كشفت مصادر صحفية اليوم الخميس عن تورط قراصنة تابعون لإيران في عملية اختراق نفذت لاستهداف موظفون يعملون لدى منظمة الصحة العالمية بينما تكافح الحكومات في جميع دول العالم بالتعاون مع المنظمة الدولية من أجل منع تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث تبحث المخابر بالتعاون مع العلماء والأطباء عن لقاح للوباء وتأخذ السلطات احتياطاتها لمنع تفشيه عبر إجراءات وقائية تحمي مواطنيها.
وقالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة أنباء رويترز إن مخترقين يعملون لصالح الحكومة الإيرانية حاولوا اختراق حسابات البريد الإلكتروني الشخصية لموظفين في منظمة الصحة العالمية أثناء تفشي فيروس كورونا الذي يواصل حصد أرواح آلاف الإيرانيين وسط عجز السلطات عن انقاذهم بعد تراخيها في أخذ التدابير اللازمة للوقاية من الوباء منذ بداية انتشاره في البلاد.
ولم يتضح إن كان تم بالفعل اختراق أي حساب لكن هذه الهجمات تظهر أن منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات المشاركة في الجهود الدولية لاحتواء الفيروس تتعرض لهجومات إلكترونية من مخترقين يبحثون عن معلومات عن الوباء.
وكانت رويترز ذكرت في وقت سابق في مارس/آذار أن الهجمات التي تتعرض لها منظمة الصحة العالمية والمنظمات المشاركة لها زادت بأكثر من مثليها منذ بداية أزمة فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص على مستوى العالم.
وقالت أربعة مصادر جرى إطلاعها على الهجمات إن أحدث محاولة اختراق مستمرة منذ الثاني من مارس/ آذار وشملت محاولة سرقة كلمات السر من موظفي منظمة الصحة عبر إرسال رسائل مصممة بحيث تحاكي خدمات غوغل الإلكترونية إلى حسابات البريد الإلكتروني الشخصية للموظفين، وهي تقنية اختراق إلكتروني مشهورة يطلق عليها "التصيد".
وأكدت رويترز هذه النتائج بعد مراجعة سلسلة من المواقع الإلكترونية التي تشمل محتوى مضر وغيرها من البيانات.
وقال أحد المصادر، ويعمل في شركة تكنولوجيا كبيرة تراقب نشاط الهجمات الإلكترونية الضارة على الإنترنت "شهدنا بعض الاستهداف ممن يبدو أنهم مخترقون تدعمهم الحكومة الإيرانية استهدفوا منظمات الصحة العالمية بشكل عام عبر التصيد".
وإيران أصبحت بؤرة لتفشي الوباء بعد أسابيع من تراخي السلطات في أخذ تدابير وقائية تمنع وفاة الآلاف من المواطنين ومنع تفشيه أكثر داخل البلاد وخارجها.
واليوم الخميس، أعلنت السلطات عن 124 حالة وفاة جديدة جراء كورونا لترتفع بذلك حصيلة الوفيات في إيران إلى 3160 شخصاً، في وقت حذر الرئيس حسن روحاني أن مواجهة الأزمة في البلاد قد تستغرق أشهرا طويلة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور عن حصيلة الوفيات الجديدة خلال مؤتمر صحافي أشار فيه إلى تسجيل 3111 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع عدد الإصابات في إيران إلى 50468 حالة.
وأوضح أن 16711 شخصاً ممن عولجوا في المستشفيات تماثلوا إلى الشفاء.
والجمهورية الإسلامية بين أكثر الدول تضرراً بالوباء، وقد أعلنت رسمياً عن تسجيل أولى الإصابات بالفيروس المستجد في 19 شباط/فبراير، لكن نشطاء ومعارضون أكدوا تسجيل حالات إصابة في البلاد قبل ذلك بكثير، حيث بدأ الفيروس بالانتشار من مدينة قم الدينية وكان سببا في نقل الزوار الأجانب الذين زاروها الوباء إلى بلدانهم خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وبعدما تجنّبت في الأسابيع الأولى فرض تدابير عزل أو حجر رافضة الاعتراف بخطورة الوضع، منعت الحكومة الإيرانية في 25 آذار/مارس التنقل بين المدن. وقد يتمّ تمديد العمل بهذا التدبير الذي دخل حيز التنفيذ في 27 آذار/مارس ويستمر تطبيقه حتى 8 نيسان/أبريل.
ودون فرض الحجر بشكل رسمي، دعت السلطات السكان إلى البقاء في بيوتهم "قدر الإمكان".
كما أغلقت إيران مواقع الزيارات الدينية الرئيسية وعلقت صلاة الجمعة في المساجد وأغلقت مجلس الشورى بعد أسابيع من رفضها ذلك. ونهاية شباط/فبراير، أغلقت المدارس والجامعات في بعض المحافظات قبل أن يوسع الاجراء ليشمل كامل البلاد.
وبعد توجيه الانتقادات للسلطات بتأخرها في الكشف عن أول إصابة بالوباء واتخاذ التدابير اللازمة، لم يعد الإيرانيين يثقون في المسؤولين وما يقولونه حول الوباء، خصوصا بعد أن عكست الحكومة وقادة الحرس الثوري الهجوم على الولايات المتحدة، متهمينها بالوقوف وراء ذلك على اعتبار أن العقوبات التي تفرضها على البلاد هي سبب الأزمة.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي في وقت سابق أن المسؤول عن كل هذه الأزمات "أعداء إيران، والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، والدول الغربية ومن والاهم".
لكن آية الله محمد تقي فاضل مؤبدي، عضو هيئة التدريس بجامعة "مفيد" في مدينة قم ظهر الفيروس أول مرة في أيران لديه رأي مخالف إذ يتهم السلطات بتسييس الأزمة من خلال زعمها بأن السبب فيها العقوبات المفروضة على البلاد.
يذكر أن إيران تلقت مساعدات شملت معدات وأدوات طبية بقيمة 200 مليون دولار، من دول مثل الإمارات واليابان وفرنسا والصين ومن منظمات دولية عدة منها منظمة الصحة العالمية نفسها.
وأصيب بفيروس كورونا المستجد العديد من المسؤولين الحكوميين وقادة في الحرس الثوري وشخصيات عامة وتوفي بعضهم.
ويستهدف القراصنة والمجرمون الإلكترونيّون، المدعومين من الدولة وغير المدعومين من الدولة، الموظفين الذين يعملون عن بعد ومن المنزل من خلال هجمات موثقة ضدّ الحكومة والشركات بما في ذلك المراقبة التي تقوم على شبكات الجوال والتجسس الذي يتوجه إلى اتّصالات الجوال للموظفين عن بعد.
ومع فشل السلطات الإيرانية في وقف انتشار الوباء بشكل خطير في البلاد، لا يستبعد خبراء في التكنولوجيا أن تكون طهران قد استغلت الفرصة بالمورو إلى الاحتيال بحثا عن معلومات بخصوص علاج للفيروس التاجي تكون منظمة الصحة العالمية قد تحصلت عليه.