Skip to main content

العراق يتكتم على رقم مفزع للمصابين بكورونا

عمال من وزارة الصحة العراقية يتولون دفن الموتى بكورونا
AvaToday caption
تشهد إيران، جارة العراق، أعلى عدد من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في المنطقة. وتربط البلدين علاقات تجارية ودينية وثيقة وبينهما حدود برية كبيرة أغلقها العراق في فبراير/شباط بسبب مخاوف من تفشي المرض
posted onApril 3, 2020
nocomment

تقول السلطات العراقية إن عدد المصابين بفيروس كورونا هو 772 شخصا، بينما يؤكد ثلاثة أطباء من المشاركين بشكل وثيق في عملية إجراء الاختبارات لرصد الإصابات بالفيروس ومسؤول في وزارة الصحة العراقية ومسؤول سياسي كبير، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 يفوق بآلاف الرقم المعلن.

وطلبت المصادر عدم كشف هويتها في الوقت الذي أمرت فيه السلطات العراقية الطواقم الطبية بعدم الحديث لوسائل الإعلام في قرار لا يمكن تفسيره إلا بوجود خلل اتصالي أو أن الرقم الحقيقي لعدد المصابين بالفيروس مفزع.

وتبقى وزارة الصحة العراقية المصدر الوحيد الرسمي المخول بالإعلان عن حصيلة ضحايا فيروس كورونا من المصابين والمتوفين، بينما يبقى السؤال الملح في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق هل تخفي السلطات فعلا الحصيلة الحقيقة لضحايا كورونا كما فعلت نظيرتها الإيرانية.

وقالت وزارة الصحة العراقية في أحدث بيان يومي لها اليوم الخميس إن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 772 والوفيات 54، لكن الأطباء الثلاثة الذين يعملون في فرق طبية تساعد في اختبار الحالات المشتبه بإصابتها في بغداد قالوا إن عدد الحالات المؤكدة، استنادا لنقاشات مع زملائهم الذين يتلقون نتائج التحاليل اليومية، يتراوح بين ثلاثة آلاف وتسعة آلاف لكن كل واحد منهم ذكر تقديرا مختلفا للعدد.

وقال المسؤول في وزارة الصحة الذي يعمل أيضا على إجراء الاختبارات لكوفيد-19، إن هناك أكثر من ألفي حالة مؤكدة من شرق بغداد فحسب دون احتساب الأعداد في المناطق والمحافظات الأخرى.

أما المسؤول السياسي الذي يحضر اجتماعات تعقدها وزارة الصحة، فقد قال أيضا إن آلاف الحالات تأكدت إصابتها.

وتشهد إيران، جارة العراق، أعلى عدد من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في المنطقة. وتربط البلدين علاقات تجارية ودينية وثيقة وبينهما حدود برية كبيرة أغلقها العراق في فبراير/شباط بسبب مخاوف من تفشي المرض.

وتسببت عقود من العقوبات والحرب والإهمال في تدهور وضع نظام الرعاية الصحية في العراق مثله مثل خدمات وبنية تحتية أخرى وتلك من المشكلات التي أشعلت فتيل احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في الأشهر الماضية.

وقال الأطباء العراقيون الثلاثة والمسؤول السياسي إن مسؤولين من الأمن الوطني يحضرون اجتماعات وزارة الصحة ويحثون السلطات على عدم كشف الأعداد الكبيرة للمصابين إذ يقولون إن ذلك قد يتسبب في اضطرابات عامة وتكالب على الإمدادات الطبية مما سيصعب السيطرة على انتشار المرض.

وقال أحد الأطباء إن عدد الوفيات أيضا أعلى على الأرجح من الرقم المعلن رسميا لكن ليس بكثير، مضيفا "يوم السبت الماضي وحده تم دفن 50 شخصا توفوا بالمرض". وفي ذلك الوقت كان العدد الرسمي 42.

والإمكانات المتاحة للاختبارات محدودة واعترف العراق من قبل علنا بأن العدد الحقيقي للحالات يجب أن يكون أعلى من العدد المؤكد المعروف لديه.

ويلقي الكثير من الأطباء باللوم على من يرفضون الخضوع للاختبارات والعزل وعلى مخالفة حظر التجول المفروض في عموم البلاد بما يشمل آلاف الزوار الذين تدفقوا على مزار شيعي في بغداد الشهر الماضي.

وقال الأطباء الثلاثة والمسؤول في وزارة الصحة إن الكثير من الحالات الجديدة ظهرت في شرق بغداد حيث يعيش هؤلاء الزوار.

وبشكل منفصل، قال مسؤول عراقي كبير ومسؤولون في قطاع الصحة يوم الأحد الماضي إن بعض الزوار الشيعة العائدون للعراق من سوريا مصابون بكورونا.

وتواجه الحكومات حول العالم صعوبات في مكافحة جائحة كوفيد-19. والولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا هي الدول الأكثر تضررا بالمرض حتى الآن.  ووصل عدد الإصابات بالفيروس في أنحاء العالم ما يقرب من المليون والوفيات نحو 47 ألفا.