Ana içeriğe atla

مبادرة السلام السعودية والورطة الإيرانية

اليمن
AvaToday caption
مرة أخرى يسقط النظام الإيراني في مستنقع التأزيم، ويتضح للعالم وخصوصا للأميركيين أن المراهنة على النظام الإيراني بسياساته الحالية في أي تسوية سياسية قادمة، تفكير أحمق شبيه تماما بحماقة إدارة الرئيس الأميركي الحالم باراك حسين أوباما
posted onApril 9, 2021
noyorum

داهم القحطاني         

لمن كان يدافع عن الحوثيين في اليمن ويقول انهم أصحاب قضية وطنية تتمثل في الدفاع عن استقلال اليمن، أصبح واضحا لديه بعد تجاهلهم لمبادرة السلام السعودية الأخيرة أنهم مجرد ذراع إيرانية لا يمكن لهم أن يستقلوا في القرار ما لم يقوموا بالفعل بالخروج من دائرة النفوذ الإيراني، ويتخلوا عنه تماما.

بالطبع ذلك لن يحدث، لأنه يعني وببساطة تراجع الحوثيين إلى قواعدهم في صعدة، وتحولهم من السيطرة على أجزاء واسعة من السكن بدعم إيراني مباشر، وبتخطيط من قيادات ميدانية في حزب الله اللبناني، إلى حالة الدفاع عن وجودهم كما كانت الحال خلال السنوات الثلاثين الأخيرة.

المبادرة السعودية ورطت إيران، فلطالما كان الخطاب الإيراني يدعو إلى السلام في اليمن، وحين قدمت السعودية مبادرة محددة أوعز النظام الإيراني لذراعه الحوثية بتكثيف العمليات العسكرية ضد منشآت مدنية ونفطية في السعودية كي يجر السعوديين لمربع الاستفزاز فيتم وأد هذه المبادرة في مهدها.

مرة أخرى يسقط النظام الإيراني في مستنقع التأزيم، ويتضح للعالم وخصوصا للأميركيين أن المراهنة على النظام الإيراني بسياساته الحالية في أي تسوية سياسية قادمة، تفكير أحمق شبيه تماما بحماقة إدارة الرئيس الأميركي الحالم باراك حسين أوباما عندما حاولت إدارته وبسذاجة إعادة تأهيل هذا النظام ، فكانت النتيجة وللأسف توفير موارد مالية ضخمة استغلها الايرانيون في توسيع مخططهم التوسعي في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو ما أدى إلى مزيد من القتل والتشريد لملايين المواطنين العرب.

هناك طريق ثالث ربما كان الحوثيون يتمنون أن يسلكوه لولا السيطرة الإيرانية عليهم، والمتمثل في الموافقة على قرارات الحوار الوطني اليمني الذي شاركت فيه الأطراف اليمنية كافة بمن فيها الحوثيون، وهو الحوار الذي أقيم على أساس المبادرة الخليجية، والتي ساهمت في إنهاء حكم علي عبدالله صالح، والإتيان بالحكومة اليمنية الحالية وبقبول الحوثيين آنذاك.

مبادرة السلام السعودية الأخيرة، وتجاهل الحوثيين لها، كشفت وبشكل واضح لا لبس فيه أن النظام الإيراني يمول ذراعه الحوثية من أجل هدف رئيسي وهو محاصرة السعودية، وخلق حالة من عدم الاطمئنان فيها بما يؤثر سلبا في استقرارها الداخلي، وبما يعطل حركة التنمية والعصرنة المتصاعدة فيها منذ مجيء الملك سلمان بن عبدالعزيز للحكم، ومنذ إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مشاريع ضخمة عديدة ضمن خطط رؤية 2020-2030 والتي تستهدف انشاء دولة سعودية جديدة.

النظام الإيراني عدو حقيقي لدول مجلس التعاون الخليجي، ومهما حاول وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف برسائله وتصريحاته العديدة والتي انطلق بعضها من الكويت تصوير النظام الإيراني وكأنه حمل وديع في غابة من المتوحشين ومن فاقدي الثقافة، فالعالم يعلم تماما بأن النظام الإيراني الحالي راع حقيقي للتوتر والنزاعات في العالم بأسره، وأنه يخفي خلف هذا الزيف الثقافي والإعلامي وجها مذهبيا شرسا، وإنه نظام يعيش خارج التاريخ.