Ana içeriğe atla

محاكمة مرتكبي الأعتداءات على شارلي إيبدو

أثناء محاكمة المتهمين
AvaToday caption
ويلاحق 14 متهما يشتبه بتورطهم بدرجات متفاوتة بتقديم دعم لوجستي للأخوين سعيد وشريف كواشي وأميدي كوليبالي، مرتكبي الهجمات التي أدت إلى مقتل 17 شخصا بين السابع والتاسع من يناير، وهزت فرنسا وبقية العالم.
posted onSeptember 2, 2020
noyorum

افتتحت صباح الأربعاء في باريس وسط إجراءات أمنية مشددة محاكمة 14 متهماً بالهجمات العنيفة جدا التي زرعت الخوف والغضب في فرنسا والخارج واستهدفت في يناير 2015 هيئة تحرير صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة ورجال شرطة وزبائن محل لبيع الأطعمة اليهودية.

وعشية بدء هذه المحاكمات التاريخية، قررت "شارلي إيبدو" إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي جعلت من الصحيفة الأسبوعية هدفا للجهاديين. وقال رئيس تحرير الصحيفة ريس "لن نستسلم أبدا" لكراهية ما زالت قائمة.

من جهته، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة لبغداد عن "حرية التجديف" في فرنسا "المتمسكة بحرية الضمير". وقال " سنفكر جمعيا في النساء والرجال الذين قتلوا بجبن" في يناير 2015.

وأثارت إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية غضب باكستان التي دانته مساء الثلاثاء "بأكبر قدر من الحزم".

ولشهرين ونصف الشهر، سيمثل نحو 150 شاهدا وخبيرا أمام محكمة الجنايات الخاصة المكلفة إجراء المحاكمة لهذه الهجمات غير العادية.

ويلاحق 14 متهما يشتبه بتورطهم بدرجات متفاوتة بتقديم دعم لوجستي للأخوين سعيد وشريف كواشي وأميدي كوليبالي، مرتكبي الهجمات التي أدت إلى مقتل 17 شخصا بين السابع والتاسع من يناير، وهزت فرنسا وبقية العالم.

وسار عدة ملايين، بينهم العديد من رؤساء الدول والحكومات، للتنديد بهجمات 11 يناير، في تظاهرة ضخمة غير مسبوقة.

وكانت هجمات يناير 2015 شكلت بداية سلسلة من الاعتداءات الجهادية في فرنسا، منها هجمات 13 نوفمبر في باريس والضواحي الشمالية، التي خلفت 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحًا.

وكان من المقرر أولا بدء المحاكمة قبل الصيف لكنها أرجئت بسبب الأزمة الصحية. وسيتم تصوير الجلسات بالكامل لبناء أرشيف تاريخي للقضاء، في سابقة في مجال الإرهاب.

وقال جان فرنسوا ريكار المدعي الوطني لمكافحة الإرهاب إن لهذه المحاكمة "أهمية مزدوجة" هي "النظر إلى الحقيقة" وتأمين "لحظة تعبير" للضحايا. وأضاف أن الضحايا "سيتمكنون من التوضيح وطلب محاولة الفهم وهذا أمر أساسي".

في السابع من يناير 2015، قتل الأخوان شريف وسعيد كواشي 11 شخصًا في هجوم استهدف هيئة تحرير الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي إبدو في باريس، قبل أن يلوذوا بالفرار ويقوموا بقتل شرطي.

في اليوم التالي، قتل أميدي كوليبالي شرطية في مدينة مونروج في ضواحي باريس، وفي التاسع من يناير، قتل أربعة أشخاص، جميعهم يهود، أثناء احتجازه رهائن في متجر "إيبر كاشير" الواقع على أطراف باريس الشرقية.

وقتلت الشرطة كوليبالي في المكان بعد اقتحامه وقُتل الأخوان كواشي على أيدي القوات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية في مطبعة لجأوا إليها في دامارتان-اون-جول في شمال شرق باريس.

ما هو الدور الذي لعبه المتهمون الـ14؟ ماذا كانوا يعرفون عن الهجمات؟ سيحاول القضاء حتى العاشر من يناير تحديد درجة مسؤول كل منهم في الإعداد للهجمات.

لكن سيحاكم ثلاثة غيابيا، من بينهم حياة بومدين صديقة كوليبالي، والأخوان محمد ومهدي بلحسين اللذان فرا من البلاد قبل الهجمات مباشرة إلى المنطقة العراقية السورية.

وقالت تقارير غير مؤكدة رسميا إن الثلاثة قتلوا، ولا يزالون خاضعين لمذكرات توقيف.

وجه القضاء التهم الأشد عقوبة وهي "التواطؤ" في جرائم إرهابية ويعاقب عليها بالسجن المؤبد، ضد محمد، أكبر الأخوين بلحسين، وعلي رضا بولات الذي سيكون من بين المتهمين.

ويُشتبه في أن هذا الصديق المقرب لكوليبالي أدى دورا رئيسيا في التحضير للهجمات، ولا سيما في توفير الأسلحة.

ويحاكم المتهمون الآخرون بشكل أساسي بتهمة "تشكيل جماعة إرهابية إجرامية" ويواجهون عقوبة السجن لمدة عشرين عامًا. ويمثل شخص واحد فقط طليقا تحت الرقابة القضائية بتهمة "الارتباط مع مجرمين"، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن عشر سنوات.

وترى المحامية صافية عكوري من فريق الدفاع أنه في غياب "المسؤولين الرئيسيين" الذين لن يتمكنوا من "الادلاء" بشهاداتهم، "سيخضع القضاء لاختبار صعب خلال هذين الشهرين والأمل كبير في الصرامة التي من حقنا أن ننتظرها منه".

واعترف النائب العام الوطني لمكافحة الإرهاب بأن غياب الأخوين كواشي وأميدي كوليبالي يشكل "مصدر إحباط". لكنه قال إنه "يرفض فكرة" أن المتّهمين الـ14 "ليسوا أساسيين ولا أهمية لهم".

وأدت سلسلة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ يناير 2015 إلى مقتل 258 شخصا. وما زال مستوى التهديد الإرهابي "مرتفعا جدا" بعد خمس سنوات على الوقائع كما تقول وزارة الداخلية.

ويرى الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند الذي كان يشغل المنصب عند وقوع الهجمات أن الإرهابيين "فقدوا" رغبتهم في "تقسيم الفرنسيين".