Skip to main content

أتهام روسي لواشنطن بخيانة " الكورد"

قوات حماية الشعب الكوردية
AvaToday caption
ينص اتفاق الثلاثاء على عودة قوات الجيش السوري إلى الحدود إلى جانب قوات روسية لتحل هذه القوات محل الأميركيي
posted onOctober 23, 2019
nocomment

حملت روسيا الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية الأضرار التي لحقت بأكراد سوريا نتيجة الهجوم التركي شمال البلاد.

وقال الكرملين الأربعاء إن الولايات المتحدة غدرت الكورد وتخلت عنهم وناشدهم الانسحاب من منطقة الحدود بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة وإلا سيصبحون فريسة للجيش التركي.

جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية. وذكر أن الولايات المتحدة تشجع الأكراد على ما يبدو على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي.

وأبرمت تركيا وروسيا اتفاقا الثلاثاء يقضي بنشر قوات سورية وروسية في شمال شرق سوريا لإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكوردية وأسلحتهم من الحدود مع تركيا. وقد أشادت موسكو وأنقرة بالاتفاق بوصفه انتصارا.

وبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، ذكر بيان لوزارة الدفاع التركية أن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بأن انسحاب المقاتلين الكورد من المنطقة الآمنة في شمال سوريا قد اكتمل.

وأضافت الوزارة أنه لا توجد حاجة في هذه المرحلة لشن عملية أخرى خارج المنطقة الحالية للعمليات منهية بذلك الهجوم العسكري الذي بدأ في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول وقوبل بانتقادات واسعة.

ويأتي الاتفاق عقب هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة وكان من المقرر أن ينتهي سريانها في وقت متأخر يوم الثلاثاء كما يسلط الضوء على التغيرات المذهلة في سوريا منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأميركية قبل أسبوعين قبيل الهجوم الذي بدأته تركيا عبر الحدود.

وينص اتفاق الثلاثاء على عودة قوات الجيش السوري إلى الحدود إلى جانب قوات روسية لتحل هذه القوات محل الأميركيين الذين تولوا حراسة المنطقة لسنوات مع حلفائهم الكورد السابقين.

وبموجب الاتفاق الذي أبرم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قالت الدولتان إن الشرطة العسكرية الروسية ستشرع مع قوات حرس الحدود السورية في إبعاد وحدات حماية الشعب الكوردية مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية يوم الأربعاء.

وستقوم القوات الروسية والتركية بعد ذلك بستة أيام بالبدء في تسيير دوريات مشتركة في نطاق عشرة كيلومترات في "المنطقة الآمنة" التي تسعى أنقرة منذ فترة طويلة لإقامتها في شمال شرق سوريا.

وعبر مايك بنس نائب الرئيس الأميركي عن تأييده لإقامة المنطقة الآمنة.

وبعد محادثات استغرقت ست ساعات مع أردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود عبر بوتين عن رضاه عن القرارات التي وصفها بأنها "مهمة جدا إن لم تكن بالغة الأهمية لإنهاء وضع متوتر جدا على الحدود السورية التركية".

ووصف مسؤول تركي بارز الاتفاق بأنه "ممتاز" كونه سيحقق لتركيا هدفها الذي تنشده منذ فترة طويلة بإقامة شريط حدودي لا توجد به وحدات حماية الشعب الكوردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية بسبب صلاتها بمتمردين داخل تركيا.

وكان الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأسبوع الماضي يقتصر على الجزء الأوسط من القطاع الحدودي بين مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين حيث ركزت القوات التركية هجومها العسكري.

وبموجب الاتفاق مع موسكو فإن المنطقة الحدودية التي سيتطلب من وحدات حماية الشعب الكوردية الانسحاب منها يزيد طولها ثلاث مرات عن حجم الأراضي التي شملها الاتفاق الأمريكي التركي حيث يشمل معظم المنطقة التي كانت تركيا ترغب في إدراجها ضمن الاتفاق.

وقال سونر كاجابتاي مدير البرنامج التركي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تغريدة على تويتر "تشير نتائج اجتماع بوتين وأردوغان في سوتشي اليوم إلى أن أردوغان حقق أكبر المكاسب لأنقرة من خلال براعته في تأليب الولايات المتحدة وروسيا على بعضهما".

وأضاف "تركيا حصلت على المنطقة الآمنة التي كانت ترغب فيها طوال الوقت".

وقد تسبب الهجوم التركي في نزوح 300 ألف شخص تقريبا عن بيوتهم ومقتل 120 مدنيا وفقا لبيانات المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد الأحد إن 259 مقاتلا من القوات التي يقودها الكورد و196 من مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من تركيا سقطوا قتلى. وتقول تركيا إن 765 مسلحا كورديا قتل في الهجوم ولم يسقط قتلى من المدنيين.

وقالت كاتي والدمان المتحدثة باسم بنس إن نائب الرئيس تلقى رسالة من قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد الثلاثاء تفيد بانسحاب قواته من "كل مناطق العمليات المعنية" بموجب الاتفاق.

وقبل سفره إلى روسيا، قال أردوغان إن مئات من المقاتلين الكورد لا يزالون قرب الحدود السورية في الشمال الشرقي رغم الهدنة التي طالبت بانسحابهم.

وانتقد نواب أميركيون بعضهم من الحزب الجمهوري الانسحاب الأميركي من شمال سوريا ووصفوه بخيانة للحلفاء الكورد الذين ساعدوا الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وشوهد عدد من الكورد السوريين وهم يرشقون الآليات الاميركية بالحجارة اثناء انسحابها من مدينة القامشلي متهمين اياها بالخيانة.

وتقول تركيا إنها تريد إنشاء منطقة آمنة على امتداد 440 كيلومترا على الحدود في شمال شرق سوريا لكن هجومها ركز حتى الآن على مدينتي رأس العين وتل أبيض اللتين يفصل بينهما حوالي 120 كيلومترا.

وقد دخلت قوات سورية وروسية مدينتين حدوديتين بالفعل هما منبج وكوباني وهما تقعان داخل المنطقة الآمنة لكنهما إلى الغرب من ساحة العمليات العسكرية التركية.

وسبق أن قال أردوغان إنه قد يقبل بوجود قوات سورية في تلك المناطق ما دام مقاتلو وحدات حماية الشعب سيخرجون منها.

وروسيا حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد. وقد ساندت تركيا فصائل معارضة تسعى للإطاحة بالأسد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات لكنها تخلت عن مطالبتها السابقة بتنحي الأسد.