Ana içeriğe atla

مخاوف من تكرار "سيناريو بنغازي" في العراق

السفارة الأميريكية في بغداد أثناء محاولة أقتحامهِ
AvaToday caption
سيُشكّل الانسحاب "نصراً لإيران على المديين القصير والطويل، وسيكون مثل الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان حين قرر سحب مشاة البحرية الأميركية (المارينز) من بيروت في ثمانينيات القرن المنصرم
posted onOctober 6, 2020
noyorum

رغم عدم صدور أيّ تأكيد رسمي عن إدارة الرئيس دونالد ترامب حول إنذار أميركي للعراق بإغلاق السفارة في بغداد، إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات المليشيات المدعومة من إيران على مبنى السفارة، فإن الهجمات الصاروخية على السفارة الأميركية في بغداد تأخذ حيزا مهما من النقاش في العاصمة الأميركية واشنطن. وقد تصِلُ إلى قرار كبير، كالذي كان بومبيو قد اتخذه بإغلاق القنصلية الأميركية في البصرة.

إن محاولات ميليشيات إيران استهداف السفارة الأميركية في بغداد، تدفع للتفكير بمخاطر أن يتكرر في العراق إيّ سيناريو مشابه لما حدث في بنغازي الليبية، من قتل لدبلوماسي أميركي على يدّ إرهابيين.

لكن الضربة الأميركية التي استهدفت قاسم سليماني لا تزال مائلة للعيان حول كيفية ردِّ هذه الإدارة على كلِّ من يتجرأ على قتل أميركي، وواشنطن تعرف جيداً من يحاول استهداف دبلوماسييّها في العراق، وتقول بوضوح إن "المشكلة الكبرى الوحيدة في العراق هي الميليشيات المدعومة من إيران التي تقوِّض الاستقرار هناك عبر الهجوم على الولايات المتحدة، التي لن تتردد في اتخاذ إجراءات عندما نرى حاجة لذلك للحفاظ على سلامة موظفيها". كما قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى.

إن إغلاق السفارة هو رسالة لبغداد تقول "إن أميركا لا تعتقد أن لديها شريكا في العراق". كما يقول الخبير الأميركي بالشأن العراقي مايكل بريجنت، الذي يؤيد إغلاق السفارة كإجراء للضغط على الحكومة العراقية لضبط الميليشيات الممولة من خزينة الدولة وتنفذ أوامر إيران.

الخبير الأميركي مايكل روبن يعتقد أن "إعلاق السفارة في بغداد لن يقضي على الإرهاب، كما أن إغلاق القنصلية الأميركية في البصرة لم يُنهي الإرهاب".

إذا اتخذت واشنطن قراراً بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد، فإن إيران وميليشياتها في العراق وغيره ستُحقق "انتصاراً دعائياً ذو أبعاد أسطورية، مما يقوّض كل التقدم المحرز في العراق منذ مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس". كما كتب مايكل نايتس، الخبير الأميركي في الشأن العراقي.

سيُشكّل الانسحاب "نصراً لإيران على المديين القصير والطويل، وسيكون مثل الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان حين قرر سحب مشاة البحرية الأميركية (المارينز) من بيروت في ثمانينيات القرن المنصرم، مما ساهم في نجاح الإرهاب عالمياً، وقدّم رسالةً للعالم أن أميركا لا تقف مع أصدقاءها" (مايكل روبن).

لكن هل تريد إيران حقاً إغلاق السفارة الأميركية في بغداد؟ يقول مايكل بريجنت إن "إيران وهادي العامري لا يريدون ذلك، لان طهران تريد الاستمرار في استغلال الاقتصاد العراقي لعرقلة العقوبات الأميركية عليها، وهي تعرف أن إغلاق السفارة سيؤذي الاقتصاد العراقي، وبالتالي مصالح طهران، فالانسحاب سيكون انتصاراً سخيفاً لإيران".

يقول مايكل بريجنت إن "الإدارة الأميركية لم تُبلّغ الكاظمي إنذارا بإغلاق السفارة فحسب بل تهديداً بعقوبات وبمطاردة كتائب حزب الله" التي قتلت هشام الهاشمي والمتظاهرين السلميين العراقيين، وتُطلق الصواريخ على السفارة الأميركية. فيما يعتقد مايكل روبن أن ما تريده واشنطن هو "لفت انتباه الجميع أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استهداف دبلوماسييها".

وبالتالي فـ"معالجة السرطان تكون باستعمال مشرط الطبيب لا الفأس، واغلاق السفارة هو استعمال للفأس".

يتوقع هوشيار زيباري المزيد من التصعيد والتوتر خلال شهر أكتوبر بين واشنطن وطهران التي ترغب بإحراج ترامب بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك عبر الاعتداء على المنشآت الأميركية في العراق وربما خطف أو قتل أميركيين. أيضاً، يعتقد زيباري أن قرار واشنطن بإقفال السفارة الأميركية في العراق هو قرار خطير وخاطئ، لأنه سيعرض كلّ مصالح أميركا في المنطقة للتهديد، ويضرب مصداقية واشنطن تجاه حلفائها أولاً.

ويدعو زيباري مصطفى الكاظمي لاغتنام الفرصة لتنظيف المنطقة الخضراء من التواجد الميليشياوي الحشدي(الحشد الشعبي) وتأمين طريق المطار، لان عواقب القرار الأميركي ستكون كبيرة جداً وستُعيد العراق إلى العزلة الدولية على حدّ تعبير وزير خارجية العراق الأسبق.

لا خيار منطقياً أمام الولايات المتحدة سوى البقاء في العراق والاستمرار في دعمه العراق ومواجهة الإرهاب فيه، لأن إقفال السفارة الأميركية في بغداد "مع وجود حكومة صديقة هناك هو قرار خاطئ ستستفيد منه إيران وروسيا والصين. (مايكل روبن)". فيما يشدد مايكل بريجنت على دعم خيار اقفال السفارة الأميركية في بغداد لأن "حكومة العراق ليست حكومة صديقة فعلياً لواشنطن، فهي لم تضع حداً للحشد الشعبي فيما يجب عليها تعليق ميزانية هذه الميليشيا".

مهما سيكون قرار واشنطن بشأن سفارتها في بغداد، فإن "الشراكة الاستراتيجية" الأميركية مع العراق هي الاطار المستمر قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها.