تتكبد القوات التركية مزيدا من الخسائر على الساحة العراقية كما هو الحال مع عدة ساحات اخرى تعمل انقرة جاهدة للهيمنة عليها لفرض اجنداتها والسيطرة على ثروات شعوبها.
واعلن الجيش التركي مقتل جنديان تركيان واصابة آخر، في عملية "مخلب النمر" المتواصلة ضد مسلحي حزب العمال الكوردستاني شمالي العراق.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، الجمعة، إن عناصر من المنظمة شنوا هجوما بقذائف صاروخية على قاعدة عسكرية للجيش التركي في منطقة عملية "مخلب النمر"، الخميس، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخر.
في الوقت ذاتهِ كشفت مصادر قريبة من العمال الكوردستاني، إن عدد قتلى الجنود الأتراك يتجاوز العشرات، والإعلام التركي يحاول تقليل من ضغوطاتهِ العسكرية والسياسية.
وفي 16 يونيو/ حزيران الماضي، أطلقت تركيا عملية "مخلب النمر"، في منطقة "حفتانين" شمالي العراق، ضد عناصر منظمة حزب العمال الكوردستاني وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وتعتبر هذه العملية الثانية في أقليم كوردستان شمالي العراق ضد المنظمة، بعد "مخلب النسر" التي انطلقت فجر 15 يونيو/حزيران الماضي لكن الجيش التركي غير قادر على حسم الصراع مع المسلحين الكورد اصحاب الخبرة في حرب العصابات.
وتحارب تركيا تمردا يشنه حزب العمال الكوردستاني في جنوبها الشرقي الذي يغلب عليه الكورد وقٌتل فيه 40 ألف شخص منذ الثمانينيات وكان يٌدار إلى حد كبير من داخل العراق.
وبعد انهيار جهود السلام في 2015، اندلع القتال الشرس مجددا في تركيا. ومنذ ذلك الحين، تسعى حكومة الرئيس طيب أردوغان إلى معالجة ما تقول إنها جذور الأزمة.
وعبرت الحكومة العراقية مرارا عن رفضها للتدخل العسكري التركي داخل الاراضي العراقية داعية مجلس الامن للتدخل للضغط على انقرة لوقف حملاتها العسكرية في المنطقة.
واستدعت بغداد السفير التركي في يونيو/حزيران لتقديم شكوى رسمية لكن سلطة الحكومة المركزية محدودة في المنطقة شبه المستقلة، فيما تلزم حكومة إقليم كردستان بشمال العراق الحذر خشية استعداء تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي.
وتأتي العملية العراقية بعد أن شنت تركيا ثلاث عمليات توغل في شمال سوريا في ثلاث سنوات لإبعاد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني والدولة الإسلامية من حدودها، ثم نشرت قوات لها في محافظة إدلب لوقف هجوم الحكومة السورية المدعوم من روسيا ضد المعارضة السورية المسلحة.
كما استعرضت تركيا قوتها في شرق البحر المتوسط، وحولت مسار الصراع في ليبيا عبر المساعدة في صد هجوم على طرابلس، وأقامت قواعد عسكرية في الخليج والقرن الأفريقي.
وأثارت التدخلات التركية في عهد أردوغان قلق دول مثل مصر والامارات والسعودية وأشعلت اتهامات المعارضة في الداخل بأنها تسعى لصرف الاهتمام عن أزمة اقتصادية ونكسات سياسية بعد 17 عاما في السلطة لكن الجيش التركي يتحمل تبعات تلك التدخلات.
وأثارت كل هذه التدخلات استياء عربيا واقليميا ودوليا دفع جامعة الدول العربية الى اصدار بيان يستنكر فيه التدخلات التركية في المنطقة الى جانب التدخلات الايرانية.
كما عرفت العلاقات التركية الفرنسية توترا كبيرا بسبب إصرار أنقرة على القيام بأنشطة تنقيب غير قانونية في شرق البحر الابيض المتوسط.