانية حملة جديدة تستهدف الأكاديميين المعارضين لأسباب سياسية.
وأقدمت السلطات على إقالة محمد فاضلي، عالم الاجتماع البارز، الذي درّس في جامعة شهيد بهشتي بطهران لمدة سبع سنوات قبل إقالته في سبتمبر، وفقا لموقع راديو "فاردا".
عمل فاضلي في مركز الدراسات الاستراتيجية، الذراع البحثية لمكتب رئيس الجمهورية، في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، المعتدل نسبيا.
لم يكشف عن إقالة فاضلي إلا في الأيام الأخيرة عندما ظهرت تقارير عن طرد أكاديميين آخرين.
من بين الأساتذة المستهدفين، أراش أبازاري، الفيلسوف الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز الأميركية، والذي أقيل من جامعة شريف بطهران، وكذلك رضا عميدي، خبير السياسة الاجتماعية، الذي كان يعمل في جامعة طهران.
ووفقا لموقع راديو "فاردا" فقد استهدفت السلطات الأكاديميين العاملين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بشكل خاص.
وسبق أن اتهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الأساتذة العاملين في تلك المجالات بالترويج لـ "الشكوك وعدم اليقين"، بحسب "فاردا".
وأدى طرد الأساتذة الثلاث إلى وابل من الانتقادات، حيث لجأ الإيرانيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإصدار رسائل مفتوحة وبيانات عبر الإنترنت للتنفيس عن غضبهم.
ووصف البعض الإقالات بأنها "سياسية"، وألقوا باللائمة في هذه التحركات على الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي. وقال إيرانيون آخرون إن إقالتهم ستؤدي إلى تفاقم هجرة الأدمغة في البلاد.
وقال عالم الاجتماع سعيد مدني المقيم في طهران لراديو فاردا إنه "خلال الثورة الثقافية، طُرد بعض الأساتذة الذين كانوا أعضاء في المجالس العلمية بالجامعات بسبب آرائهم فقط وعلى الرغم من معرفتهم وقدراتهم المتميزة".
وأضاف مدني، الذي مُنع مؤخرا من السفر خارج البلاد، أن "رجال الدين غالبا ما كانوا ينظرون إلى الأكاديميين على أنهم منافسين لهم".
وحدث نزيف هائل للأدمغة وموجة للهجرة أعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009، والتي صاحبها قمع متزايد من قبل الدولة للمعارضين السياسيين.
وبعد الثورة الإسلامية عام 1979، شنت السلطات حملة تطهير جماعي في الجامعات الإيرانية، وطردت مئات الأساتذة وغيرت المناهج الدراسية لتعزيز "قيم الثورة الإسلامية".
وفي عهد الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد، الذي شغل المنصب من 2005 إلى 2013، أُجبر عشرات الأساتذة على التقاعد.