Skip to main content

كمامات واقية تحمل رسائل سياسية

ماكرون بكمامات في حديثهِ لطلبة
AvaToday caption
يقدر عدد الدول التي ترى في ارتداء الكمامات ضرورة أساسية في مواجهة الوباء بنحو خمسين. لكن المخزونات ليست كافية، حيث يتم تخصيصها كأولوية للعاملين في القطاع الصحي وأصحاب المهن التي يتعرض العاملون بها إلى مخاطر عالية للإصابة بالفيروس
posted onMay 11, 2020
nocomment

يرفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع كمامة لدرء عدوى وباء كوفيد-19، بينما زيّن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون كمامته بشريط يحمل ألوان علم بلاده، ليكونا بين قادة دول العالم، الذين لم يلتزم جميعهم بارتداء الكمامات الواقية، جراء مواقف مليئة بالمعاني السياسية.

ودعا العديد من المسؤولين إلى استخدام الكمامات لدى بدء تفشي الوباء، خصوصا في الغرب، لكن منذ ذلك الحين أصدر علماء الأوبئة حكمهم بشأن الأمر.

وبشأن ضرورة ارتداء القناع الواقي من عدمها، ترى جاكلين غولان عالمة السلوك في جامعة نورثويسترن يونيفرنسيتي في إلينوي بالولايات المتحدة، أن "القرار مرتبط بما يريد المسؤول تمريره".

وأضافت أنه "يمكن أن يرتديه إذا أراد التركيز على الصحة العامة، ويتخلى عن ذلك إذا كان يريد أن يقول إن خطر العدوى ضئيل أو إن الأمور تعود إلى طبيعتها".

وتؤكد كلاوديا بالياري الباحثة في جامعة أدنبره أنه أيا كانت دوافعه "يشكل نموذجا سيتبعه كثيرون".

ويقدر عدد الدول التي ترى في ارتداء الكمامات ضرورة أساسية في مواجهة الوباء بنحو خمسين. لكن المخزونات ليست كافية، حيث يتم تخصيصها كأولوية للعاملين في القطاع الصحي وأصحاب المهن التي يتعرض العاملون بها إلى مخاطر عالية للإصابة بالفيروس.

أكثر من ثلاثة أرباع الفرنسيين يشكون، بحسب استطلاع للرأي، بأن حكومتهم كذبت بشأن فاعلية الكمامات بهدف إخفاء النقص في مخزونها.

وعبر ماتيو ليش الخبير في السياسة العامة في معهد آدم سميث في لندن عن أسفه، قائلا إن "المسؤولين مخطئون في الاعتقاد أن الجمهور غبي وعاجز عن فهم رسالة معقدة". وأضاف "لذلك يقومون بتبسيط الرسالة، وبدلا من تأكيد ضرورة ارتداء الكمامات للأشخاص الأكثر عرضة للمرض (...) يفضلون رسالة بسيطة تفيد بأنه لا يجدي".

وفي واقع الحال، تنظر ثقافات العالم بتفاوت كبير إلى فكرة ارتداء الكمامات. فالآسيويون معتادون على وضع الكمامات بكثافة، أولا بسبب التلوث، وثانيا بعدما واجهوا أوبئة عديدة منذ سارس في 2003.

ويؤكد كي كي تشينغ مدير معهد الأبحاث التطبيقية في جامعة برمنغهام أنه لا يفهم تحفظ القادة الغربيين. ويقول "إذا كان ذلك لا يجدي فلماذا نطلب من الناس تغطية الفم عندما يسعلون؟". وأضاف "ليست هناك اختبارات سريرية في هذا الشأن لكننا لا نشكك فيه".

لكن يبدو أن الأقنعة الواقية باتت موقع إجماع سواء كانت من الورق أو القماش، بيضاء أو ملونة، قابلة للاستعمال أكثر من مرة والغسل أو غير ذلك.

وقد وضع ماكرون كمامة عندما زار مدرسة، الثلاثاء الماضي، واعترف في الوقت نفسه أنه ليس معتادا عليها. وقال لطفل وهو يحمل قارورة تحوي سائلا للتعقيم "سأغسل يدي لأنني كما ترى ألمس كمامتي دائما".

رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا

والشهر الماضي، أراد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا أن يكون قدوة ووضع قناعا خلال مؤتمر صحفي. وقد أثار موجة سخرية عندما ظهر بالقناع الملون الذي يشبه الأقمشة الإفريقية تحت عينيه قبل أن يصحح مكانه ليصبح فوق الفم والأنف.

وغداة موجة السخرية هذه، قال ضاحكا "سأفتح قناة تلفزيونية لأعلم من خلالها طريقة وضع قناع".

أما رئيسة سلوفاكيا زوزانا كابوتوا فقد برهنت على اهتمامها بالتفاصيل عندما ظهرت في صورة رسمية لحكومتها الجديدة في مارس بقناع وردي مثل لون ثوبها.

لكن آخرين مصرون على مواقفهم، مثل الرئيس ترامب الذي قال في أبريل "لا أدري.. لا أشعر أنه ملائم لي" من دون أن يضيف أي تفاصيل. وزار الثلاثاء الماضي مصنعا للأقنعة من دون أن يرتدي واحدا، على الرغم من وجود لوحة توصي بوضع كمامة في كل الظروف.

ترامب خلال تفقده مصنع هاني ويل إنترناشونال لإنتاج الكمامات

وقالت كلاويدا بالياري إن "الوباء يظهر بالتزامن مع حركة شعبوية في العالم". وأضافت "للأسف تحولت الأقنعة الواقية إلى أحدث شعار لهذه الحركة كما حدث عند انتشار الإنفلونزا الاسبانية في 1919 و1920 عندما رأى متظاهرون أن الكمامات رمز لمراقبة صارمة من الدولة".